تعرّض الدولار الأميركي لضغوط بيعية من جديد في ظل رهانات التجار على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى أخيراً من رفع أسعار الفائدة.
تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار، اليوم الجمعة، مُعمّقاً خسائره الأسبوعية إلى 1.5% –والذي يُعد أكبر تراجع أسبوعي منذ منتصف يوليو– ليمحو بذلك مكاسبه التي حققها في 2023.
من جهة أخرى، أدى ضعف الدولار إلى صعود أسوأ عملات مجموعة العشرة أداءً هذا العام، الين الياباني.
هل بلغ الدولار الأميركي ذروته؟
والآن، يتجه مؤشر الدولار نحو تكبّد أكبر انخفاض شهري له خلال عام، بعد أن عززت البيانات الاقتصادية -التي جاءت أضعف من المتوقع- التكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من دورة رفع أسعار الفائدة، وأن العملة الأميركية -التي استفادت من أعلى أسعار فائدة قياسية منذ عقود- قد بلغت ذروتها بالفعل.
جاءت البيانات في وقت يترقب المتداولون سلسلة من تصريحات مسؤولي البنك المركزي الأميركي بحثاً عن إشارات للتيسير، خاصة أن المتداولين يرجحون خفض أسعار الفائدة منتصف 2024.
وبالمثل، انخفض مؤشر "بورصة إنتركونتيننتال إكستشينج للدولار" 1.6% الأسبوع الماضي، مقلصاً المكاسب التي حققها منذ مطلع العام إلى ما يقرب من 0.6%، في طريقه نحو تسجيل أسوأ انخفاض شهري له خلال الـ12 شهراً الماضية. وفي الوقت نفسه، ارتفع الين الياباني بما يصل إلى 1% اليوم الجمعة ليصل إلى مستوى 149.20 للدولار، وهو الأعلى في أسبوعين.
رهانات خفض الفائدة في مواجهة الاحتياطي الفيدرالي
"سيتواصل ضعف الدولار حتى نرى تحولاً في معنويات السوق وتوقعاته"، وفق ما كتب وين ثين، الرئيس العالمي لاستراتيجية العملات في شركة "براون براذرز هاريمان أند كو" (Brown Brothers Harriman & Co) في رسالة بالبريد الإلكتروني صباح يوم الجمعة إلى العملاء. وفي حين يقول ثين إن الأسواق تبالغ في تقدير توقيت ومدى خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، إلا أن الأمر "سوف يتطلب بعض البيانات القوية للقطاعات الحقيقية لتحدي توقعات الاحتياطي الفيدرالي الحالية".
وربما يأتي الرد من الاحتياطي الفيدرالي نفسه "على المدى القريب"، وفق جين فولي، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في "رابوبنك" في لندن. وأضافت أنه من المرجح أن يختلف البنك المركزي مع "حجم تخفيضات أسعار الفائدة التي ترجحها الأسواق".
وهذا يترك الباب مفتوحاً لارتداد الدولار في الأسابيع المقبلة، ولا يزال من الممكن أن تُنهي العملة 2023 مرتفعةً وتواصل مكاسبها السنوية التي بدأت في 2021. ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن صعود الدولار نادراً ما يمتد لأكثر من ثلاث سنوات متتالية.
بالنسبة لمؤشر "بورصة إنتركونتيننتال إكستشينج للدولار"، تُظهر البيانات التي تعود إلى عام 1967 أن هناك مناسبتين فقط حقق الدولار مكاسب سنوية أكثر من ثلاث سنوات: الأولى كانت خلال 1980-1984 عندما أدت زيادات أسعار الفائدة في عهد فولكر إلى تحقيقه ارتفاعاً قياسياً لمدة خمس سنوات على التوالي. والثانية كانت في 2013، عندما ساعد خفض الاحتياطي الفيدرالي التدريجي لأسعار الفائدة وإقرار أول زيادة منذ الأزمة المالية العالمية في ارتفاعه أربع سنوات متتالية.
وقالت فولي من "رابوبنك": "بمجرد خفض أسعار الفائدة، فمن المفترض أن يكون ذلك جيداً للأصول الخطرة ومن شأنه أن يُضعف الدولار".