الصين تخطط لإنشاء عملاق جديد لتجارة الأغذية

زائر يقف قرب نباتات تنمو  بنظام دوار لتتبع الضوء داخل صوبة زجاجية في مزرعة كوفكو ويزدوم في بكين
زائر يقف قرب نباتات تنمو بنظام دوار لتتبع الضوء داخل صوبة زجاجية في مزرعة كوفكو ويزدوم في بكين بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخطِّط أكبر شركة أغذية في الصين لدمج قسم التجارة الدولية مع العديد من الشركات المحلية، لإنشاء عملاق جديد للسلع الزراعية قبل الشروع في إجراء طرح عام أولي.

وقد عيَّنت شركة " كوفكو كورب " (Cofco Corp ) مصرفيين لتقديم المشورة بشأن خطَّة لدمج شركة " كوفكو إنترناشيونال ليمتد " (وحدة التجارة الدولية بالشركة) مع بعض أصول التداول وأصول التشغيل، وفقاً لمصادر مطَّلعة على المحادثات.

وتخطِّط شركة "كوفكو " لبيع أسهم في الشركة الجديدة بعد أجراء عملية الدمج، على الأرجح في بورصة شنغهاي ، كما قالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، لأنَّ الأمر يتعلَّق بموضوع قيد السرية. وأضافت المصادر أنَّ الاكتتاب العام قد يقدِّر قيمة الشركة الجديدة بأكثر من 5 مليارات دولار.

صفقة اندماج ضخمة

وأشارت المصادر إلى أنَّ الدمج سيخلق عملاقاً تجارياً زراعياً جديداً ، ويضع وحدة التجارة الدولية التابعة لشركة " كوفكو"، وبعض أعمالها المحلية تحت مظلة واحدة، مع أصول تمتد من البرازيل إلى الصين.

وستتنافس الشركة الجديدة مع ما يسمى بـ" أيه بي سي دي إس " ( ABCDs )، وهي مجموعة رباعية من المتداولين العالميين الذين سيطروا على القطاع لعقود: وهم شركة " أرتشر-دانيلز- ميدلاند كو " ( Archer-Daniels-Midland Co )، وشركة " بونغ ليمتد" ( Bunge Ltd)، وشركة "كارغيل إنك " ( Cargill Inc)، وشركة " لويس دريفوس كو " (Louis Dreyfus Co.).

ومن المتوقَّع أن يؤدي الاندماج إلى جمع المزيد من الأموال التي ستساعد في دفع نمو أعمال الشركة المحلية والخارجية ، وفقاً لما قاله "ما وينفنغ " ، المحلل في شركة " بكين أورينت أجريبيزنس كونسولتانت كو " ( Beijing Orient Agribusiness Consultant Co).

وقال: "إنَّها تحتاج إلى المال لتوسيع الموارد الخارجية بسبب جزء من دور شركة مملوكة للدولة، وهو ضمان الأمن الغذائي للبلاد".

وساعدت الصين، أكبر مشترٍ للسلع في العالم، على رفع أسعار المواد الغذائية على مدى الاثني عشر شهراً الماضية جرَّاء مشتريات قياسية لها من الذرة والمحاصيل الأخرى. وسيساعد العملاق التجاري الجديد في تأمين سلاسل الإمداد الغذائي الرئيسية، ويزوِّد بكين بأداة جيوسياسية أخرى في مجال التجارة العالمية.

وتأتي هذه الخطة بعد أن سجَّلت " كوفكو إنترناشيونال "، ومقرُّها جنيف، والمعروفة أيضا باسم " سي أي إل " (CIL)، أرباحاً قياسية على خلفية الأسواق الزراعية المتقلِّبة.

وقالت إحدى المصادر، إنَّ المشروع التجاري الخارجي واجه صعوبة لعدَّة سنوات في كسب المال، لكن في عام 2020، قفزت الأرباح إلى حوالي 350 مليون دولار، وذلك قبل خصم الضرائب. وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه النتائج غير مدققة، ويمكن أن تتغير.

ورفض متحدِّث باسم " كوفكو انترناشيونال " في جنيف التعليق. ولم يكن هناك ردٌّ على رسالة بريد إلكتروني جرى إرسالها إلى المقرِّ الرئيسي لشركة " كوفكو كورب " في بكين.

المستثمرون الأقلية

وسيسمح الاكتتاب العام للمساهمين الأقلية في شركة " سي أي إل "، بما في ذلك المستثمر الصيني في أصول الملكية الخاصة "هوبو " ( Hopu )، و شركة " تشاينا إنفستمنت كورب " (China Investment Corp " التي تسيطر عليها الدولة ، ووكالة الاستثمار الحكومية السنغافورية " تماسيك " ( Temasek )، وفرع من البنك الدولي، بتحويل استثماراتهم إلى سيولة نقدية. ويمتلك المستثمرون الخارجيون حالياً حوالي 49 % من CIL، مع سيطرة شركة " كوفكو " على الباقي.

وقالت المصادر ، إنَّه من المتوقَّع أن تكتمل عملية الاندماج هذا العام مع احتمال التخطيط للاكتتاب العام الأولي المحتمل في نهاية عام 2021، أو أوائل عام 2022. ومع ذلك، لم يجرِ الانتهاء من وضع هيكل الاندماج، وتعتمد خطَّة الاكتتاب العام على شهية المستثمرين، وأسعار السلع، على حدِّ قولهم.

وأوضحت المصادر أنَّ المصرفيين الاستثماريين، بما في ذلك بنك من الصين، حصلوا على تفويض مزدوج لتقديم المشورة بشأن خطة دمج أصول شركة " كوفكو "، ثم إعداد الاكتتاب العام.

وتعني صفقة الاندماج، أنَّ شركة " كوفكو " ستجمع بين خبرة السوق في مشروعها التجاري الدولي، الذي يعدُّ أحد أكبر مصدِّري فول الصويا من أمريكا الجنوبية، مع أصولها المحلية التي تتاجر، وتصنِّع السلع الزراعية في الصين. كما أنَّها في الواقع، ستربط المزارعين في جميع أنحاء العالم مباشرة بأكبر المستهلكين في الصين.

وحقَّقت شركة " كوفكو " نجاحاً كبيراً في عام 2014، فقد دفعت أكثر من 4 مليارات دولار لشراء أصول تجارية زراعية لشركة " نوبل غروب ليمتد " ( Noble Group Ltd. )، وشركة تجارة الحبوب الهولندية " نيديرا بي في " ( Nidera BV ). ومع ذلك، تسبَّبت عمليات الاستحواذ في متاعب كبيرة للشركة الصينية، وأثقلتها بالديون، والخسائر المالية المتعلِّقة بهذه الصفقات.