"نينتيندو" اليابانية تستهدف أرقاماً قياسية من مبيعات لعبة "سويتش"

لعبة "أنيمال كروسينغ: نيو هورايزونز" على جهاز "سويتش"
لعبة "أنيمال كروسينغ: نيو هورايزونز" على جهاز "سويتش" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستعد شركة "نينتيندو" (Nintendo) اليابانية لتحقيق مبيعات قياسية في برمجيات وأجهزة "سويتش" في عامها المالي المقبل، وهو أداء أقوى بكثير مما يتوقَّعه المستثمرون، وفقاً لشركاء الشركة ومورِّديها.

وذكر المسؤولون التنفيذيون لشركاء الشركة، كمورِّدي المكونات وناشري البرمجيات وتجار التجزئة، أنَّ شركة ألعاب الفيديو، ومقرُّها كيوتو، تخطِّط لتسجيل مستوى ثابت أو أعلى قليلاً في مبيعات جهاز سويتش المميز في العام المالي المنتهي في مارس 2022. وهذه المبيعات المتوقَّعة مدعومة بتقديم إصدار جديد من اللعبة، وهو مزوَّد بشاشة "أوليد" (OLED).

كما توقَّع المحللون انخفاض مبيعات أجهزة تحكُّم "سويتش" العام المقبل.

ويتوقَّع الشركاء والمورِّدون أن تساهم سلسلة إصدارات الألعاب في زيادة مبيعات البرمجيات في العام المالي المقبل إلى 250 مليون وحدة، وهو رقم يتجاوز بكثير الرقم القياسي المتوقَّع لهذا العام، الذي يبلغ 205 ملايين وحدة. ولم يكشف هؤلاء الشركاء والمورِّدون عن هويتهم، لأنَّ خطط الشركة غير معلنة بعد.

وفي الوقت نفسه، توقَّع المحللون أيضاً تراجع مبيعات البرمجيات العام المقبل. وتمَّ إطلاع بعض المورِّدين على هذه المعلومات، في حين أنَّ هناك شركاء آخرين حدَّدوا توقُّعاتهم الخاصة بناءً على الطلبيات. ومن جانبه، رفض متحدِّث باسم "نينتيندو" التعليق على الأمر.

كورونا أنعش الطلب على الألعاب

كان تفشي فيروس كورونا أشبه بالفرامل في البداية، ثم أصبح أداة تسارع بالنسبة لـ "نينتيندو"، مما أدَّى إلى اختناق الإمدادات واللوجستيات قبل أن يؤدي إلى زيادة الطلب في ظلِّ الإغلاق العالمي الذي دفع الناس للبحث عن وسائل الترفيه والهروب من الواقع.

تحوَّلت لعبة الفيديو "أنيمال كروسينغ: نيو هورايزونز" (Animal Crossing: New Horizons) التابعة إلى "نينتيندو" إلى جلسة استراحة افتراضية مثالية لتخفيف التوتر، مما عزَّز مبيعات أجهزة "سويتش"، وتسريع الانتقال من البرامج الجاهزة إلى التنزيل الرقمي.

وقال سيركان توتو، من شركة استشارات الألعاب اليابانية "كانتان غيمز" (Kantan Games): "ستحتاج "نينتيندو" إلى بدء العام المالي المقبل دون "أنيمال كروسينغ"، والوباء، وهذا سيقابله مجموعة أقوى بكثير من البرمجيات الرائجة، والأجهزة الحاسوبية الجديدة".

ألعاب جديدة

تخطِّط "نينتيندو" لإصدار نسخة معدَّلة من أجهزة "سويتش" في النصف الثاني من عام 2021، مع شاشة أكبر وأفضل، بالإضافة إلى رسوم غرافيك مطوَّرة عند توصيل وحدة التحكُّم الهجينة بالتلفاز، بحسب بلومبرغ.

وتصنع الشركة اليابانية بعضاً من أكبر الألعاب التي يزداد الإقبال عليها على منصتها، التي تساهم بشكل كبير في تحقيق الربح، وتحفِّز فكرة الاعتياد على الأجهزة الحاسوبية. جدير بالذكر أنَّ "نينتيندو" تعتزم إطلاق تشكيلة كبيرة من الألعاب الجديدة هذا العام، لكنَّها لم تعلن أي تفاصيل عنها بعد.

وتستمر "سويتش"، و"سويتش لايت" في تحقيق مبيعات جيدة، وذلك يرجع جزئياً إلى نقص المعروض من "بلاي ستيشن 5" المقدَّم من شركة "سوني"، وجهاز "إكس بوكس سيرس إكس" الذي أصدرته شركة "مايكروسوفت" في نوفمبر الماضي، وفقاً لديفيد جيبسون، من شركة "أستريس" الاستشارية. لكنَّ افتقار "نينتيندو" إلى الرؤية اللازمة حول قائمة ألعابها القادمة آثار الشكوك حول استمرارية نجاحها الأخير.

ويقول ماثيو كانترمان، المحلل لدى وحدة "بلومبرغ إنتليجنس": "من المحتمل انخفاض مبيعات أجهزة "نينتيندو" هذا العام اعتباراً من شهر أبريل، سواء في ظلِّ وجود جهاز "سويتش" المُحدث أو بدونه".

أزمة الرقائق

ستواجه قدرة "نينتيندو" على تلبية الطلب على أجهزة "سويتش" بعض التحديات نتيجة نقص المعروض من الرقائق العالمية، وهي العقبة نفسها التي أزعجت منافسيها.

وبعيداً عن إمكانية تأمين أشباه الموصلات السيليكونية من شركات، مثل شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، فإنَّ الشركة المصنِّعة لأجهزة "سويتش" تواجه أيضاً ندرة في المزيد من قطع الغيار العامة، مثل الدوائر المتكاملة لبرنامج تشغيل جهاز العرض، ووحدات البلوتوث، بحسب أشخاص مطَّلعون على عمليات الشركة.

وقال مورِّدو المكونات، إنَّ هذا النقص سيستمر حتى شهر يونيو على الأقل، وقد

لايتحسَّن الوضع لبقية العام.

وقال مشاركون في سلسلة التوريد، إنَّ صُنَّاع وحدات تخزين الذاكرة "راند"- وهي وسائط يُباع عليها البرنامج الجاهز لـ"سويتش"- يُعدِّون وحدات ذاكرة للعام المالي المقبل أكثر من تلك التي قدَّموها في العام الحالي.

وبالمثل، يعطي مطوِّرو البرمجيات الأولوية لإصدارات الألعاب القادمة، خاصة أنَّه من شبه المؤكَّد أن تتخطى مبيعات وحدة التحكم "سويتش" حاجز 100 مليون وحدة، مما يضمن شريحة كبيرة من العملاء المحتملين.

باعت "نينتيندو" ما يصل إلى 80 مليون جهاز من أجهزة "سويتش" حتى نهاية عام 2020. وشهد عام 2021 الإعلان عن العديد من الألعاب حتى الآن، من بينها "بوكيمون"، وألعاب الطرف الثالث الشهيرة مثل "فال غايز" التي طوَّرتها "ميدياتونيك".

وبرغم أنَّ الجدول الزمني لأعمال "نينتندو" في النصف الثاني من العام لا يزال شاغراً، إلا أنَّها قدَّمت مفاجأة إيجابية الشهر الماضي بعد أن أعلنت عن إطلاق لعبة "سبلاتوون 3" في عام 2022، مما يشير إلى وجود عدد كبير من الألعاب القوية على المدى الطويل، بحسب ما قال جيبسون، من "أستريس".

وقال شونتارو فوروكاوا، رئيس شركة "نينتندو" في فبراير: "أجهزة "سويتش" لا تزال في منتصف دورة حياتها".