هدوء السياحة في جنوب شرق آسيا يخمد الطلب على النفط

تباطؤ السفر في جنوب شرق آسيا يضعف فرص استعادة الطلب على النفط سريعاً
تباطؤ السفر في جنوب شرق آسيا يضعف فرص استعادة الطلب على النفط سريعاً المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وصل الطلب على النفط والوقود في جنوب شرق آسيا إلى مرحلة ما بعد التعافي الأولي من الركود الناجم عن وباء كورونا، ويبدو أنَّه من غير المرجَّح أن يعود إلى مستويات ما قبل الفيروس حتى نهاية العام أو بعد ذلك.

إلا أنَّ الانتشار البطيء للتطعيمات، وعودة ظهور حالات في المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 700 مليون شخص تقريباً، يؤخِّران الجدول الزمني للعودة إلى العمل كالمعتاد.

ولا تزال هناك قيود على الحركة في أجزاء من إندونيسيا وماليزيا، في حين لا تزال المناطق السياحية الساخنة في تايلاند مغلقة.

ولم يحقق مركز الطيران في سنغافورة نجاحاً كبيراً في بدء "فقاعات السفر" مع دول أخرى، وميانمار تعاني من اضطرابات مدنية في أعقاب الانقلاب.

مبيعات الوقود لا تزال منخفضة

وفي هذا السياق، قالت شركة الطاقة المملوكة للدولة "بي تي بيرتامينا" إنَّ مبيعات الوقود الإندونيسي لا تزال أقل 7% تقريباً من مستويات ما قبل الوباء.

وتعافى الطلب الإندونيسي والماليزي على البنزين "بشكل كبير" منذ أبريل من العام الماضي، لكنَّ عمليات الإغلاق المتجددة أدَّت إلى تباطؤ الزخم، وفقاً لـ"إف جي إي"، إذ قال مستشار الصناعة، إنَّ استهلاك الديزل في إندونيسيا يجب أن يعود إلى طبيعته في الربع الثالث، لكنَّ الوضع في ماليزيا أقل وضوحاً.

وحول ذلك قال جرايسون ليم، وهو كبير محللي سوق النفط في"إف جي إي": "يجب أن نرى البنزين يعود إلى مساره للتعافي خلال شهري أبريل ومايو"، أي خلال فترة صيام المسلمين في رمضان، لكنَّ الطلب على الديزل هو "حقيبة مختلطة".

وقال"ليم"، إنَّ عمليات تشغيل المصافي يجب أن تستمر في التحسُّن، لكنَّها ستظل دون مستويات ما قبل الفيروس بحلول نهاية العام.

ويبلغ متوسط معدَّلات التشغيل الإندونيسي 800 ألف برميل يومياً هذا الربع، مقابل 900 ألف قبل الوباء، وفقاً لليم. فقد قال، إنَّ التدفُّقات الماليزية تبلغ حوالي 570 ألف برميل يومياً في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مما يعني انخفاضاً من 600 ألف برميل عما هو معتاد.

وفي تايلاند، من المرجَّح أن يرتفع الطلب على البنزين والديزل 1% فقط هذا العام مقارنة بعام 2020، وفقاً لـ"أي أر بي سي".


وقال متحدِّث باسم الشركة في ردٍّ عبر البريد الإلكتروني على الأسئلة، إنَّ شركة التكرير تخطِّط لزيادة معدَّلات التشغيل في مصنعها في مقاطعة رايونغ إلى 95% إلى 97% من طاقتها في النصف الثاني من 86% إلى 88% في الأشهر الستة الأولى.

من جهته، قال متحدِّث باسم شركة تكرير تايلاندية أخرى، وهي شركة"بانغ تشاك" (Bangchak Corp)، إنَّها تعيد تشغيل مصفاة تكريرها البالغة 120 ألف برميل يومياً هذا الشهر بعد الصيانة، وستديرها بكامل طاقتها بعد ذلك.

وتخطِّط شركة "بترون كورب" (Petron Corp)، وهي أكبر شركة نفط في الفلبين، لاستئناف العمليات في مصفاتها المعطَّلة خلال النصف الثاني في ظلِّ انتعاش مبيعات الوقود، بعدما أصبحت البلاد تستورد الوقود منذ إغلاق المصنع الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 180 ألف برميل يومياً في مايو الماضي.

وفي الوقت نفسه، قالت ساندرا أوكتافيا، وهي المحلِّلة في الشركة الاستشارية "إنيرجي أسبكتس" (Energy Aspects)، إنَّ الاحتجاجات المتفاقمة في ميانمار، تعني أنَّ واردات الوقود ستظل في حالة جمود إلى أن يتمَّ حل الوضع، ويتمكَّن المشترون من استعادة إمكانية وصولهم إلى التمويل.

جهود السفر

ومع ذلك، لا تزال الجهود تبذل لاستئناف السفر، لذلك أضافت إندونيسيا كلٌّ من باتام وبنتان إلى ترتيب ممر السفر مع سنغافورة، الذي من شأنه أن يسمح للزوار الأجانب بالعودة مرة أخرى إلى جزر المنتجع من أواخر أبريل، ويعدُّ هذا الترتيب هو الثاني بعد "بالي"، الذي يمكن إعادة فتحه في شهر يونيو.

وفي الوقت نفسه، قرَّرت تايلاند تقصير فترة الحجر الصحي الإلزامية للمسافرين الأجانب اعتباراً من الشهر المقبل.

ويمثِّل وقود الطائرات عامل تباطؤ في عملية تعافي المنتجات النفطية، في جنوب شرق آسيا، وعلى مستوى العالم.

وسيبقى الطلب على وقود الطائرات عند حوالي نصف مستويات ما قبل الفيروس حتى استئناف السفر الدولي، وفقاً لـ"أي أر بي سي".

وحول ذلك، قالت أوكتافيا، إنَّ الطلب على وقود الطائرات في آسيا ككلٍّ من غير المرجح أن يعود إلى مستويات عام 2019 حتى عام 2023.

وأوضحت أنَّ هوامش التكرير الآسيوية لا تزال منخفضة خارج الصين والهند، وهو أمر من غير المرجَّح أن يشجِّع على زيادات كبيرة في النشاط.

وخلصت أوكتافيا إلى أنَّه: "بالنسبة للمنطقة ككل، ستستمر معدَّلات التشغيل في النضال دون مستويات 2019 حتى يظهر الطلب الإقليمي- باستثناء الصين والهند- تحسُّناً جماعياً".