التحوّل نحو السيارات الكهربائية قد يغدق النِّعم على "فيتيسكو" الألمانية

قد يكون دخول شركة "آبل" في سباق صناعة السيارات الكهربائية نعمة لوحدة المحركات "فيتيسكو تكنولوجيز" التابعة لشركة "كونتينينتال"، التي تحاول الانتقال بعيداً عن محركات الاحتراق الداخلي.

وأثارت تقارير تفيد بأن شركة "آبل" تعمل على سيارة كهربائية ذاتية القيادة تكهنات حول كيفية متابعة عملاق التكنولوجيا لمثل هذه الخطة. فقد فشلت محادثات مع شركات صناعة السيارات بما في ذلك شركة "هيونداي موتور"، لربما بسبب إحجام تلك الشركات عن مساعدة منافس جديد وخطير. ولكن بالنسبة لموردي السيارات المتحمسين لإطلاق العنان لتدفقات إيرادات جديدة، فسيكون ذلك عملاً هم بأمس الحاجة إليه.

وقال أندرياس وولف، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "فيتيسكو تكنولوجيز" خلال مقابلة أجريت معه:

وسيتعذر على شركة "فيتيسكو تكنولوجيز" التي ستنفصل قريباً عن الشركة الأم أن تكون انتقائية كثيراً، في وقت يتعرض صانعو قطع السيارات لضغوط بسبب تحول الصناعة نحو السيارات التي تعمل بالبطاريات، والتي تتطلب أجزاء أقل من السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل.

وأصبحت شركة "فولكس واجن" الأسبوع الماضي الشركة الأكثر قيمة في ألمانيا بعد التصريحات السريعة حول الطريقة التي ستتبعها لتحل محل شركة "تسلا" كشركة عالمية رائدة في مجال السيارات الكهربائية. وقفزت أسهم "بي إم دبليو" بعد أن قالت الشركة المصنعة إنها تتوقع أن تشكل المركبات الكهربائية حوالي نصف المبيعات بحلول عام 2030.

أصول قديمة

وتشير الخطط الجريئة هذه إلى اقتراب نهاية حقبة محرك الاحتراق. حيث حددت "فيتيسكو تكنولوجيز" مبيعات بقيمة 2.5 مليار يورو (3 مليارات دولار) - بناءً على إيرادات 2018- مرتبطة بصنع أجزاء مثل الشاحن التوربيني والحاقن التي تخطط للخروج من الأعمال المتعلقة بها أو التوقف عنها. وقبل إيجاز مع المستثمرين في يوم الخميس قال وولف إن العثور على مشترين لهذه الأصول سيكون صعباً.

من جهتهم، قال محللو "يو بي إس غروب" بقيادة باتريك هوميل في مذكرة إن: "فيتيسكو تكنولوجيز" هي حالياً واحدة من أكثر الموردين واقعية عند مناقشة التحول بعيداً عن محركات الاحتراق، وسيكون هناك تركيز على مجالين خلال يوم المستثمر: الضخ النقدي المخطط له من "كونتينينتال ايه جي" إلى "فيتيسكو تكنولوجيز" (نحن نفترض أن يبلغ 1 مليار يورو)، والتوقيت للوصول إلى نقطة التعادل في تكنولوجيا الكهرباء".

وقال الرئيس التنفيذي إن "فيتيسكو تكنولوجيز" تسعى لتحويل حوالي ثلث مبيعاتها إلى مكونات ما يطلق عليه اسم الهجين المعتدل، والسيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن الخارجي والسيارات الكهربائية بالكامل خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. وقال إنه يمكن أيضاً نشر العديد من منتجاتها الحالية، مثل أدوات التحكم في المحرك، في المركبات الكهربائية.

ويشرح وولف: "بغض النظر عما هو قادم، لدينا مجموعة كاملة من المنتجات الهجينة والمركبات الكهربائية، وهذه هي أعظم ميزة لدينا، فنحن لا نركز على تقنية واحدة فقط ولكننا نغطي جميع الخيارات".

النقص في الرقائق

على الرغم من ذلك، لا يزال هناك مجال للنمو. فلقد تراجعت مبيعات المحركات 11% إلى حوالي 7 مليارات يورو (8.3 مليار دولار) خلال العام الماضي، وفقاً لتقرير "كونتيننتال" السنوي، عندما أغلق الوباء صالات العرض والمصانع.

ومثل أقرانها، كانت الشركة تعاني من نقص شهدته هذه الصناعة في أشباه الموصلات، مما أدى إلى تعطيل إنتاج السيارات. وفي البداية، توقعت "فيتيسكو تكنولوجيز" أن تخف هذه الضائقة خلال الربع الثاني، لكنها قد تستمر طوال العام، كما قال وولف.

ومنذ أوائل عام 2019، تأخر الانتقال الساعي لأن تصبح "فيتيسكو تكنولوجيز" شركة منفصلة. وكانت "كونتيننتال" تتخلف بالفعل عن المنافسين في فصل التقنيات الجديدة عن العمليات القديمة عندما أخرت -ثم أسقطت- خطط بيع الأسهم في "فيتيسكو تكنولوجيز" للعموم. وقالت ثاني أكبر شركة لتصنيع قطع غيار السيارات في أوروبا الأسبوع الماضي إنها ستمضي قدماً في عملية الفصل هذه في النصف الثاني من العام.

الدفع بالأرباح

وقال وولف إنه بعد اكتمال عملية فصل الشركتين هذه والإدراج اللاحق، قد تنظر "فيتيسكو تكنولوجيز" في أمر التعاون لمواكبة سوق السيارات الكهربائية سريعة التطور. وقال إن أحد الشركاء المحتملين هو "مجموعة شايفلر للتكنولوجيا"، الشركة الألمانية التي تصنع المحامل ذات الكريات والتي تمتلك 46% من أسهم شركة "كونتيننتال".

وبعد أن كافحت "فيتيسكو تكنولوجيز" لسنوات لكي ترفع أرباحها، قال وولف إنه مقتنع بأن العائدات سترتفع بعد خروج الشركة من الأعمال غير المربحة وتحسين تطوير وإنتاج مكونات السيارات الكهربائية، مع تحقيق عوائد قوية في أجهزة الاستشعار والإلكترونيات.

وقال إن الأساس المالي لشركة "فيتيسكو تكنولوجيز" "قوي جداً"، ويتجاوز النفقات المتعلقة بالتحول والاستثمارات في التقنيات المستقبلية.