بالأرقام.. "أوبك" قد تُضطرّ إلى تمديد خفض الإنتاج حتى نهاية النصف الأول من 2021

مخزونات النفط تنخفض، ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه
مخزونات النفط تنخفض، ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه المصدر: غيتي إيميجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قد تتراجع مخزونات النفط المعروض، لكن رغم ذلك فلن يكون بإمكان كبار المنتجين في العالم، بعد، تخفيف قبضتهم على الإنتاج، إذ سيكون التعافي المشهود العام الجاري أقلّ من ثلثَي الطلب المفقود في 2020، وستبقى الحاجة إلى قيود الإنتاج لشهور عديدة.

وتقترب وكالات النفط الثلاث الرئيسية في العالم (وكالة الطاقة الدولية، وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ومنظمة الدول المصدرة للبترول) من الإجماع على أن النمو العالمي في الطلب على النفط على أساس سنوي في 2021 قد يبلغ 5.5 مليون برميل يومياً، أي بالقرب من المستويات التي توقعتها وكالة الطاقة الدولية عندما بدأت نشر توقعات مفصَّلة للعام الجاري في يوليو الماضي.

وفي ذلك الوقت، بدت نظرتها متشائمة، وتوقعت نمواً أقلّ بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً عن نظيرتيها، ولكن قلصت إدارة معلومات الطاقة وأوبك مراراً توقعاتهما منذ ذلك الحين.

ارتفاع الطلب دون التوقعات

ورغم الدفعة المعطاة للطلب في الشتاء نتيجة برودة الطقس عبر أغلب نصف الكرة الأرضية الشمالي وتسارع النشاط الاقتصادي مع توزيع الأمصال، تبددت التوقعات السابقة بنموّ قوي في الطلب في الربع الأول.

وفي الوقت الحالي، ترى جميع الوكالات الثلاث أن الطلب العالمي على النفط في الربع الجاري لن يتغير كثيراً عن نفس الفترة العام الماضي مباشرة، قبل أن يضرب الوباء فعلياً استهلاك النفط.

ومما لا يثير الدهشة أن الطلب من المتوقع أن يُظهِر نموّاً قويّاً على أساس سنوي في الربع الثاني، ولكن رغم زيادة الطلب بنحو 12 مليون برميل يومياً، سيظلّ التعافي يعادل فقط نحو ثلاثة أرباع الطلب المفقود في نفس الفترة العام الماضي، وترى الوكالات الثلاث استعادة 60% إلى 65% من خسائر العام الماضي، ويتّسع النطاق إلى ما بين 60% و75% في الربع الرابع.

تباين توقُّعات المعروض

وعلى جانب المعروض، تتحرك الوكالات في اتجاهات مختلفة، فبينما خفضَت وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة توقعات الإنتاج من خارج "أوبك" في الربع الأول بأكثر من 500 ألف برميل يومياً نتيجة تأثير العاصفة الشتوية "يوري" في الإنتاج الأمريكي، رفعت أوبك تقديراتها بمقدار 230 ألف برميل.

مع ذلك، بالنظر إلى 2021 بأكملها، فإن توقعات وكالة الطاقة الدولية لا تتماشى مع نظيرتيها، وهي الوحيدة بين الثلاث التي لا ترى استجابة من قطاع النفط الصخري الأمريكي لزيادات أسعار البترول التي رفعت خام غرب تكساس الوسيط فوق 60 دولاراً للبرميل حتى نهاية العام.

ورفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها للمعروض من خارج "أوبك" في النصف الثاني من 2021 بمقدار 500 ألف برميل يومياً، فيما عزّزت "أوبك" توقعاتها بأكثر من ذلك، وترى كلتاهما أن المنتجين في قطاع النفط الصخري الأمريكي سيستجيبون للأسعار المرتفعة بمزيد من الاستثمار والإنتاج.

وتُعَدّ وكالة الطاقة الدولية الوحيدة التي تتوقع ارتفاعاً في حاجة العالم إلى خام أوبك العام الجاري عند 27.32 مليون برميل يومياً حالياً بزيادة قدرها 210 آلاف برميل يومياً على توقعات الشهر الماضي.

وعلى النقيض، خفضَت إدارة معلومات الطاقة تقديراتها لمقدار الخام الذي يتعين على "أوبك" ضخه لموازنة العرض والطلب بمقدار 310 آلاف برميل يومياً إلى 27.23 مليون برميل، فيما خفضت أوبك توقعاتها بمقدار 25 ألف برميل يومياً إلى 27.26 مليون برميل.

الدول المنتجة تأمل التخلص من المخزونات

مع ذلك، لا تريد مجموعة المنتجين موازنة العرض والطلب، بل تريد استنزاف المخزونات الفائضة التي تراكمت خلال الوباء، لذا لا عجب في أن إنتاج المجموعة يقلّ بمقدار 2.4 مليون برميل يومياً عن هذا المستوى، أو أن السعودية قررت تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية الإضافية إلى نهاية أبريل على الأقلّ.

وتتفق الوكالات الثلاث على أن المخزونات تتراجع، وانخفضت مخزونات النفط التجارية بمقدار 14.2 مليون برميل أو 0.5 مليون برميل يومياً في يناير، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، ومن المتوقع أن تهبط المخزونات العالمية بمعدل 1.2 مليون برميل يومياً الربع الجاري إذا حافظت "أوبك" على مستوى إنتاج الشهر الماضي عند 24.75 مليون برميل يومياً، وفقا لتوقعات الوكالة.

زيادة الإنتاج في النصف الثاني

وستتمكن مجموعة المنتجين من زيادة الإنتاج في النصف الثاني من العام مع المحافظة على استنزاف المخزونات، وفي حال ظلّ الإنتاج عند مستوى أبريل بنحو 24.8 مليون برميل يومياً، فإن المخزونات ستتراجع بمعدل يتراوح بين 2.5 مليون و3.2 مليون برميل يومياً في الربع الثالث، ثم تزداد وتيرة الهبوط إلى ما بين 2.75 مليون و4.6 مليون برميل يومياً في الربع الرابع نتيجة تسارع الطلب.

وسيعطي هذا "أوبك" بعض المساحة لتخفيف قيود الإنتاج في الشهور المقبلة، ولكن ربما ليس بنفس القدر الذي ترغب فيه مع كبح أعضائها حالياً ما يعادل 7.7 مليون برميل يومياً من الإنتاج المحتمل.