تحديثات طائرة "اف-35" كلفت أكثر من ملياري دولار إضافية

طائرة مقاتلة من طراز "F-35B" تابعة للبحرية الأمريكية تزود بالوقود من طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني "فويجير" فوق بحر الشمال
طائرة مقاتلة من طراز "F-35B" تابعة للبحرية الأمريكية تزود بالوقود من طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني "فويجير" فوق بحر الشمال المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شهد مشروع البنتاغون لتحديث طائرة "اف-35" قدرات جديدة كل ستة أشهر زيادة في التكاليف، بلغت حوالي 2 مليار دولار نتيجة زيادة التكلفة، والتأخيرات المستمرة بسبب الجدول الزمني غير الواقعي، وفقاً لمدققي الكونغرس.

وفي تقرير سنوي جديد حول البرنامج المستمر منذ عقدين من الزمن تقريباً بقيمة 398 مليار دولار، أشار "مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية" يوم الخميس إلى أنَّ "البنتاغون"، وشركة "لوكهيد مارتن" لم يتمكَّنا من متابعة خطَّتهما لأعمال المرحلة "بلوك 4" لترقية الجيل التالي من الطائرة المقاتلة.

وإلى جانب عدم استيفاء الأطر الزمنية الموضوعة للترقيات، لم تُحدِّث شركة "لوكهيد مارتن" ووزارة الدفاع تقديراتهما لعمليات التسليم المستقبلية لطائرة "الشبح" لتعكس التأخيرات السابقة في إكمال العمل.

وقالت الوكالة في تقريرها: "يحتاج برنامج "اف-35" لأكثر من ثلاث سنوات للوصول إلى تحديث "بلوك 4"، كما أنَّه لم يقدِّم قدرات جديدة على النحو المخطط له"؛ لأنَّ الجدول الحالي، "كما هو مخطط له، لا يعتمد على أحدث البيانات المتاحة، ولا يمكن تحقيقه".

ووفقاً للتقرير، وجد مدققو "مكتب محاسبة الحكومة" أنَّه لم يتم اكتشاف عيوب برمجية قبل تثبيتها على الطائرات، وأنَّ الأمر استغرق وقتاً أطول مما كان مخططاً له لتطوير كل قدرة جديدة. وأوصت الوكالة أن يقوم البنتاغون بمراجعة الجدول الزمني، ليعكس التقد!ُم الفعلي لشركة "لوكهيد مارتن" التي يقع مقرّها في بيثيسدا بولاية ماريلاند.

"التقليل الروتيني للتقديرات"

وبحسب "مكتب محاسبة الحكومة"، فقد "كان البرنامج يقلل بشكل روتيني من حجم العمل المطلوب لتطوير القدرات، مما أدَّى إلى وقوع التأخير، كما لم يعكس البرنامج الأداء التاريخي في جدول العمل المتبقي".

وقد تخلَّف برنامج "بلوك 4" إلى حدٍّ كبير عن التدقيق العام، في حين تُواصل طائرة "اف-35" الكفاح في قضايا أخرى؛ التي تتضمَّن تأخيراً كبيراً في إكمال الاختبارات القتالية المصمَّمة لتقييم ما إذا كانت الطائرة تفي بالمتطلَّبات الأصلية التي تمَّ تطويرها في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، وعدم اليقين بشأن موعد اتخاذ قرار يسمح بالإنتاج الكامل، والمخاوف المتزايدة بشأن الطائرة التي تبلغ تكاليف دورة حياتها مبلغ 1.72 تريليون دولار، بما في ذلك الاستحواذ، والصيانة، والعمليات على مدى عقود.

هذا وكان من المفترض أن يتمَّ اختبار القتال في بيئة محاكاة مشتركة في شهر ديسمبر، إلا أنَّه تأجل إلى أجل غير مسمى. ويرجع ذلك جزئياً إلى أنَّ مكتب البرنامج قرَّر في أغسطس أنَّ جهاز المحاكاة "لا يُمثِّل قدرات "اف-35" بالكامل، ولا يمكن استخدامه لإجراء المزيد من الاختبارات حتى يتمَّ إصلاحه"، وذلك بحسب "مكتب محاسبة الحكومة".

وتُعدُّ التكلفة التقديرية لبرنامج ترقية "بلوك 4" الآن، التي تبلغ 14 مليار دولار أمريكي، الأعلى بالمقارنة مع العديد من برامج الاستحواذ الخاصة بالجيش، والبحرية، والقوات الجوية. نتيجةً لذلك، يُمثِّل هذا الموضوع مثالاً آخر مكلفاً على التحديات الدفاعية التي سيتعيَّن على البنتاغون بقيادة الرئيس "جو بايدن" مواجهتها وسط توقُّعات بميزانيات دفاعية ثابتة إلى حدٍّ كبير في العام المقبل.

جدول زمني جديد

وفي التقرير، يقول "دايك ويذرنغتون"، مسؤول الاستحواذ الدفاعي بالإنابة، إنَّ مكتب برنامج "اف-35" في البنتاغون "يُقيِّم ويُحدِّث حالياً جدول البرنامج "بلوك 4" "استناداً إلى مسار التنفيذ التاريخي، وحقائق ورؤى الميزانية، والموارد المستمدة من مراجعة مستقلة حديثة"، كما سيصدر جدول زمني جديد بحلول يونيو. وإلى جانب هذا، قالت "لورا سيل" المتحدِّثة باسم "مكتب البرنامج المشترك لطائرة "اف-35" في وزارة الدفاع، عبر رسالة بالبريد الإلكتروني، إنَّ التقرير "اكتمل بالتعاون الكامل لبرنامج "اف-35" والوصول غير المقيد إلى المعلومات. ولم تكن هناك مفاجآت، كما أنَّ العناصر المذكورة معروفة جيداً لمكتب البرنامج المشترك، والدوائر الأمريكية، والشركاء الدوليين، وفريق الصناعة لدينا".

وأوضحت "سيل" أنَّ البقاء في صدارة "خصومنا في مجال القتال المتطور، يرتبط بشكل وثيق بقدرتنا على تقديم برامج عالية الجودة لنظام الهواء في طائرة "اف-35" في الوقت المناسب. كما تفتقر اليوم جودة البرامج إلى الهدف، مما يؤدي إلى زيادة التكلفة والتأخير". وفي الواقع، تمَّ تسليم أكثر من 620 طائرة حتى الآن، وأعلنت 10 جهات في سبع دول عن القدرة التشغيلية الأولية؛ كما أجرتْ ست جهات من خمس دول مهامَ تشغيلية للطائرة.

وفي هذا السياق، قال "بريت أشوورث"، المتحدِّث باسم شركة "لوكهيد مارتن"، في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني مساء الخميس، إنَّ الشركة بدأت العام الماضي تقييماً للبرمجيات على مستوى البرنامج بالشراكة مع مكتب برنامج "اف-35" الذي "أحرز تقدُّماً كبيراً في تحديد ومعالجة الفرص التي توفِّر منتجات عالية الجودة، وفي الوقت المحدد، وفي حدود الميزانية. ونحن نتفهم أهمية هذه الجهود في ضمان أن يضاعف المقاتل من "قدرات الطائرة القتالية التي لا مثيل لها، التي أثبتت جدارتها".

عيوب ومزايا برنامج التحديث

من بين القضايا الأخرى التي أبرزها تقرير "مكتب محاسبة الحكومة":

* "لم يحدِّد مسؤولو البرنامج ما يقرب من ربع جميع العيوب حتى تمَّ تسليمها بالفعل لاختبار الطائرات"، وفقاً للتقرير.

* قالت شركة "لوكهيد مارتن"، إنَّها تدرك أنَّ الاكتشافات المتأخرة تُمثِّل مشكلة، وهي تعمل على تحديد وإصلاح العيوب في وقت مبكر من عملية التطوير.

* زاد تقدير تكلفة تطوير "بلوك 4" بمقدار 3.5 مليار دولار منذ مايو 2019. "ومع ذلك، فإنَّ أكثر من نصف الزيادة منذ الإبلاغ العام الماضي (1.9 مليار دولار) هي نمو صافي التكلفة ضمن البرنامج"، بحسب ما ذكر التقرير.

بعض القضايا الإيجابية للطائرة "اف-35" التي أبرزها "مكتب محاسبة الحكومة":

* على الرغم من التأخير في تسليم الطائرات لعام 2020 الذي تمَّ الإعلان عنه بشكل جيد بسبب تعطل العمالة، ومشاكل سلسلة التوريد المرتبطة بكوفيد-19، مثل نقص قطع الغيار، فإنَّ مقاييس الإنتاج الأخرى "تحسَّنت بشكل طفيف" العام الماضي، إذ "تستغرق الطائرات في المتوسط وقتاً أقل لبنائها"، كما تُمضي "لوكهيد" وقتاً أقل في الخردة، وإعادة العمل، والإصلاح".

* تحسُّن أداء الموثوقية والصيانة بشكل عام في العام الماضي، فقد كان البرنامج "يُلبّي أو يقترب من تلبية 17 من أهدافه الـ24".

* اعتباراً من شهر ديسمبر، حدَّد البنتاغون مورِّدين بديلين لـ1,005 قطعة من إنتاج الشركات التركية؛ فقد بدأ هذا البحث بعد أن طردت الولايات المتحدة تركيا من برنامج "اف-35" لرفضها التراجع عن شرائها لنظام الدفاع الجوي الروسي الصنع "إس-400".

* قال "بريت أشوورث"، المتحدِّث باسم شركة "لوكهيد مارتن"، في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني، إنَّ الشركة بدأت العام الماضي تقييماً للبرمجيات على مستوى البرنامج بالشراكة مع مكتب برنامج "اف-35" الذي "أحرز تقدُّماً كبيراً في تحديد ومعالجة الفرص التي توفِّر منتجات عالية الجودة، وفي الوقت المحدد، وفي حدود الميزانية. ونحن نتفهَّم أهمية هذه الجهود في ضمان أن يضاعف المقاتل "قدرات الطائرة القتالية التي لا مثيل لها، التي أثبتت جدارتها".