التجار يقطفون ثمار تخزين النفط عندما تهاوت الأسعار في 2020

شركات تجارة النفط تحقق أرباحاً كبيرة في 2020 بفضل تخزين النفط بأسعار رخيصة وبيعه في الأسواق الآجلة بأسعار مرتفعة
شركات تجارة النفط تحقق أرباحاً كبيرة في 2020 بفضل تخزين النفط بأسعار رخيصة وبيعه في الأسواق الآجلة بأسعار مرتفعة المصدر: بلومرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قالت مصادر مطلعة، إن شركة "فيتول غروب" (Vitol Group)، أكبر تاجر نفط مستقل في العالم، حققت أرباحاً قياسية وصلت إلى حوالي 3 مليارات دولار في العام الماضي، بفضل التحركات الدراماتيكية في أسواق الطاقة.

وتعتبر هذه النتائج أحدث مؤشر على الطفرة التي تمتع بها تجار النفط في عام 2020، عندما تراجعت السلعة أثناء حرب الأسعار السعودية الروسية في الأيام الأولى للوباء، قبل انتعاشها بشكل كبير بسبب خفض الإنتاج من قبل "أوبك + ".

وقالت المصادر المطلعة، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن "فيتول" لم تغلق حساباتها لعام 2020 بعد، وقد يتغير رقم الربح النهائي.

وقد تستخدم الشركة أيضاً، وفقاً للمصادر، بعضاً من إيرادات العام الماضي في تخفيض القيمة الدفترية، مما قد يقلل من صافي الدخل النهائي.

ومع ذلك، تتوقع "فيتول" أن تحقق صافي ربح بقيمة 3 مليار دولارات تقريباً في عام 2020، وهو أعلى بكثير من الرقم القياسي السابق البالغ 2.3 مليار دولار، والمسجل في عامي 2009 و2019، بحسب ما قالته المصادر.

تخزين النفط بأسعار رخيصة

حققت "فيتول"، المملوكة لنحو 350 من شركائها التجاريين، جزءاً كبيراً من أرباحها خلال الربع الثاني بعد انهيار الطلب على النفط، مما سمح للتجار بشراء الخام الرخيص وتخزينه، مع جني الأرباح عن طريق البيع الآجل للنفط بأسعار أعلى في سوق العقود الآجلة.

ومن خلال عمليات التخزين المؤجلة، قام كبار تجار النفط بتخزين النفط الخام، والمنتجات البترولية المكررة في صهاريج التخزين البرية، وفي الناقلات التي حولوها إلى منشآت تخزين عائمة مؤقتة.

وتقوم "فيتول" يومياً بنقل 8 ملايين برميل من الخام والمنتجات البترولية، وهو ما يكفي لتلبية طلب ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وبريطانيا مجتمعة.

ولا تعلن الشركة، التي تعمل من مكاتبها في لندن وتسيطر عليها شركة قابضة في لوكسمبورغ، عن نتائجها علناً، ولكنها تشاركها مع مصرفيين وآخرين.

ورفضت متحدثة باسم "فيتول" التعليق.

قيادة جديدة

وتخوض "فيتول" واحدة من أهم التغييرات القيادية بعد وفاة إيان تايلور، رئيسها التنفيذي ورئيس مجلس إدارتها لفترة طويلة في العام الماضي.

فبعد إصابته بمرض السرطان، انتقل تايلور إلى منصب رئيس مجلس الإدارة في عام 2018، وتولى راسل هاردي، أحد مساعديه منذ فترة طويلة، منصب الرئيس التنفيذي.

كما تراجع كبار المسؤولين التنفيذيين الآخرين عن العمليات اليومية، بما في ذلك مايك لويا، الذي أدار أعمال الأمريكتين من هيوستن وترك الشركة العام الماضي، وديفيد فرانسين، الذي كان رئيساً لمكتب جنيف، وخو هيوي منغ، رئيس آسيا منذ فترة طويلة، والذي تقاعد أيضاً في عام 2020.

انتعاش أرباح تجار النفط

وتعكس النتائج القوية لـ"فيتول" الاتجاه السائد في الصناعة، حيث سجلت "ترافيغورا غروب" (Trafigura Group)، ثاني أكبر تاجر نفط مستقل من حيث الحجم، أرباحاً قياسية بلغت 1.6مليار دولار في السنة المالية المنتهية في سبتمبر 2020، بينما قالت شركة "غلينكور بي إل سي" (Glencore Plc)، إن تجار النفط لديها سجلوا أيضاً عاماً قياسياً.

ومن بين شركات النفط الكبرى، قالت"رويال داتش شل بي إل سي" Royal Dutch Shell) Plc)، التي تتعامل مع 12 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة يومياً، الأسبوع الماضي، إن أرباحها النفطية تضاعفت في عام 2020 إلى 2.6 مليار دولار.

ومثلما أعلن تجار النفط المستقلين، أخبرت شركة "شل" مستثمريها العام الماضي أنها حققت مكاسب كبيرة بفضل عمليات التخزين المؤجلة.