يجري العراق استثمارات كبيرة في مجال الغاز، وتعوّل الدولة على عدّة مشروعات تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز، وربما تصديره، وفق تصريحات وزير النفط العراقي حيان عبدالغني بمقابلة مع "اقتصاد الشرق" على هامش مشاركته بمؤتمر "أوبك" السنوي في العاصمة النمساوية فيينا اليوم الخميس.
تركز وزارة النفط العراقية منذ تسلّم الحكومة الحالية بقوة على تعظيم استثمار الغاز، وقال عبد الغني إنَّه تم إطلاق جولة تراخيص خامسة، وتوقيع عقود مع 5 شركات لخمسة حقول غازية قريبة من الحدود الشرقية، التي ستوفر ما لا يقل عن 800 مليون قدم مكعب من الغاز؛ مشيراً في الوقت نفسه إلى أنَّ بلاده تستهدف وقف حرق الغاز عام 2030.
أضاف عبدالغني أنَّه تم إطلاق جولة تراخيص خامسة تكميلية تتضمن رقعاً استكشافيه غازية وبعض الحقول النفطية، لافتاً إلى رغبة كثير من الشركات بالمشاركة في هذه الجولة. وكشف أنَّه تم بدء جولة تراخيص سادسة تتضمن 13 رقعة استكشافية غازية بالمنطقة الغربية بدءاً من الحدود السورية والأردنية والسعودية نزولاً إلى محافظة الديوانية.
تجدر الإشارة إلى أنَّ العراق يستورد الغاز من إيران بكميات تصل لأكثر من 1000 مليون قدم مكعبة خصوصاً خلال فترة الصيف، لتوفير الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء. وقال عبدالغني إنَّه مع إحالة العقود التي سبقت الإشارة إليها "سيتمكن العراق من الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الغاز، وربما تصديره".
على صعيد متصل، أوضح وزير النفط العراقي أنَّ عقد الغاز المتكامل الموقع مع "توتال" بجنوب العراق بطاقة تصل إلى 600 مليون قدم مكعبة في 5 حقول سيتم على مرحلتين متساويتين، لافتاً إلى أنَّ المرحلة الأولى ستكون خلال 3 سنوات، والثانية بعد 5 أعوام.
تطورات مفاوضات استئناف تصدير النفط العراقي
ومن جانب النفط، أكد عبدالغني على استمرار مفاوضات بلاده مع تركيا لاستئناف تصدير الخام منذ توقف الشحنات عبر ميناء "جيهان"، كان أحدثها طلب العراق من الجانب التركي السماح بمشاركه وفد فني عراقي في عملية التقييم- التي تقوم بها شركة فحص من طرف ثالث- للأضرار التي قالت تركيا إنَّها لحقت بالأنبوب بسبب الزلازل.
وأكد وزير النفط أنَّه يجب أن يشارك الجانب العراقي بإصلاح الأضرار التي لحقت الأنبوب "المشترك" بين البلدين، مستشهداً بخبرة العراق الكبيرة في مجال إصلاح الأنابيب التي تضررت ببلاده، وتم إصلاحها بكفاءة عالية.
وأشار إلى أنَّه تم الاجتماع مع وفد فني على مستوى المديرين الأتراك، قبل عطلة عيد الأضحى، لتوضيح السبل الكفيلة لإعادة تصدير النفط العراقي.
أشار عبدالغني إلى أنَّ كميات النفط التي كانت تُصدَّر عبر ميناء "جيهان" تصل إلى 500 ألف برميل يومياً، لافتاً إلى أنَّ توقفها من شأنه الإضرار بموازنة الدولة، وهو أمر لا يمكن السماح به، لذا يجري العمل على زيادة الصادرات عبر المنفذ الجنوبي لتعويض النقص في الكميات المصدرة عبر تركيا، مضيفاً: "تمكّننا الشهر السابق من زيادة الكمية المقررة للتصدير بأكثر من 50 ألف برميل يومياً".