لافتة شارع وول ستريت أمام بورصة نيويورك في نيويورك، الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

خسر الرهان على تفوق الأسهم الرخيصة مقابل تلك الأسرع نمواً على مدة سنوات عدة، لكن كثيراً من مديري الصناديق يقولون إنهم يتوقعون أن يتغير ذلك في 2022، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى احتمالية ارتفاع أسعار الفائدة.

أصبحت "أسهم القيمة"، التي تعني أسهماً غير مكلفة نسبياً مقارنة بربحيتها، نمط الاستثمار الأكثر رواجاً لهذا العام بين 106 مستثمرين مؤسسيين استطلعت بلومبرغ نيوز

آراءهم بشكل غير رسمي، في النصف الأول من ديسمبر.

قال ربعهم تقريباً إن أسهم الاقتصاد التقليدي الأرخص ثمناً، مثل البنوك، هي التي يجب أن يتجه لها المستثمرون، بدلاً من الأفكار الأخرى مثل الطاقة الخضراء وأسهم النمو وأسهم التقنية الأمريكية والأسواق الناشئة.

المستثمرون يراهنون على أن التكيف مع المناخ يكاد يدر ربحاً

أظهرت المؤشرات التي جمعتها "إم إس سي آي"(MSCI)، أن أسهم النمو في جميع أنحاء العالم حققت عوائد بنسبة 22% سنوياً، بما في ذلك توزيعات الأرباح على مدى الخمس سنوات الماضية، مقابل 9.8% لصالح أسهم القيمة.

كان هناك بصيص أمل في أن 2021 سيكون مختلفاً، لكن فئتي الأسهم أنهت العام بشكل سيئ، وحققت كل منهما عوائد بنسبة 20% تقريباً. رغم ذلك، اختلف الوضع في الولايات المتحدة، حيث تفوقت أسهم النمو مرة أخرى هناك على نظيرتها من فئة القيمة.

يقول بعض أكبر المستثمرين في العالم، بما في ذلك شركتا "بلاك روك" و"فرانكلين تيمبلتون إن فرصة أسهم القيمة حانت.

قال أندرو آنغ، رئيس استراتيجيات الاستثمار في "بلاك روك": "سنرغب في الاحتفاظ بأسهم القيمة على المدى الطويل، لأننا سنعود إلى الوضع الطبيعي".

توقعات أسعار الفائدة

جاء تصويت المستثمرين لصالح أسهم القيمة قبل أيام قليلة من قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتهيئة البيئة الاقتصادية أكثر لها، عبر الإشارة إلى أن التضخم يعتبر أكبر عدو للبنك وأنه يتوقع رفع أسعار الفائدة خلال 2022 بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً.

تقلل أسعار الفائدة المرتفعة من قيمة الأرباح المستقبلية للشركات، وتؤثر بالسلب بشكل خاص على أسهم الشركات سريعة النمو، التي تتوقع تحقيق معظم أرباحها خلال السنوات المقبلة.

الاحتياطي الفيدرالي يسير عكس الصقور

كتب دان بوردمان ويستون، كبير مسؤولي الاستثمار في "بي أر آي" (BRI) لإدارة الثروات، في مذكرة: "خلال 2022، من المحتمل أن نشهد تشديداً في السياسة النقدية، للتعامل مع المستويات المرتفعة من التضخم، وقد يكون هذا بمثابة رياح معاكسة لأسهم النمو الأعلى مستوى في السوق، مثل أسهم شركات التكنولوجيا... يجب أن يصب ذلك في صالح أسهم القطاعات الأكثر توجهاً نحو القيمة مثل البنوك، وبالتالي يمكننا أن نرى انقلاب الحظوظ".

تأثير الجائحة

صعّبت جائحة كورونا استشراف الاستثمار خلال فترة كبيرة من 2021. تجاوز مؤشر إم إس سي آي لأسهم القيمة حول العالم ذاك المختص بأسهم النمو في النصف الأول من العام الماضي، في ظل تسارع طرح اللقاح، ما شجع المستثمرين على توقع زيادة التوسع الاقتصادي، مع تكهنهم بأن هذا التفوق سيعزز حتى الأسهم المتراجعة.

لكن انتعاش أسهم القيمة تراخى بسبب انتشار سلالة "دلتا"، بينما تمكنت نظيرتها في فئة النمو من التعافي من أدنى مستوياتها، وسط سياسات البنك المركزي التسهيلية.

"أوميكرون" ينشر الفوضى في سلاسل التوريد ويجبر العمال على الاستقالة

كان هناك عدد من الشروط اللازمة لتعافي أسهم القيمة، وهي: اقتصاد متسارع، مع شن حملة تنظيمية صارمة على شركات التكنولوجيا ذات الأسهم عالية الأسعار، بالإضافة إلى تضخم متزايد، وكل هذه الشروط تحققت في 2021، مع ذلك هبطت هذه الأسهم إلى مستوى قياسي منخفض في نوفمبر مقابل نظيرتها من فئة النمو. أدى انتشار متغير "أوميكرون" الفيروسي الآن لعدد قياسي من الإصابات وعمليات إغلاق جديدة في أجزاء كثيرة من العالم، وهي نفس البيئة التي ساعدت في تعزيز الارتفاعات الكبيرة في أسهم النمو خلال معظم فترات الوباء.

توقيت الارتفاع المثالي

مع ذلك يأمل المستثمرون، بعد 5 سنوات من الأداء الضعيف لأسهم القيمة، أن يكون العام السادس هو التوقيت المثالي للارتفاع.

قال فريق الخبراء الاستراتيجيين في "مورغان ستانلي" بقيادة غراهام سيكر، إنه من حيث القيمة، يجب أن تحقق القطاعات التي تستفيد من محفزات محددة وتقديرات أرباح متزايدة أفضل أداء. أشاروا إلى أن صناعة السيارات وأسهم البنوك وشركات الطاقة من المفترض أن تشهد توقعات متزايدة لنمو الأرباح على حد سواء.

قال ستيفن دوفر، كبير استراتيجيي السوق في معهد فرانكلين تمبلتون للاستثمار، إن تسارع التضخم وسط التعافي السريع لمشكلات الطلب وسلاسل التوريد "ينشأ نقطة انطلاق مختلفة جداً لعام 2022 مقابل 2021، ما قد يسمح بفرص في أسهم القيمة ذات الجودة العالية".