"فولكس واجن" في مواجهة تكنولوجيا إيلون ماسك

هربرت ديس، رئيس مجموعة فولكس واجن الألمانية
هربرت ديس، رئيس مجموعة فولكس واجن الألمانية المصدر: بلومبرغ
Chris Bryant
Chris Bryant

Chris Bryant is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies. He previously worked for the Financial Times.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يبدو أن رئيس مجموعة "فولكس واجن"، هربرت ديس، شخص واقعي في تعامله مع التهديد الذي يشكله المنافسون البارعون في البرمجيات وأصحاب التقييمات المرتفعة جداً مثل "تسلا"، لكنه يصر على أن "فولكس واجن" يمكن أن تسود، وقد يكون محقاً بالنظر إلى الصورة الحالية.

لقد أضافت شركة صناعة السيارات الألمانية العملاقة ما يقرب من 45 مليار يورو (53.5 مليار دولار) إلى قيمتها السوقية منذ بداية العام وحتى الآن، وبلغت أسهمها أعلى مستوياتها منذ عام 2015، وهو عام فضيحة انبعاثات الديزل التي قادت الشركة فجأة إلى طريق مظلم.

وارتفعت الأسهم الممتازة المتداولة على نطاق واسع لشركة "فولكس واجن" 36% منذ بداية شهر يناير، متجاوزةً بذلك "تسلا" - التي تراجعت قليلاً منذ ذلك الحين، بعد أن ارتفعت بأكثر من 700% في عام 2020.

ولكن لا تزال القيمة السوقية لشركة "فولكس واجن" البالغة 125 مليار يورو بالكاد خُمس القيمة السوقية لشركة "تسلا"، ولا يزال مستثمرو المجموعة الألمانية لا يعزون هذه القيمة الكاملة للعلامات التجارية المتميزة المولدة للنقد مثل "بورشه"، ولمكانة الشركة الرائدة في السوق الصينية. ومع ذلك، فإن "فولكس واجن" تشهد زخماً متزايداً. إذن ما الذي تغير؟

طرح "بورشة"

لقد ساعدت التلميحات إلى أن امتياز "بورشه" القيّم قد يحصل على إدراج منفصل في سوق الأسهم، برغم أن إدارة "فولكس واجن" أعطت انطباعاً هذا الأسبوع أن هذا الأمر لا يشكل أولوية فورية.

كما لعب التناوب في أسواق الأسهم، بعيداً عن أسهم النمو نادرة الربح، ونحو أولئك الذين من المرجح أن يستفيدوا أكثر من التعافي بعد الجائحة، دوراً أيضاً. حيث يتوقع المحللون أن تحقق "فولكس واجن" أرباح تشغيل ضخمة تبلغ 16 مليار يورو هذا العام.

وكما كتب زميلي في "بلومبرغ نيوز" كريستوف راوالد، هناك فرق كبير آخر يتمثل في أن "فولكس واجن" أصبحت أكثر مهارة في تسليط الضوء على استراتيجيتها الطموحة للغاية في مجال السيارات الكهربائية.

السير على نهج "ماسك"

لقد أخذ "ديس" روتينه من نهج الترويج الذاتي الذي اتبعه إيلون ماسك، وتخلص من بعض العيوب الصغيرة، ورماها مرة أخرى على "ماسك".

وبفضل طرازاتها الجديدة التي تعمل بالبطاريات مثل" فولكس واجن أي دي3" و "أودي أي-ترون" و "بورشه تايكان"، أصبحت خطة "فولكس واجن" للسيارات الكهربائية أكثر مصداقية. حيث تعد المجموعة حالياً أكبر بائع للسيارات التي تعمل بالبطاريات في أوروبا، ويمكنها أن تتساوى مع "تسلا" عالمياً في مبيعات السيارات الكهربائية في غضون بضعة أعوام.

وبحلول عام 2030، سيكون حوالي نصف مبيعات "فولكس واجن" من السيارات الجديدة عبارة عن سيارات كهربائية.

ولتلبية هذا الطلب، حددت الشركة خططاً لبناء ستة مصانع للبطاريات في أوروبا مع شركاء خارجيين.

ولقد أتى استثمار "فولكس واجن" في شركة "كوانتوم سكيب كورب" (QuantumScape Corp) للبطاريات التي هي في مراحلها الأولى بنتائج جيدة، على الأقل على الورق. فقد سجلت "فولكس واجن" مكاسب قدرها 1.4 مليار يورو على الاستثمار في حساباتها لعام 2020.

تحديات في طريق "فولكس واجن"

لكن، لا تزال "فولكس واجن" متخلفة عن "تسلا" في المجالات الحيوية مثل تحديثات برامج السيارة "أوفر ذا اير" والقيادة الذاتية، لكن لدى "فولكس واجن" خطة موثوقة للحاق بها حيث إنها ستطور "حزمة البرامج" الخاصة بها بدلاً من الاعتماد على "غوغل" أو أي منتج آخر مستورد من سيليكون فالي، وهو جهد سيتكلف مليارات اليورات.

وفي النهاية، إذا تم تقييم شركة "فولكس واجن"، على أنها شركة برمجيات أكثر من كونها شركة مصنعة للمعادن، سيعني ذلك أنه تم إنفاق الأموال بشكل جيد.

وبالنسبة لأولئك الذين يخشون أن تفقد أوروبا تفوقها الصناعي لصالح الولايات المتحدة والصين، فإن هذا أمر مشجع للغاية. فقليلون من يمكنهم تحمل مثل هذه المخاطر، لكن "فولكس واجن" لديها 27 مليار يورو من السيولة الصافية ويتوقع المحللون أنها ستواصل توليد المزيد من السيولة.

في الماضي، بدا أن الإنفاق الضخم لشركة "فولكس واجن" يعود بالفائدة على مهندسيها أكثر من المستثمرين بها. إذ يعمل في الشركة 670 ألف موظف، وهي مشكلة مستقبلية محتملة، بالنظر إلى أن تصنيع سيارة كهربائية يتطلب عمالة أقل من إنتاج سيارة تعمل بمحرك الاحتراق.

ويصر "ديس" على أن الحجم الهائل للشركة يمكن أن يصبح ميزة: فكلما زاد عدد المركبات التي تدمج أجهزتها وبرامجها، زادت سهولة استغلا هذه الاستثمارات.

وفي محاولة لإرضاء محللي الأرقام المعقدة، وعد "ديس" بخفض التكاليف الثابتة 5% بحلول عام 2023.

استمالة المستثمرين الأفراد

يحدد مستثمرو التجزئة حالياً اتجاه سوق الأسهم، وربما كانوا وراء الارتفاع في الأسهم العادية الأقل تداولاً لشركة "فولكس واجن" يوم الثلاثاء. حيث يستجيب هؤلاء المستثمرون الهواة لإشارات مختلفة ولم تعد "فولكس واجن" فخورة جداً بأخذ بعض الأفكار المرضية للجمهور من ماسك.

وعقدت الشركة هذا الأسبوع فعاليةً جرى بثها مباشرة تحت عنوان "يوم الطاقة" لعرض أنشطة البطاريات الخاصة بها، حيث نسخت دون خجل نمط الفعاليات التي تقوم بها "تسلا" حول البطارية والقيادة الذاتية.

وتحدثت شركة "فولكس واجن" عن بناء شبكة من "المصانع العملاقة" باستخدام مصطلحات ماسك المثيرة لمرافق إنتاج البطاريات.

وعلى الرغم من أن "ديس" في صلبه أقل انتماءً لثقافة (ميمز) والعملات المشفرة مقارنةً بماسك، يستخدم "ديس" وسائل التواصل الاجتماعي لدفع الرسالة التي مفادها أنه يجب تقييم شركة "فولكس واجن" كشركة تكنولوجيا.

شيء واحد لم يفعله "ديس" حتى الآن هو منح نفسه لقباً جديداً ممتعاً كما فعل ماسك عندما أطلق على نفسه اسم (ملك التكنولوجيا في تسلا)، ولكن إذا استمر "ديس" في هذا الأداء، فلن تكون تسمية مسيرته باسم (قيصر التكنولوجيا) أمراً بعيد المنال.