"البلوك تشين".. هل تحلّ لغز السفر بعد "كورونا"؟

تكنولوجيا البلوك تشين
تكنولوجيا البلوك تشين Bridget Bennett/Bloomberg
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسعى منظَّمة الصحّة العالمية، إلى الاستفادة من خبرة واحدة من أكثر دول العالم رقمنة لعملياتها، وذلك للمساعدة في إعادة الحياة إلى صناعة السفر الدولي، ومنع عدم التكافؤ في الحصول على التطعيمات بمجرد ظهور لقاحٍ مضادٍّ لفيروس "كوفيد-19".

وتتعاون المنظَّمة مع إستونيا، إحدى دول الاتحاد الأوروبي التي ساعدت في إيجاد تطبيق "سكايب"، التي يستخدم المواطنون فيها الإنترنت للتصويت الانتخابي.

ويهدف هذا التعاون إلى إصدار شهادات التطعيم بشكل رقمي، لإثبات حصول الركاب الدوليين على لقاح فيروس كورونا، والمساعدة في توزيع اللقاحات على الفئات ذات الأولوية أولاً.

وستعمد هذه الشهادات، بعد أن تُختبَر في مشروع تجريبي يعتمد على تقنية "البلوك تشين"، التي تُعدُّ أساس وجود العملات الرقمية مثل "بتكوين".

وأعلنت الدولة الواقعة في منطقة البلطيق أواخر سبتمبر، أنَّها توصَّلت إلى اتفاقية مع منظَّمة الصحة العالمية، ستُوقَّع أوائل أكتوبر. وتحمل هذه الأخبار آمالاً جديدة للشركات التي دمَّر الإغلاق أعمالها في جميع أنحاء العالم.

وستكون شركة الأمن السيبراني "Guardtime"، التي تأسست في إستونيا، ومقرُّها الرئيسي في سويسرا، مسؤولة عن البرنامج التجريبي الذي سيستمرُّ 12 أسبوعاً، ومن خلاله سيُسَجَّل عدد من الدول التي ستُعدُّ "رائدة" في المجال، لاختبار مدى نجاح الحل على مستوى العالم، بما في ذلك في المناطق الأكثر فقراً، وفق ما ذكره "آين أفيكسو"، رئيس القسم المختص بالشركة في العاصمة الإستونية تالين.

يقول أفيكسو: "معظم حلول "البلوك تشين" الأخرى عبارة عن مشاريع، تُفحَص بالمعامل على مستوى ضيِّق، إذ من الصعب توسيع نطاق اختباراتها لتشمل مليارات الأشخاص".

ويضيف: "ما نقدِّمه لمنظمة الصحة العالمية هو السرعة، فقد جرى اختبار الحل الجديد بالفعل مِن قِبَل الحكومة الأمريكية، وعدد من شركات الاتصالات وغيرها، لينضمَّ عدد هائل من الأطراف في إطار يحافظ على استقرار النظام المعمول به".

ويتوقَّع أفيكسو أن تتفوَّق شركة "Guardtime" على المنافسين في هذا الاختبار، من جهة سرعة التنفيذ، بعام على الأقل.

جواز المناعة

ومع عدم توافُر لقاح لفيروس كورونا حتى الآن، ظهرت مقترحات لإصدار "جواز مناعة" للأشخاص الذين يحملون أجساماً مضادة، مما سيسمح لهم بالسفر، أو العودة إلى العمل، على افتراض أنَّهم في مأمن من العدوى مجدداً، لكنَّ منظَّمة الصحة العالمية حذَّرت في أبريل 2020 من أنَّ مجرَّد فكرة أنَّ هؤلاء الأشخاص لديهم مناعة من الإصابة لمرة ثانية، قد لا تكون كافية أو فعالة.

يقول أفيكسو: "إنَّ منظمة الصحة العالمية لا تشكّك في الشهادات بشكل عامّ، ولكنَّها تشكِّك بشأن ما يعتمد منها". ويضيف: "عندما يُسمح بإدخال لقاح إلى السوق، سيكون فعَّالاً. لذا فمن المنطقي التصديق على التطعيم كحقيقة، ومن ثَمَّ وضع قواعد إصدار الشهادات بناءً عليه حينئذ".