كيف استجابت أسعار السلع لقرار الفيدرالي الأمريكي بتثبيت الفائدة؟

ارتفاع أسعار السلع يعزز مخاوف التضخم
ارتفاع أسعار السلع يعزز مخاوف التضخم المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ليست العقود الآجلة للسلع أيضاً في مأمن من مخاوف التضخُّم التي تجتاح الأسواق العالمية؛ فقد انخفض النفط الخام بنسبة 7%، وتعرَّضت القهوة لأكبر خسارة في شهرين، في حين تراجعت كلٌّ من الذرة والنحاس أيضاً.

أدَّت المخاوف الجديدة من سماح الاحتياطي الفيدرالي للتضخم بالتسارع إلى عمليات بيع في معظم الأصول الخطرة يوم الخميس.

وانخفضت الأسهم الأمريكية من أعلى مستوياتها، وقفزت عوائد سندات الخزانة. وامتدَّت هذه التحرُّكات إلى السلع الأساسية مع وجود طلب حقيقي مرتبط بالتوقُّعات المتفائلة للنمو العالمي.

ومع ذلك، كان هناك نوع من التناقض بالنسبة للسلع؛ إذ يمكن للأسواق في بعض الأحيان أن تستفيد من بيئة تضخُّمية؛ لأنَّ المستثمرين يفكِّرون في المواد الخام كمكان جيد للعثور على العائد. لكنَّ معادلة التضخم يجب أن تكون صحيحة تماماً، وستصبح زائدة عن حدِّها، خاصة إذا اقترنت بمخاوف بشأن النمو الاقتصادي، وارتفاع الدولار، إذ سرعان ما يتحوَّل ارتفاع التضخم إلى عائق وسط توقُّعات الطلب المنكمشة.

بداية مشحونة في 2021

شهدت السلع بداية سنة مشحونة، فقد ارتفعت أسعار النفط الخام بأكثر من 30% حتى يوم الأربعاء. ووصلت الذرة، وفول الصويا، والنحاس إلى أعلى مستوياتها في عدَّة سنوات، وارتفعت أسعار الأخشاب بشكل كبير. وقاد المتداولون المضاربون هذا الصعود لدرجة أنَّ بعض التجار كانوا يستعدِّون لدورة فائقة جديدة من المكاسب المطوَّلة.

توقَّف هذا الحماس الأسبوع الجاري، فقد أثار بطء إطلاق اللقاح مخاوف بشأن المدَّة التي سيستغرقها قبل أن يعود استهلاك الطاقة، والمعادن، والحبوب إلى مستويات ما قبل الجائحة. وقد ضاعف ذلك من مكاسب الدولار، التي جعلت السلع المسعَّرة بالدولار أقل جاذبية كمخزن للقيمة.

وقال أرلان سوديرمان، كبير اقتصاديِّ السلع في "ستون إكس"، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "تستجيب عوائد الخزانة والدولار للاحتياطي الفيدرالي، وهذا له تأثير سلبي حالياً على السلع".

انخفض مؤشر بلومبرغ للسلع الفورية بنسبة 2.4%، وهو أكبر انخفاض منذ منتصف سبتمبر. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط للجلسة الخامسة، وهي أطول فترة من الخسائر اليومية في أكثر من عام.

وقالت وكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع، إنَّ الطلب العالمي على النفط لن يعود إلى مستويات ما قبل الوباء حتى عام 2023، وسيتراجع النمو بعد ذلك وسط عادات عمل جديدة، والتحوُّل بعيداً عن الوقود الأحفوري. كما انخفضت أسعار الحبوب. وهناك دلائل على تحسُّن ظروف النمو لبعض منتجي المحاصيل، فقد أثَّرت الأمطار المفيدة لمحصول فول الصويا في الأرجنتين على السوق، في حين ضغط الطقس الملائم في الولايات المتحدة، وروسيا، وأوكرانيا على أسعار القمح. وفي الوقت نفسه، فإنَّ مكاسب عائدات سندات الخزانة تضرُّ بالطلب على الأصول البديلة، مثل الذهب والفضة، التي لا تحمل فائدة.