البنك الدولي يعتزم بيع أول سند للحياة البرية في العالم لحماية وحيد القرن

وحيد القرن الأسود في محمية "بيجيتا" بمقاطعة لايكيبيا. نانيوكي. كينيا. بموجب شروط سند وحيد القرن، سيتخلى المستثمرون عن الكوبون السنوي، وسيحصلون بدلاً من ذلك على رأس مالهم الأصلي إلى جانب تعويضات إضافية، تعتمد على نمو تجمعات فصيلة وحيد القرن خلال خمس سنوات
وحيد القرن الأسود في محمية "بيجيتا" بمقاطعة لايكيبيا. نانيوكي. كينيا. بموجب شروط سند وحيد القرن، سيتخلى المستثمرون عن الكوبون السنوي، وسيحصلون بدلاً من ذلك على رأس مالهم الأصلي إلى جانب تعويضات إضافية، تعتمد على نمو تجمعات فصيلة وحيد القرن خلال خمس سنوات المصدر: غيتي ايمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يعتزم البنك الدولي بيع سند لجمع الأموال بهدف زيادة أعداد وحيد القرن الأسود المهدد بالانقراض في جنوب أفريقيا.

وستكون الورقة المالية، التي تمتد لمدة خمس سنوات بقيمة 670 مليون راند (45 مليون دولار)، أول سند لحماية الحياة البرية في العالم. ويسعى البنك إلى بيع السند في منتصف العام الجاري. وسيتم تحديد عوائد المستثمرين من خلال معدل نمو أعداد الحيوانات في محميتين بجنوب أفريقيا، وفقاً لمشروع "رينو إمباكت إنفيستمنت بروجيكت"، وهو المبادرة التي أطلقتها جمعية علم الحيوان في لندن.

وقالت "رينو إمباكت" في وثيقة تشرح تفاصيل الاقتراح، إنها ستتمكن- في حال نجاح البيع- من توسيع البرنامج لحماية تجمعات وحيد القرن الأسود في كينيا بالإضافة إلى أنواع الحياة البرية الأخرى مثل الأسود، والنمور، والغوريلا، و"إنسان الغاب". كما يوفر البيع فرصة للأشخاص المهتمين بالمحافظة على الطبيعة، للحصول على عائد لقاء دعمهم، وربما إعادة استثمار أموالهم في مشاريع جديدة، بدلاً من تمويل تلك المشاريع عبر الوسائل التقليدية، أي عن طريق فاعلي الخير أو الحكومات.

وأضافت "رينو إمباكت": "تخطط آلية تمويل سندات الحفاظ على الحياة البرية المبتكرة إلى استخدام سندات البنك الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير الحاصلة على تصنيف ائتماني بدرجة AAA". الجدير بالذكر أن مجموعة "كريدي سويس" تقدم المشورة بشأن المشروع.

كما سيبيع البنك الدولي أيضاً سندات لصون الطبيعة بقيمة 100 مليون دولار في نفس الوقت، دون تحديد الغرض الذي سيتم استخدامها لأجله.

وبموجب شروط سند وحيد القرن، سيتخلى المستثمرون عن الكوبون السنوي، وسيحصلون بدلاً من ذلك على رأس مالهم الأصلي إلى جانب تعويضات إضافية، تعتمد على نمو تجمعات فصيلة وحيد القرن خلال خمس سنوات. وسيتم دفع أصل السند والعائد المحتمل عند الاستحقاق من قبل "مرفق البيئة العالمي"، الذي تلقى تبرعات من أكثر من 40 دولة، وتم تشكيله قبل قمة ريو للأرض في عام 1992.

ومن بين 29 ألف حيوان وحيد القرن في العالم تنتمي إلى الفصائل الخمسة، يوجد في جنوب أفريقيا حوالي 80% من فصيل وحيد القرن الأبيض، فيما انخفضت أعداد وحيد القرن الأسود إلى حوالي 5500 بعدما كانت 65 ألفا في عام 1970. كما يوجد وحيد القرن الأسود في أربعة بلدان أفريقية، تشمل جنوب أفريقيا، ويمكن أن يصل وزنه إلى 1.4 طن، أي أصغر بكثير من وحيد القرن الأبيض.

تزايد التجمعات

يتعرض وحيد القرن للتهديد من الصيد الجائر، والذي يرجع في الغالب إلى الطلب في فيتنام والصين على مسحوق قرونه، الذي يُعتقد أنه يعالج السرطان، ويُحسّن الفحولة.

وقالت ماريسا درو، كبيرة مسؤولي الاستدامة في "كريدي سويس": "عندما نعمل على هياكل مبتكرة مثل هذه، نبدأ على نطاق صغير ونأمل أن نتعلم من تجربتنا الأولى لكي نكبر بنجاح. كما نطمح بعد ذلك إلى توسعة ما نجده الأنسب".

تم تحديد محميتين تديرهما الدولة في جنوب أفريقيا وهما: "ادو إليفانت ناشيونال بارك"، و"غريت ريفير فيش نيتشير ريزيرف". وتمتد محمية "ادو" على مساحة تبلغ 1640 كيلومترا مربعا (633 ميلا مربعا) في مقاطعة "إيستيرن كيب"، بينما تمتد حديقة "غريت فيش" على مساحة 450 كيلومترا مربعا في نفس المقاطعة.

وقال نيك دي غويدي، مدير حديقة "آدو"، في مقابلة: "لم يكن من الممكن أن يأتي أمر البيع في وقت أفضل من هذا. علينا أن نعتني بوحيد القرن لأنه مهدد بالانقراض بشدة. يجب أن ننظر إلى الفكرة الكاملة لمشروع وحيد القرن على أنه مشروع استرشادي، يمكن تطبيقه على أي نوع آخر بعد ذلك".

وقال غويدي إن الهدف هو زيادة عدد التجمعات بنسبة 4% سنوياً، رافضاً تحديد أعداد حيوان وحيد القرن في "آدو" لأن هذه المعلومات يمكن أن يستخدمها الصيادون.

وقالت "رينو إمباكت" إنه قد يتم تحديد ثلاثة مواقع في كينيا بعد ذلك لعملية بيع السندات، وهي؛ "ليوا بورانا كونزيرفينسي"، و"أول بيجيتا كونزيرفينسي"، و"تسافو ويست ناشيونال بارك".

وفيما تعد الورقة المالية لوحيد القرن الأولى من نوعها، إلا أن ما يُعرف بسندات الاستدامة يتم استخدامها في تمويل مجموعة متنوعة من المشاريع البحرية ومصايد الأسماك في سيشيل، بالإضافة إلى تعليم الفتيات في المناطق الريفية بالهند.