وسط أزمة الرقائق الإلكترونية.. نجم "إيه إم دي" يسطع في 2021

منتجات "إيه إم دي"  مؤهلة للحصول على حصة أكبر من سوق "إنتل"
منتجات "إيه إم دي" مؤهلة للحصول على حصة أكبر من سوق "إنتل" المصدر: AMD
 Tae Kim
Tae Kim

Tae Kim is a Bloomberg Opinion columnist covering technology. He previously covered technology for Barron's, following an earlier career as an equity analyst.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يمر صناع أشباه الموصلات حالياً بوقت عصيب، وترددت أصداء مشكلات سلاسل التوريد عبر القطاع، وتسبب نقص الرقائق في تعطيل الإنتاج لدى كبار العملاء مثل "فورد موتور"، و"سامسونغ إلكترونيكس"، وتلوح التوترات الجيوسياسية في الأفق وكذلك شبح ارتفاع أسعار الفائدة، وهذه بالتأكيد مخاوف ملحة، ولكن ما قد يضيع وسط هذه المشكلات الآنية هي علامات واضحة على ازدياد نشاط الأعمال في واحدة من أكبر رواد القطاع وهي: "ادفانسد مايكرو ديفايسز إنك" (Advanced Micro Devices Inc).

وفي السنوات الماضية، حققت "إيه إم دي" بالفعل نجاحات كبيرة في التنافس على ريادة السوق مع غريمتها الرئيسية "إنتل كورب" بفضل بنية رقاقتها فائقة الأداء "زين" (Zen)، ولكن إطلاقها الأسبوع الماضي معالجات الخوادم "EPYC 7003" قد تكون حتى بمثابة إنجاز أكبر من شأنه أن يغير قواعد اللعب.

وفي ظل قول المراجعين من أطراف ثالثة إن الرقائق الجديدة تقدم ضعف أداء أفضل رقائق "إنتل"، فقد تتسارع مكاسب الحصة السوقية في فئة الخوادم المربحة، عالية هوامش الأرباح، لدى "إيه إم دي" العام الجاري، ما يقود لزيادة في الأرباح تفوق التوقعات.

ازدهار معالجات الحواسب أيضاً

وتزدهر أعمال "إيه إم دي" الأخرى بدءاً من الحواسب الشخصية التقليدية إلى الألعاب وليس فقط الخوادم، وفي أوائل الشهر الجاري، كشفت "بوغيت سيستمز" (Puget Systems)، بائعة إقليمية للحواسب الشخصية المصممة حسب الطلب، أن أكثر من نصف الحواسب الشخصية التي تشحنها الآن تستخدم معالجات "إيه إم دي"، مقابل أقل من 10% منذ عام فقط، متجاوزة حصة "إنتل".

وبالنظر إلى أن عملاء "بوغيت" في الأساس من المتبنين أصحاب السبق (وهم شريحة من المستهلكين لديهم اهتمام بشكل خاص بالمنتجات الجديدة والتكنولوجيا الجديدة) مثل رسامي الرسوم المتحركة والمهندسين، الذين يحتاجون أجهزة أسرع وأقوى، فإن ذلك يشير إلى مدى سرعة التحول في المبيعات بمجرد أن يدرك المستهلكون فروق الأداء.

وتعد ألعاب الفيديو مجالاً آخر تترسخ فيه مكانة "إيه إم دي"، وتصنع الشركة رقائق معالجة الجيل المقبل من وحدات التحكم الخاصة بـ"مايكروسوفت كورب"، و"سوني كورب" التي طُرحت في الأسواق الخريف الماضي، والتي كان الطلب عليها نهماً، وبِيعت مخزوناتها الجديدة على الفور.

ووفقاً لشركة أبحاث "إن بي دي غروب" (NPD Group)، فإن مبيعات وحدات التحكم قفزت بنسبة 144% في يناير و121% في فبراير على أساس سنوي، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في بقية 2021، ما يزيد من مبيعات رقائق "إيه إم دي".

تحديات نقص الرقائق

ولكن ما هي المخاطر التي تواجه "إيه إم دي" من النقص المحتمل للرقائق؟ قد تكون الشركة في وضع أفضل من أقرانها، وأهم شيء ينبغي تذكره هو قوة علاقتها الطويلة مع موردها الأساسي، شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات "TSMC"، وقد تكون "إيه إم دي" ثاني أهم عميل بعد "آبل" للشركة التايوانية، وبالتالي على الأرجح ستعطي طلباتها أولوية.

وعلاوة على ذلك، هناك أدلة على أن "TSMC" قد خصصت بالفعل قدرة إنتاجية ضخمة لشركة "إيه إم دي" العام الجاري.

وفي يناير، قالت الشركة التايوانية إن قطاع "الحوسبة عالية الأداء"، حيث تتركز أعمال "إيه إم دي"، سيكون "محركاً رئيسيا للنمو" لشركة سبك الرقائق، وعلاوة على ذلك، قالت الرئيسة التنفيذية لشركة "إيه إم دي"، ليزا سو، في أحدث مكالمة أرباح، إن الشركة لديها "تصور جيد" بشأن حالة التوريد وتتوقع حدوث تحسن خلال النصف الثاني من عام 2021.

المنافسة مستمرة

وبالتأكيد لن تقف "إنتل" مكتوفة الأيدي، ويتوقع المحللون أن تطلق الشركة معالج خادم قريباً، ولكنه سيظل قائما على تكنولوجيا أقل تقدماً في صناعة الرقاقات، وبالتالي من غير المتوقع أن يقدم تحسناً كبيراً في الأداء.

ومن المقرر أن يتحدث المدير التنفيذي لشركة "إنتل"، بات جيلسنغر، يوم الثلاثاء عن أحدث الأعمال والخطط الهندسية للشركة.

وبغض النظر عما تنطوي عليه هذه الاستراتيجية، فهي ستستغرق سنوات لتلحق بالريادة التكنولوجية لشركة "إي إم دي"، وشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات.

وفي هذه الأثناء، لدى "إيه إم دي" الفرصة لأخذ الأعمال من "إنتل"، وولدت الأولى العام الماضي إيرادات بقيمة 10 مليارات دولار، وهو رقم لا يزال يشكل جزءاً صغيراً من إيرادات "إنتل" البالغة 78 مليار دولار.

وفي ظل تقديمها لمنتجات أفضل بكثير - والتنافس على نفس العملاء تماماً - لدى "إيه إم دي" فرصة جيدة لتضييق هذه الفجوة.