انخفضت صادرات كوريا الجنوبية بوتيرة أكثر اعتدالاً في أغسطس، مما يظهر علامات على تحسن الطلب على أشباه الموصلات، ويضاف هذا إلى مؤشرات الانتعاش الحديث في التجارة العالمية، في حين أشار تقرير منفصل إلى أن الشركات المصنّعة ما تزال تعاني.
انخفضت الصادرات بنسبة 8.4% مقارنة بالعام السابق، وفقاً للبيانات الصادرة يوم الجمعة عن وزارة التجارة. فاقت هذه النسبة توقعات الاقتصاديين الذين أشاروا إلى انخفاض بنسبة 11.8% في أغسطس، والتراجع المحقق في يوليو بنسبة 16.4%. وانخفضت الواردات بنسبة 22.8%، مما أدى إلى فائض تجاري قدره 870 مليون دولار.
بصيص أمل
يأمل صناع السياسات أن تساعد الصادرات الاقتصاد الكوري على النمو هذا العام بما يتماشى مع التوقعات الحالية، بعد أن خفّضت السلطات التقديرات بشكل متكرر في الأشهر الأخيرة، في ضوء بيانات مخيبة للآمال. وسيتم تحليل هذه الأرقام من قبل الدول الأخرى التي تعتمد على التجارة، وتعتبر كوريا مقياساً للتجارة الدولية.
سلّطت وزارة التجارة الضوء في بيان على زيادة شحنات الرقائق بنسبة 15% في أغسطس مقارنة بشهر يوليو، معتبرة أنها علامة إيجابية، على الرغم من انخفاضها بنسبة 21% عن العام السابق. وقال وزير المالية تشو كيونغ هو الأسبوع الماضي إنه يتوقع انتعاش الصادرات قرب نهاية هذا العام.
وأشار المحلل في "المعهد الكوري للاقتصاد الصناعي والتجارة" تشو تشويل، إلى السيارات، قائلاً إنها تساعد على دعم الصادرات الكورية، في وقت ما تزال فيه الأسئلة قائمة حول الطلب على أشباه الموصلات.
اقرأ أيضاً: عمال "هيونداي" في كوريا الجنوبية يصوتون على بدء إضراب
وأضاف: "ستعتمد الصادرات في النهاية على ما سيحدث لأسعار الرقائق والطلب عليها. إذا تغيّرت أسعار الرقائق؛ فقد تعود الصادرات إلى النمو. لكن السؤال يتمحور حول الصين، حيث ما يزال الطلب منها غير قوي".
تدهور ظروف التشغيل
بشكل منفصل، انخفض مؤشر مديري المشتريات السريع في كوريا الجنوبية إلى 48.9 نقطة في أغسطس، مما يشير إلى أن المصنّعين في البلاد "شهدوا تدهوراً مستمراً في ظروف التشغيل"، وفقاً لتريفور بالتشين، مدير الاقتصاد في "أس إند بي غلوبال ماركت إنتيليجانس" (S&P Global Market Intelligence).
الصين مصدر قلق
إلى ذلك؛ ما تزال الظروف الاقتصادية في الصين مصدر قلق. إذ يعد تباطؤ الطلب من ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أحد العوامل وراء انخفاض أسعار أشباه الموصلات العالمية، مما أدى إلى انخفاض أرباح المصدرين الكوريين الرئيسيين، مثل شركة "سامسونغ للإلكترونيات".
وانخفضت الصادرات الكورية إلى الصين بنسبة 20% عن العام السابق، في حين ارتفعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 2%.
قالت منظمة التجارة العالمية الأسبوع الماضي إن حجم تجارة البضائع تحوّل إلى ارتفاع في الربع الثاني بعد فترتين من الانخفاض، لكنه ما يزال أقل من الاتجاه العام.
اقرأ أيضاً: كوريا الجنوبية وأميركا تكثفان جهود تسوية نزاع المركبات الكهربائية
ويُنظر إلى كوريا على أنها رائدة في التجارة العالمية، لأنها تصدّر السلع التي تشق طريقها إلى مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك الآلات، وشاشات العرض، والنفط المكرر.
تم تقييد النشاط العالمي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، ومحاولات الصين التعافي من عمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا. ومن المرجح أن تستمر البنوك المركزية العالمية في معركتها ضد التضخم لبعض الوقت في المستقبل، مما يضغط على الطلب من خلال السياسات النقدية التقييدية. أبقى بنك كوريا المركزي سياسته ثابتة في الأشهر الأخيرة، مع إبقاء الباب مفتوحاً لمزيد من التشديد المحتمل بعد رفع سعر الفائدة القياسي بمقدار 300 نقطة أساس منذ عام 2021.
"من المحتمل أن تأتي البيانات بمثابة ارتياح لبنك كوريا المركزي الذي راهن بتوقعاته للنمو لعام 2023 على انتعاش الشحنات في النصف الثاني من العام". الاقتصادي هيو سونغ كوون
ماذا تقول "بلومبرغ إيكونوميكس"؟
يتوقع صنّاع السياسات أن ينمو الاقتصاد الكوري بنسبة 1.4% هذا العام، وقد حافظوا على تفاؤلهم بأن التجارة سوف تتحسن قرب نهاية العام.
سلّط الرئيس يون سوك يول الضوء في يوليو على الصادرات باعتبارها مصدراً رئيسياً لفرص العمل في البلاد، ودعا الحكومة إلى دعم المصدرين.
تعتمد الصادرات الكورية إلى حد كبير على قدرة تصدير البلاد لمنتجات التكنولوجيا، وهو المجال الذي تتزايد فيه المنافسة مع الصين. تراجع نمو مخزونات أشباه الموصلات في كوريا الجنوبية في يوليو للشهر الثاني على التوالي، مما يشير إلى انتعاش بطيء في الطلب العالمي على رقائق الذاكرة.