انبعاثات من أحد المصانع (تلوث الهواء) بلومبرغ

مستثمرون يطالبون بإجراءات "صارمة" لإلزام الشركات بخفض الانبعاثات

المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

برغم انتشار الأحاديث حول الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية، لا يزال أكبر الملوِّثين في العالم بعيدين تماماً عن تحقيق هذا الهدف، وأظهرت نتائج التحليل الذي أجرته مبادرة "العمل المناخي +100" (Climate Action 100+) حول الطموحات المناخية للشركات، والتقدُّم المحرز نحو الانبعاثات الصفرية. وتُعرف (Climate Action 100+) بأنَّها مجموعة استثمارية تستهدف الضغط على أكبر الجهات المسببة للانبعاثات من أجل خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ووجد المستثمرون أنَّ الشركات البالغ عددها 159، التي خضعت للدراسة، لم تكشف بالكامل عن خططها للقضاء على صافي انبعاثاتها الكربونية. وفي حين أنَّ 83 شركة من بين تلك الشركات قالت، إنَّها تخطِّط للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050، إلا أنَّ نصف هذه الالتزامات يشمل الانبعاثات الناتجة عن العملاء الذين يستخدمون منتجاتهم.

طموح أكبر

وقالت ميندي لوبر، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "سيريس" (Ceres) غير الربحية للاستثمار المستدام، وعضو اللجنة التوجيهية بشأن مبادرة "العمل المناخي +100": "هناك حاجة ملحَّة لمزيد من العمل المؤسسي، وطموح أكبر في تسريع الاقتصاد المعتمد على الانبعاثات الصفرية، وضمان مستقبل آمن وجيد". وأضافت لوبر في بيان: "يتمتَّع أكبر مصدِّري الانبعاثات في العالم بفرصة العمل سريعاً لتمييز نفسها عن أقرانها، والمضي قدماً في خطط التحوُّل لتصبح شركات خالية من الانبعاثات".

ويضغط المستثمرون والحكومات والجمهور على الشركات العاملة في جميع القطاعات من أجل خفض الانبعاثات، وإعادة النظر في عملياتها لعالم منخفض الكربون.

وليس هناك من يعاني من ضغط أعظم من ذلك الذي تعاني منه شركات الوقود الأحفوري، التي تمثِّل نصيب الأسد من الانبعاثات، لأنَّ هذه الشركات مستهدفة من قبل مبادرة العمل المناخي، وهي مسؤولة عن أكثر من 80% من الانبعاثات العالمية، ولأنَّ العلماء قالوا، إنَّ هناك حاجة لخفض الانبعاثات بنحو 50% مع حلول عام 2030، والوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن لتجنُّب الآثار الأكثر كارثية لتغير المناخ.

و كشف المعيار القياسي للانبعاثات الصفرية التابع للمبادرة أنَّ ستَّ شركات فقط، بما فيها "أر دبليو إي إيه جي" (RWE AG)، و "توتال" (Total SE)، و "ربسول" (Repsol SA)، التزمت بشكل واضح بمواءمة نفقاتها الرأسمالية المستقبلية مع أهدافها طويلة الأجل لخفض الانبعاثات.

مصلحة شخصية

وفي الوقت نفسه، يشرف مجلس الإدارة في 139 شركة من الشركات التي تستهدف خفض الانبعاثات على قضايا تغير المناخ، لكنَّ ثلث هذه الشركات فقط يربط مكافآت المسؤولين التنفيذيين مباشرة بأهداف الشركة لخفض الانبعاثات.

وتأسست مبادرة "العمل المناخي +100" في عام 2017، وأصبح لديها الآن أكثر من 575 عضواً يديرون مجتمعين ما يصل إلى 54 تريليون دولار من الأصول. وتشترك المبادرة مع 167 شركة، من بينها "بريتش بتروليوم"، و "إكسون موبيل"، لتحسين الحوكمة، وخفض الانبعاثات، وتعزيز الإفصاحات المالية المتعلِّقة بالمناخ. ويضمُّ المعيار القياسي للانبعاثات الصفرية 159 شركة.

وتقول لوسي بينسون، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة "ريكلايم فاينانس" (Reclaim Finance)، إنَّ الشركات المسببة للانبعاثات ليست وحدها التي تتحرَّك ببطء لمعالجة مخاطر المناخ، بل إنَّ بعض المستثمرين يجرون أقدامهم للتعامل مع الأمر أيضاً.

وأضافت المديرة التنفيذي للمؤسسة غير الربحية المعنية بالبيئة: "المستثمرون بحاجة لرفع مستوى مشاركتهم في الأمر بشكل كبير. إذا كان المستثمرون لا يريدون القيام باللازم من أجل المناخ، فلنأمل أن يتخذوا الآن خطوات بدافع الحماية الشخصية من الأصول التي يمكن أن تتقطَّع بها السبل في المستقبل".