السنغافوريون يحبّون المنازل الفاخرة المحظور على الأجانب شرائها

المنزل رقم 50 في طريق كلوني (Cluny Road)
المنزل رقم 50 في طريق كلوني (Cluny Road) المصور: Patrick Bingham-Hall via Guz Architects
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعض أكثر المنازل جاذبيةً في سنغافورة لا تشوبها إلا علة صغيرة، وهي قصر إمتلاكها على المواطنين فقط.

وبسبب نُدرة تلك المنازل المعروفة باسم "منازل الطبقة المترفة"، والتفرُّد الذي تضفيه على أصحابها، ارتفعت أسعارها لتسجل مستويات قياسية، رغم عدم منافسة الأجانب على شرائها خاصة الصينيين الذين ساعدوا على مر السنين في رفع الطلب على المنازل الفاخرة.

وتتناثر حوالي 2500 من "منازل الطبقة المترفة" في أنحاء سنغافورة، بدءًا من منازل حقبة الاستعمار إلى البيوت ذات التصميم المعماريّ الحديث، التي تتميز بشُرفُاتٍ بارزة وحمامات سباحة "إنفنتي بول" وحدائق غنّاء واسعة؛ وهو عالَمٌ بعيدٌ كلَّ البعدِ عن شقق الأبراج الشاهقة التي يسكنها معظم السنغافوريين.

اشترى توني تونغ، رئيس مجلس إدارة شركة وينسون (Winson Group) لتجارة النفط ومقرّها هونغ كونغ، أحد المنازل بالقرب من حديقة سنغافورة النباتيّة، في صفقة ضخمة بلغت قيمتها 105.3 مليون دولار سنغافوري (ما يعادل 78 مليون دولار أميركي) بحسب ما ورد في تقرير لصحيفة ذي بيزنيس تايمز (The Business Times) السنغافوريّة في فبراير 2019، حيث ذكرت أنّ هذا السعر يُعدّ رقمًا قياسيًا بالنسبة لتلك المنازل.

وفي سياقٍ مماثل، اقتنص أحد أفراد عائلة "تساي" السنغافورية - الذين جنوا ثروتهم من مجال التأمين في تايوان - أحد تلك المنازل بسعر 93.9 مليون دولار سنغافوري.

وقد يشهد هذا السوق قريبًا، تحطُم المزيد من الأرقام القياسية، إذ يُعرَض أحد هذه المنازل للبيع، بالقرب من "حديقة سنغافورة النباتيّة"، يتوسطّه حمّام سباحة وحديقة مائيّة، بسعر 3500 دولار سنغافوري تقريبًا للمتر المربّع؛ وهو سعرٌ يتجاوَز الرقم القياسيّ السابق الذي وصلَ إلى 2700 دولار سنغافوري للمتر المربّع في 2018، وفقًا لتان كوانغ هوي، المدير العام لشركة "نيوزمان ريالتي" (Newsman Realty) التي تدير عمليّة البيع.

أسعار منازل سنغافورة الأكثر تميزًا بلغت مستويات قياسية

وقال سامي ليم، مدير أسواق رأس المال في وكالة العقارات "سي بي آر إي غروب" (CBRE Group Inc): "نظرًا للندرة والحصرية التي تتسم بهما منازل بنغالو الطبقة المترفة، لطالما كان سوقها دُرة سوق العقارات السكنية، والجائزة التي ترغب الطبقة الراقية في الحصول عليها. لقد أثبتت هذه المنازل أنها فئة مستقرة من الأصول العقارية، تقاوم تقلبات السوق".

وهو ما ثبتت صحته مرة أخرى، مع توقف أسعار المساكن عن الارتفاع، بعد فرض قيود إضافية على سوق العقارات في منتصف عام 2018، وأدى ذلك إلى انخفاض أسعار المنازل بنسبة 0.1% خلال الربع الأخير من العام، لتتوقف بذلك سلسلة المكاسب الضخمة التي استمرت لخمسة أرباع متتالية.

لا يعد شرط المواطنة هو القيد الوحيد على "منازل الطبقة المترفة"، إذ يجب كذلك ألا تقل مساحة الأرض عن 1400 متر مربع (أي حوالي ثلث فدان)، وألّا تزيد نسبةُ البناء عن 35% من هذه المساحة، وألّا يزيد ارتفاعه عن طابقين.

هذا الاستخدام المترف للمساحة هو تعبير آخر عن المكانة والسطوة في واحدة من أكثر دول العالم اكتظاظًا بالسكان، حيث يتكدّس نحو 7900 شخص في كل كيلومتر مربع.

سنغافورة تاسع أكثر دولة تضم أصحاب الملايين

سنغافورة هي أيضًا واحدة من أغنى الدول على وجه الأرض، فهي تحتل المرتبة التاسعة من بين الدول التي يقطنها أكبر عدد من أصحاب الملايين؛ وفقًا لتقرير الثروة العالمية للعام 2018 الصادر عن "معهد أبحاث كريدي سويس" (Credit Suisse Research Institut).

الأمر الذي أسهم في تنشيط سوق "منازل الطبقة المترفة"، إذ ارتفع عدد الصفقات بنسبة 47 في المئة خلال النصف الثاني من عام 2018 مقارنة بالأشهر الستة الأولى من نفس العام، وفقًا لـ "سي بي آر إي" (CBRE).

وقال تان، المدير العام لشركة "نيوزمان ريالتي" (المتخصّصة في صفقات منازل الطبقة المترفة) إن المشترين عادة هم الأثرياء من السكان المحليين والأجانب الذين حصلوا على الجنسية.

وأضاف تان أن أثرى الأثرياء يرغبون دائمًا في شراء أفضل ماسة وأفضل سيارة؛ وبالنسبة لسوق الإسكان في سنغافورة، فإن منازل الطبقة المترفة هي أفضل ما يمكنك الحصول عليه.