سيارة "بوغاتي شيرون بور سبورت" بـ3.6 مليون دولار.. هل تستحق؟

رفعت التعديلات سعر السيارة التي جربتها إلى 3.95 مليون دولار
رفعت التعديلات سعر السيارة التي جربتها إلى 3.95 مليون دولار المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حين توجهت لتجربة قيادة سيارة "بوغاتي شيرون بور سبورت" (Bugatti Chiron Pur Sport) من طراز عام 2021، لم أكن أتوقع الكثير.

لا تسيئوا فهمي، نظراً لسعر هذه السيارة البالغ 3.6 مليون دولار، كانت توقعاتي عالية جداً مقارنة بالسيارات الأخرى من غير شركة "بوغاتي". ولكن بما أنني سبق وقدت الموديل فائق السرعة من الشركة في عام 2018، لم أكن أنتظر الكثير من التغييرات في طراز عام 2021. لقد توقعت أنها ستكون السيارة عينها، ولكن بلون مختلف وجناح خلفي جديد، وربما بعض التعديلات التجميلية على الأكثر، ولكني كنت مخطئة!

صحيح أن هذه السيارة تشبه سيارة "شيرون" العادية، هذا إذا أمكن وصف أي من سيارات "بوغاتي" بالعادية. فهي تأتي بنفس التصميم المقوس الذي يمتد من السقف إلى عتبات الأبواب، مع محرك (W-16) سعة 8.0 ليتر وقوة ألف وخمسمائة حصان. لكن السيارة التي قدتها، كانت مطلية بألياف الكربون باللون الرمادي الداكن الذي أضاف عشرات آلاف الدولارات إلى سعرها البالغ بضعة ملايين. كما تضمّ الـ"شيرون بور سبورت" عدة اختلافات شكّلت مفاجأة سارة لي حين قدتها حول لوس أنجلوس، من بيفرلي هيلز إلى طريق "مولهولاند درايف"، ثمّ الطريق السريع "باسيفيك كريست"، وبعدها في طريق العودة.

وعلى الرغم من أن آخر الابتكارات في عالم السيارات الرياضية، ركزت على التحول نحو المركبات الكهربائية، إلا أن "بوغاتي" ظلّت وفية لمحركات الاحتراق الداخلي. ولا أعتقد أن مالكي "بور سبورت" الخارقة سيتذمرون من ذلك.

أكثر انخفاضاً ورشاقة وقوة

وسيتمكن عشاق سيارات "بوغاتي" من تمييز "بور سبورت" عن غيرها من سيارات "شيرون" من النظرة الأولى. فهي تبدو أكثر انخفاضاً واتساعاً ورشاقة من السيارة الأولى من هذا الطراز التي كانت قد طرحت في عام 2016. أمّا الأشخاص غير الضليعين بـ"شيرون"، فلا بدّ أن ينظروا إلى الخصائص الأخرى. مثلاً، القطعة في مقدمة السيارة والمصممة على شكل حدوة حصان تبدو أكبر في هذه السيارة، كذلك نظام سحب الهواء. كما تبدو المقدمة بالكامل وكأنها منحوتة نحو الأسفل وأكثر اتساعاً، كما تضمّ السيارة فتحات هوائية جديدة فوق المصداّت الأمامية المحسنة.

وفي الخلف، الجناح الضخم، بالطول الذي يزيد عن 6 اقدام (1 قدم = 0.30 متر) قائم بوضعية ثابتة، ما يتيح توفير الوزن بالمقارنة مع النظام المتحرك الذي كان قد مكّن أسرع سيارة "شيرون" من تحقيق سرعة قياسية بلغت 260 ميلاً في الساعة. ولكن لا تحمل كل السيارات في الأجنحة الخلفية اسم "بوغاتي" بحروف عريضة مثل هذه السيارة التي جربتها.

وتحت الموزع، تقع مواسير العادم الجديدة بالغة الرفع والمصنعّة من التيتانيوم، والمصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. ومن الغريب وصف مواسير العادم بالجميلة، ولكنها جميلة بالفعل في هذه السيارة. فهي مصممة بدقة بلون برونزي لتبدو كشبكة حاكها عنكبوت عالي المهارة. وكان صانعو سيارات آخرون سبق واستخدموا تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في بعض مكونات المركبات، ولكنها المرّة الأولى التي تقوم فيها "بوغاتي" بذلك في مثل هذه القطعة الواضحة.

وتشمل التعديلات الأخرى إطارات ذات انحناء داخلي في الأعلى بنحو 2.5 درجات، من أجل تعزيز السيطرة على السيارة عند المنعطفات. كذلك، صممت الإطارات من المغنيزيوم مع شفرات هوائية اختيارية تساعد على تخفيف الوزن ومنع الاضطرابات الخطرة في منطقة العجلات. وصنعت عجلات "ميشلين سبورت كب 2 R" الجديدة من مركب أكثر طراوة يستجيب بسرعة أكبر أثناء القيادة.

سرعة أكبر عند المنعطفات وتروس أقصر

والأهم، تم تقصير التروس بنسبة 15%، بحسب "بوغاتي"، ما يعني أن "بور سبورت" تنقل الحركة بشكل أسرع، ما يجعلها أفضل عند المنعطفات، بالمقارنة مع سيارات "شيرون" الأخرى. ويمكنني تشبيه الأمر بما كان يقوم به فريق الجري في مدرستي الثانوية، حين كان يعين اللاعب طويل القامة للركض على المسارات المستقيمة، وقصير القامة للركض عند المنعطفات. فنسب التروس القصيرة أفضل عند المنعطفات من تلك الطويلة.

كذلك، تساعد التروس القصيرة سيارة "بور سبورت" على زيادة السرعة بشكل أرشق من موديلات "شيرون" السابقة، وعلى الرغم من أن سرعتها القصوى لا تتجاوز الـ 217 ميلاً في الساعة، أي أقل من السرعة القياسية لسيارة "سبورت" البالغة 261 ميلاً في الساعة. فإن هذا التعديل في علبة التروس بالإضافة إلى التخفيض الواضح في وزن السيارة (تبلغ 110 رطلاً) يساعد "بور سبورت" على تقليص نحو عشر الثانية من أداء التسارع البالغ 2.4 ثوان اللازمة لوصول طراز "سبورت" إلى سرعة ستين ميلاً في الساعة.

باختصار يمكن القول إن قيادة سيارة "بور سبورت" تجربة رائعة، ويمكن خلالها نقل السرعة برشاقة أكبر مقارنة مع سيارات "شيرون" الأخرى، بحسب نشرة المواصفات الصادرة عن "بوغاتي". وعلى الرغم أنني لا أستطيع ملاحظة الفارق الذي يشكله عشر الثانية بشكل واضح، إلا أنني أحسست به في خلال جولتي في الطرقات المشمسة. فسيارة "بور سبوت" متوازنة تماماً، وتستجيب على الفور. لتشعر بأنها ملتصقة بالأرض. وتبدو مذهلة حتى مقارنة مع "فيراري" و"لامبورغيني" على صعيد قدرتها على المناورة بين السيارات، وصعود التلال ونزول منحنيات الوديات.

والجانب الأفضل في الموضوع هو أن سيارة "شيرون" ليست خارقة بشكل مبتذل. فعلى الرغم من أنها تتفوق على "بورش" و"بينتلي" في السرعة، بما أنها أسرع بثانية واحدة حتى مقارنة مع بعض نماذجهما ذات أداء التسارع من صفر إلى ستين ميل في الساعة، إلا أنها ليست متفاخرة. فمحركها ليس صاخباً ومكابحها لا تحدث صريراً، لتكون سيارة فاخرة وهادئة بلا ضجيج.

وهذا خبر سارّ لمالكي هذه السيارة التي على الرغم من مظهرها الباهر وسعرها الخرافي وأدائها الأسطوري، إلا أنه يمكن استخدامها للقيادة اليومية بكلّ سهولة. فهي تتسم بقيادة مريحة وسهلة، سواء بسرعة 30 ميل في الساعة أو 130 ميل في الساعة. وهذا الثبات في الأداء نادراً ما يكون متوفراً في السيارات الرياضية الفارهة.

وبالطبع، لا توجد مساحة كافية لأغراضك في الصندوق الخلفي، ويستحسن ألا تمانع التوقف المتكرر من أجل التزود بالوقود (معدل استهلاك السيارة 10 أميال بالغالون)، وألا يهمك كثيراً التأكد من النقاط العمياء (الرؤية الخلفية وبعض النقاط العمياء الأخرى صعبة التغطية). وتذكّر أن تستخدم تقنية الرفع الذي يساعد على رفع مقدمة السيارة كي لا تتضرر من مطبات السرعة الموجودة كثيراً في بعض الشوارع مثل بيفرلي هيلز. كذلك، يستحسن ألا تحتاج إلى حاملات الأكواب.

بساطة متألقة

وفي الداخل، تحافظ "بور سبورت" على التصميم البسيط الذي تتميز به سيارات "شيرون"، فهي لا تحتوي على شاشة لمس مركزية وتأتي مع ناقل حركة أوتوماتيكي بسبع سرعات مصمم بشكل صغير. وكما ذكرنا سابقاً، هي لا تضمّ أي حاملات أكواب. إلا أنه في أسفل كلّ باب توجد مساحة صغيرة تفتح وتتسع لكوب ورقي، أو زجاجة ماء صغيرة.

كما تأتي هذه السيارة بمقاعد خفيفة الوزن مجهزة لحلبات السباق، فهي مبطنة بقماش ألكانتارا، ما يسهم في تخفيف الوزن. كما تخلت هذه النسخة من "شيرون" عن بعض عوازل الصوت التي كانت موجودة في الطراز السابق، ما يساعد هو الآخر على تخفيف الوزن.

واللافت في الموضوع أن الوصف قد يوحي بأن التصميم كئيب في الداخل، ولكن في الواقع السيارة أنيقة جداً. فكلّ الأكسسوارات وأجهزة التحكم مصنوعة من الالومينيوم المؤكسد الأسود أو التيتانيوم. ويضفي التطريز بتقنية "كروس ستيتش" لمسة يعززها الشريط الموجود في أعلى عجلة القيادة، بينما تضفي المساحة الزرقاء في الوسط عند ناقل الحركة أناقة على التصميم. كما يعمل الـ"بلوتوث" بشكل مباشر في السيارة، فيما أنظمة برامج المعلومات والترفيه وحالة الطقس والملاحة تقدم لك المساعدة بدون أن تشتت انتباهك.

ويمكن القول إنه مع "شيرون بور سبورت"، بقيت "بوغاتي" وفية لأعلى معايير الجودة والحرفية، محافظة مع ذلك على البنية المريحة والذوق الرفيع، بالإضافة إلى الثبات ودقة التصنيع.

هل تستحق هذا السعر؟

هذا السؤال الذي طرحه عليّ الجميع، حتى قبل أن يسألوني عن جودة قيادة هذه السيارة. أنا أنظر إلى الأمور من هذه الناحية، إن كنت تستطيع أن تدفع ثمن سيارة بهذا السعر، وتقودها وتقوم بصيانتها، حتى حين تتعرض لحادث ما، وتشعر أنها ستمنحك السرور، إذاً نعم هي تستحق السعر.

وبالتالي، الإجابة على سؤال ما إذا كانت سيارة "بوغاتي شيرون بور سبورت" تستحق هذا السعر الخيالي، تكمن بينك وبين مصرفك. وبحسب الشركة، فإن أصحاب سيارات "بوغاتي" حول العالم يمتلكون في العادة سيارتين منها، ويخططون لشراء الثالثة.