"الشيك على بياض" يعيد "دويتشه" لقائمة الكبار بإدارة الاكتتابات الأولية

شركات "الشيك على بياض" تعزز من أعمال "دويتشه بنك"
شركات "الشيك على بياض" تعزز من أعمال "دويتشه بنك" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ساهمت موجة زخم اكتتابات شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة "الشيكات على بياض" في عودة "دويتشه بنك" إلى مراكز متقدمة في نشاط إدارة الاكتتابات الأولية.

وصعد دويتشه بنك، الذي قلص فريق الاستحواذات في عام 2019، إلى صدارة قائمة نشاط إدارة الاكتتابات خلال الأرباع القليلة الماضية ليحتل الآن المرتبة العاشرة على مستوى العالم بين مستشارين الطروحات الأولية، وتمثل شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة جزءاً كبيرا من هذا النجاح وسببا لقفزته في الترتيب، إذ يحصل دويتشه بنك على صفقات أكبر من بنوك الاستثمار القوية في وول ستريت مثل "بنك أوف أمريكا" و"جيه بي مورغان".

وكان البنك الألماني في موقع متميز للاستفادة من زخم نشاط اكتتابات شركات الشيك على بياض، باعتباره أحد المؤسسات المالية الكبرى القليلة التي كان لديها سابقة أعمال بهذا النشاط الهام قبل فترة طويلة من ظهورها على الساحة.

وتعتبر موجة الشيك على بياض فرصة مهمة بشكل خاص لدويتشه بنك ويمكن أن تكون محركا مهماً للربحية، نظرا لأن هذا النشاط لا يستهلك الكثير من رأس المال بحسب ما أشار إليه بنك باركليز.

ورغم التوقعات بأن تتعرض أعمال أسواق المال في دويتشه بنك إلى ضغوط أكبر بكثير بعد إعادة الهيكلة، لكنها تستفيد بقوة من طفرة "الشيك على بياض"، بحسب المحلل في "باركليز" أميت جويل، الذي قال إن العمل بإدارة هذا النوع من الاكتتابات يمكن أن يلعب دورا كبيرا في تحول "دويتشه" خلال السنوات القليلة المقبلة.

تاريخ طويل

ويتمثل الخطر الذي يواجه المؤسسات التي تعتمد على هذا النوع من الاكتتابات النشطة حاليا، في التأثير السلبي حال إذا ما جفت أحجام هذا النشاط فجأة.

وبحسب بيانات جمعتها بلومبرغ، كان نصيب اكتتابات شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص الأكبر في قائمة الاكتتابات الأولية التي نظمها دويتشه بنك بصورة أكبر من أي بنك استثماري رئيسي أخر تقريباً.

وقال هوارد ماسون المحلل في "رينيسانس ماكرو ريسيرش"، إنه بحسب البيانات المتاحة، في حال تم استبعاد نشاط الاكتتابات بشركات "الشيك على بياض" من قائمة أعمال البنك سيهبط ترتيبه 6 مراكز في تصنيف إدارة بنوك الاستثمار للاكتتابات الأولية حول العالم، مشيراً إلى أن البنوك التي تعتمد على هذا النوع من الاكتتابات واستفادت من الطفرة الحالية من الممكن أن تتخلى عن مكاسبها حال اختفاء تلك الطفرة، معتبراً أن التفوق الحقيقي يكمن في الاكتتابات الأولية التقليدية.

وكان الرئيس التنفيذي لدويتشه بنك كريستيان سوينغ قد ألغى وحدة تداول الأسهم في عام 2019 وقلص فريق أسواق الأسهم، كجزء من خطة لخفض التكاليف وتقليص الميزانية العمومية، حيث قال أشخاص مطلعون على هذا الأمر إن أعدد العاملين في فريق أسواق الأسهم الأمريكية "إيكويتي كابيتال ماركيت" ECM انخفض بنحو 40% في ذلك العام. وهو ما رفض ممثل لدويتشه بنك التعليق عليه.

وتعود قوة دويتشه بنك في نشاط إدارة اكتتابات شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص إلى عام 2007، عندما جلب فريقًا من شركة ليغندا ميرشينت غروب الأمريكية للوساطة ليسيطر على ما يصل إلى ثلث السوق في بعض السنوات الحاسمة، وكان هذا النشاط لا يزال منتجا متخصصاً، وفقًا لباركليز.

فريق العمل

ويعتبر نشاط الاكتتابات لشركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص مثالي لنموذج تقليص وحدة الأسهم لدويتشه بنك، إذ أنه لا يتطلب عروض ترويجية طويلة في السوق، ويمكن تحقيق نتائج جيدة فيه بدون فرق كبيرة من محللي الأبحاث.

ويعد دويتشه بنك خامس أكثر منظمي اكتتابات هذا القطاع الذي شهد زخماً هو الأعلى خلال هذا العام بعد أن كان في الترتيب الثامن في عام 2020، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

وقال إريك هاكيل، الرئيس العالمي لحلول الأسهم البديلة بالبنك، في مقابلة: "لقد كرس دويتشه بنك، الاستثمار في نشاط اكتتابات شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص لأكثر من عقد من الزمان وقد مر هذا النشاط بدورات متفاوتة من قبل وبالنسبة لنا فمن الممكن أن تكون مستدامة بمرور الوقت."

شبكة الموظفين السابقين

و يدير موظفين سابقين في البنك الألماني مواقع قيادية بنشاط اكتتابات شركات الاستحواذات ذات الغرض الخاص، منهم الشريك والرئيس التنفيذي السابق أنشو غاين، الذي يقود حالياً كانتور فيتزغيرالد، صاحبة المركز الرابع في نشاط اكتتابات شركات الشيك على بياض لهذا العام.

وكذلك يدير نيرون ستابينسكي الذي قضى أكثر من 10 أعوام في المصرف الألماني ويدير حالياً أعمال شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص في "كريدي سويس"، فيما يزخر صندوق رؤية التابع لسوفت بنك الذي أطلق ثلاث اكتتابات من هذا النوع بخبراء قدامى من "دويتشه بنك".

ويدير رئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية السابق في دويتشه بنك غارث ريتشي شركة شيكات على بياض لصالح "سينتريكس" Centricus.

مخاطر الفقاعة

واستفاد دويتشه بنك كذلك من إدارة صفقات كبيرة لاكتتابات الأسهم الألمانية، حيث شارك في إدارة صدارة الاكتتابات العامة الأولية بقيمة 1.8 مليار يورو (2.2 مليار دولار) لشركة تجارة السيارات عبر الإنترنت" أوتو1 غروب" Auto1 Group SE في فبراير وكذلك أدار إدراج وحدة" أس أيه بي" في نيويورك. وكذلك يعمل على إدارة طرح وحدة أبراج الاتصالات التابعة لشركة فودافون في فرانكفورت، والذي يستهدف جمع 2 مليار يورو.

وكشف البنك الألماني الأسبوع الماضي عن ارتفاع إيرادات بنك الاستثمار لعام 2020 بنسبة 46%. حيث شهدت تداولات الدخل الثابت، أكبر مساهم في عائد النشاط، زيادة في الإيرادات بنسبة 28% في العام الماضي. وقفزت الإيرادات من وحدة الأسهم بنسبة 155%، مدفوعة بالنشاط القياسي لاكتتابات الشيك على بياض.

وروج الرئيس التنفيذي لبنك كريدي سويس توماس غوتستين والمنافس لدويتشه بنك لنجاح مصرفه في إدارة اكتتابات الشيك على بياض بعد أن تضاعفت عائدات البنك من نشاط أسواق الأسهم العام الماضي، قائلاً إنه لا يزال يرى زيادة في الطلب على هذا النوع من الاكتتابات في مناطق مثل آسيا.

وحذر غيف بونزل الرئيس المشارك بوحدة أسواق الأسهم العالمية في دويتشه بنك من الوتيرة الحالية لصفقات الشيك على بياض كونها قد لا تكون مستدامة. ومع ذلك، قال في مقابلة "إنه سيظل جزءاً مهماً جداً من المشهد."

وقال بونزل: "من الواضح أن هناك حالياً بعض عناصر النشاط الشبيه بالفقاعات، لكن ذلك سوف يهدأ".