بيانات الوظائف المعتدلة تقود صعود مؤشرات الأسهم الأميركية

المستثمرون يراهنون على تمكن الاحتياطي الفيدرالي من خفض الفائدة في سبتمبر

لافتة تدل على شارع وول ستريت في نيويورك
لافتة تدل على شارع وول ستريت في نيويورك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية أقوى مكاسبها منذ فبراير، إذ أدى تباطؤ نمو الوظائف الأميركية إلى انخفاض عائدات السندات، مع زيادة المتداولين رهاناتهم على تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة هذا العام.

رحب المستثمرون القلقون من مخاطر الركود التضخمي أو حتى الركود من عدد الوظائف الذي جاء أقل من المتوقع، وهو ما يُعد إشارة على هدوء سوق العمل، وتباطؤ الأجور. وعلى الجانب الآخر، أعطت أحدث بيانات التوظيف حافزاً للمستثمرين الذين يرون أن الاقتصاد يتباطأ تدريجياً، بما سيسمح لبنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يعتمد على البيانات بالبدء في خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من سبتمبر.

أبرز 5 استنتاجات من تقرير الوظائف الأميركية في أبريل

قال خوسيه توريس من "إنتراكتف بروكرز" (Interactive Brokers): "انخفاض أرقام كشوف الأجور عن التوقعات يسلم القيادة إلى المضاربين على الارتفاع.. الأسواق ترتفع بقوة حيث تشير البيانات الواردة إلى رحلة أقصر في مسار السياسة النقدية".

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) بنسبة 1.3%، كما انتعشت السوق أيضاً بعد الارتفاع المفاجئ لسهم "أبل" بعد نتائج الأعمال. وقفز مؤشر "ناسداك 100" المكدس بأسهم التكنولوجيا 2%. انخفض "مقياس الخوف" في وول ستريت "VIX" إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهر.

انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين، والتي تُعتبر الأكثر تأثراً بقرارات الاحتياطي الفيدرالي الوشيكة، سبع نقاط أساس إلى 4.8%. ويتوقع تجار المقايضة الآن تيسير السياسة النقدية بنحو 50 نقطة أساس هذا العام، وهو ما يعادل خفضين لأسعار الفائدة. وتكبد الدولار أسوأ أداء أسبوعي له منذ مارس.

أخبار سيئة.. أنباء جيدة

أدت سلسلة من البيانات الأضعف من المتوقع هذا الأسبوع -من الوظائف إلى الخدمات والتصنيع - إلى إعادة التركيز على مقولة "الأخبار السيئة هي أخبار جيدة". وصلت النسخة الأميركية من مؤشر "سيتي غروب" للمفاجآت الاقتصادية -الذي يقيس الفرق بين البيانات الفعلية وتوقعات المحللين- إلى أدنى مستوى منذ فبراير 2023.

ارتفعت الوظائف غير الزراعية بمقدار 175 ألفاً الشهر الماضي، مسجلة أقل زيادة في ستة أشهر. وارتفع معدل البطالة إلى 3.9% وتباطأت مكاسب الأجور.

أقل زيادة بالوظائف الأميركية في ستة أشهر مع ارتفاع البطالة

قال سونو فارغيز من "كارسون غروب": "يشير تقرير الوظائف الأضعف من المتوقع إلى عدم وجود نشاط في الاقتصاد من شأنه أن يبقي التضخم مرتفعاً باستمرار، مما يزيد من احتمالات خفض أسعار الفائدة هذا العام".

تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي

صرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، لتلفزيون بلومبرغ، أن تقارير وظائف إضافية مثل تقرير يوم الجمعة ستمنحه الاعتقاد بأن الاقتصاد لا يعاني من نشاط زائد.

وفي حديث منفصل، قالت المحافظ ميشيل بومان إن التضخم من المرجح أن يظل مرتفعاً "لبعض الوقت"، لكنها أضافت أنها لا تزال تتوقع أن تهدأ مكاسب الأسعار في النهاية مع إبقاء أسعار الفائدة عند المستويات الحالية.

بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي الصادر يوم الأربعاء، أشار رئيس البنك جيروم باول إلى أنه من غير المرجح أن تكون الخطوة التالية هي رفع أسعار الفائدة.

باول: من غير المحتمل أن يلجأ الاحتياطي الفيدرالي لرفع الفائدة

خفض أسعار الفائدة

نظراً لكونه أضعف من التوقعات في جميع المجالات، فإن تقرير الوظائف لشهر أبريل يبرر قرار باول بعدم اتخاذ موقف متشدد في اجتماع مايو، كما أنه يُعتبر بمثابة "أخبار جيدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي والسوق"، وفق كريشنا جوها من "إيفركور".

وأضاف جوها: "نشعر بثقة أكبر إلى حد ما في توقعاتنا الأساسية بأن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ خفض الفائدة بحلول سبتمبر".

من جهتها، ترى سيما شاه من "برنسيبال أسيت مانجمنت" أن أحدث تقرير للوظائف يعيد بالفعل جدل خفض أسعار الفائدة إلى السوق وربما يفسر سبب تمكن باول من الميل إلى مزيد من التيسير في تصريحاته يوم الأربعاء.

أبرز الاستنتاجات من تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي

وأشارت شاه إلى أن "هذا هو تقرير الوظائف الذي يأمله الاحتياطي الفيدرالي.. بالطبع، يجب أن تشير الأرقام الأضعف اليوم إلى بداية مسار أبطأ جديد لعودة تخفيضات أسعار الفائدة بشكل جدي إلى الأجندة، ولكن بحلول ذلك الوقت، قد يصبح الخوف الجديد هو تباطؤ الاقتصاد".

من جهة أخرى، أظهرت بيانات منفصلة يوم الجمعة أن قطاع الخدمات الأميركي انكمش بشكل غير متوقع في أبريل للمرة الأولى منذ 2022، حيث انخفض مؤشر نشاط الأعمال إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات وارتفع مؤشر تكاليف المدخلات.

أرقام معتدلة

قال جينادي غولدبرغ، من "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities): "تقرير الوظائف اليوم هو تعريف الأرقام المعتدلة: أي عودة نمو الوظائف تدريجياً إلى المعدل الطبيعي وسط اعتدال نمو الأجور.. ومن المؤكد أن هذا هو نوع تقرير الوظائف الذي سيرحب به مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي. ما زلنا متفائلين بأن البنك المركزي سيقوم بتخفيض أسعار الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في سبتمبر".

بشكل عام، يقول مراقبو السوق إن علامات تباطؤ الاقتصاد يمكن أن تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بمرور الوقت، لكن بيانات التضخم ستكون مهمة.

قال مارك هامريك من "بنك ريت" (Bankrate):" تقرير الوظائف لشهر أبريل محا المخاوف المتعلقة بأن الاقتصاد الأميركي ينمو بقوة زائدة عن اللزوم. سيتبقى أن تتوافق البيانات مع الاحتياطي الفيدرالي لاكتساب الثقة في أن التضخم يقترب من هدفه البالغ 2% قبل خفض سعر الفائدة. وسيظل في حالة تأهب قصوى لمواجهة التضخم المرتفع بشكل غير مقبول".

مخاوف الركود التضخمي

تعثر ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية الشهر الماضي، إذ أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول وسط ارتفاع التضخم. كما أدى التباطؤ الحاد في النمو الاقتصادي بالربع الأول إلى إثارة أحاديث عن "الركود التضخمي"، على الرغم من أن العديد من مراقبي السوق قللوا من أهمية هذا الاحتمال في هذه المرحلة.

ترى ألكسندرا ويلسون إليزوندو، من "غولدمان ساكس أسيت مانجمنت"، إنه ينبغي للأسواق أن تنظر إلى تقرير الوظائف الأخير باعتباره "متنفساً من الهواء النقي المرحب به لأنه سيسكت النغمة المتشددة في السوق وأي مخاوف حديثة من الركود التضخمي".

في حين أنه من المرجح أن يشعر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي بالارتياح لأن سوق العمل تتباطأ، فإن هذا التقرير ليس ضعيفاً بما يكفي لتغيير توقعات الاحتياطي الفيدرالي، وفق تيفاني وايلدينغ من "باسيفيك إنفستمنت مانجمنت".

وأشارت إلى أن "التوظيف كان قوياً، والبطالة لا تزال منخفضة، ومن المرجح أن ترتفع الأجور مرة أخرى الشهر المقبل".

تراهن وايلدنغ على أن الاحتياطي الفيدرالي سيحاول تنفيذ خفض واحد على الأقل في هذا العام، لكنها لا تزال تتوقع أن يحذف البنك المركزي خفضاً واحداً أو اثنين من توقعاته لمسار سعر الفائدة عندما يصدر ملخصاً جديداً للتوقعات الاقتصادية في يونيو. في شهر مارس، حافظ مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على توقعاتهم بخفض الفائدة 3 مرات في 2024.

قال لاري تنتاريلي من "بلو تشيب ديلي تريند ريبورت" (Blue Chip Daily Trend Report): "إذا لم يتفاقم التضخم، وظلت بيانات الوظائف معتدلة، فقد يكون من الأرجح إجراء أول خفض لسعر الفائدة في سبتمبر، لكننا نتوقع أن يظل الاحتياطي الفيدرالي معتمداً بشكل كبير على البيانات الواردة، اجتماعاً تلو الآخر".

من جهته، يقول كريس زاكاريلي، من "إندبندنت أدفايزر أليانس" (Independent Advisor Alliance)، إنه طالما حافظ الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة كما هي -أو خفضها مرة أو مرتين- يمكن للسوق أن تواصل التحرك لأعلى.

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.3% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
  • صعد "ناسداك 100" بنسبة 2%
  • مؤشر داو جونز الصناعي ارتفع 1.2%
  • صعد سعر "بتكوين" بنسبة 5.7% إلى 62103.17 دولار
  • قيمة "إيثر" ارتفعت 2.9% إلى 3074.41 دولار
  • تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 2301.47 دولار للأونصة
  • انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.3%