طريق الحرير الرقمي.. كيف ستواجه واشنطن المشروع الصيني الجديد؟

كيف ستواجه واشنطن مخاطر طريق الحرير الصيني؟
كيف ستواجه واشنطن مخاطر طريق الحرير الصيني؟ المصدر: بلومبرغ
Peter Coy
Peter Coy

Peter Coy is the economics editor for Bloomberg Businessweek and covers a wide range of economic issues. He also holds the position of senior writer. Coy joined the magazine in December 1989 as

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لم يكن الوباء أمراً جيداً لمبادرة الحزام والطريق الصينية، إذ قالت وزارة الخارجية الصينية إن الفيروس "أثّر بشكل خطير" على خُمس المشاريع التابعة للمشروع الصيني المحرّك للبنية التحتية.

وطلبت دول جيبوتي ولاوس وجزر المالديف وباكستان وزامبيا، بالإضافة إلى دول أخرى، من الصين إعادة التفاوض، أو التنازل عن قروض متعلقة بالحزام والطريق. وتمكنت بالفعل قيرغيزستان وسريلانكا من انتزاع امتيازات.

لكن مبادرة الحزام والطريق لن تختفي، إذ يقول تقرير فريق عمل مجلس العلاقات الخارجية الصادر في 23 مارس، إن الصين تتخذ قرارات إقراض أكثر صرامة، مع قلة التركيز إلى حد ما على الإنشاءات الشاقة، فيما تسعى لزيادة التركيز على التكنولوجيا الرقمية.

التقرير المؤلف من 190 صفحة، تحت عنوان "الحزام والطريق الصيني: التداعيات على الولايات المتحدة"، الذي كتبه جينيفر هيلمان وديفيد ساكس، من مجلس العلاقات الخارجية، جاء بناءً على نتائج فريق عمل مستقل برئاسة وزير الخزانة السابق جاكوب لو، والأدميرال المتقاعد غاري روغيد.

تهديد أكبر

إلى الولايات المتحدة، يُعَدّ تحديد الاستجابة الفعالة لمبادرة الحزام والطريق معقداً، إذ سعت إدارة أوباما للانخراط البناء مع الصين. ومع تعاظم مبادرة الحزام والطريق، أصبحت هذه المبادرة تشكّل تهديداً أكبر، وكانت إدارة ترمب تتبع نهجاً صدامياً أكثر، لكن دون دعم الحلفاء.

وتهدف إدارة بايدن إلى بناء جبهة أكثر توحيدًا للأمم بهدف مواجهة النفوذ الصيني. ويعكس تقرير مجلس العلاقات الخارجية صعوبة تحقيق التوازن الصحيح، ويقول إن ردّ الولايات المتحدة "كان قصيراً جداً ومتأخراً للغاية"، لكنه يقول أيضاً إن "الإدانة الشاملة للجميع من شأنها المخاطرة باستبعاد الشركاء".

لقد كانت التوترات بين الولايات المتحدة والصين واضحة في 19 مارس عندما تبادل الجانبان شكاوى خلال اجتماع استمر لساعات في فندق في أنكوراج بألاسكا. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للصحفيين بعد ذلك الاجتماع: "توقعنا إجراء محادثات صعبة ومباشرة حول مجموعة واسعة من القضايا، وهذا بالضبط ما أجريناه".

وفرضت الولايات المتحدة قيوداً على مبيعات معدات الشبكة اللا سلكية للجيل الخامس (5G) من إنتاج شركة "هواوي" وغيرها من الموردين الصينيين، وحاولت إقناع دول أخرى بالمضي قدماً في نفس الاتجاه. لكن تقرير مجلس العلاقات الخارجية يوضح أن طريق الحرير الرقمي (الجزء التقني من الحزام والطريق) يتجاوز الشبكات اللا سلكية تلك.

صفقات سلاسل التوريد

ويشمل الأمر، من بين أشياء أخرى، تطبيقات "أليباي" التابعة لمجموعة "آنت غروب"، وتطبيقات الدفع عبر الأجهزة المحمولة "وي تشات باي" من "تينسنت". وفي حين أن "آنت غروب" و"تينسنت" شركتان خاصتان، يذكر التقرير أنهما "غالباً ما تستخدمان علامة (مبادرة الحزام والطريق) أو (طريق الحرير الرقمي)، للحصول على دعم سياسي محلي لتوسعهما التجاري في الخارج والاستفادة من إمكانية الوصول إلى الأسواق الذي توفّره مشاريع مبادرة الحزام والطريق".

وفي حال نجاح الدفع الذي تمارسه الصين بشأن سلاسل التوريد (بلوكتشين)، فيمكن أن يشكّل تهديداً خطيراً لمصالح الولايات المتحدة. وإليك فقرة حول ذلك من التقرير تقول: "وتركز بكين أيضاً على صفقات سلاسل التوريد، إذ يعتقد القادة الصينيون أن تقنية سلاسل التوريد ستكون البنية التحتية التأسيسية للابتكار التكنولوجي المستقبلي، وفي عام 2020 أطلقت بكين (شبكة خدمة سلاسل التوريد - BSN)، وصُمّمت هذه الشبكة للاستفادة من تقنية سلاسل التوريد لتزويد مطوّري البرامج ببديل أرخص من عروض مساحة تخزين الخادم الحالية".

وانضمّ عدد من مشاريع سلاسل التوريد الرئيسية إلى "شبكة خدمة سلاسل التوريد"، إذ أدمجت سلاسلها الخاصة معها، وبالتالي تمكين المطورين من إنشاء تطبيقات أكبر على "شبكة خدمة سلاسل التوريد"، وأقلّ تكلفة.

كيفية المواجهة

ويسمح هذا التكامل أيضاً لبكين بجعل هذه "الأنابيب الدولية"، بما في ذلك البنية التحتية للشبكة في أستراليا والبرازيل وفرنسا واليابان وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة، تحت نفوذها. وكما أشار المستند التقني لـ"شبكة خدمة سلاسل التوريد" الصيني، فإنه "بمجرد نشر (شبكة خدمة سلاسل التوريد) عالمياً، ستصبح شبكة البنية التحتية العالمية الوحيدة التي ابتكرتها مستقلّةً الكياناتُ الصينية التي يُتحكَّم في الوصول إليها كشبكة تديرها الصين".

ووفقاً للتقرير، فإن مبادرة الحزام والطريق "تشكّل تحدياً كبيراً لمصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والسياسية وتغير المناخ والأمن والصحة العالمية". ويخلص التقرير إلى أن الولايات المتحدة يجب أن لا تحاول "الردّ على نشر الصين الأموال بالفعل بالمثل، أو عند بناء الصين مشروعاً لا يتعين الردّ بمشروع مشابه".

ويشير التقرير إلى أنه بدلاً من ذلك، على الولايات المتحدة التركيز على المجالات التي يمكن أن تقدّم فيها "بديلاً مقنعاً"، إما بمفردها وإما مع الدول ذات التفكير المماثل.

ومن التوصيات المحددة "إعادة تنشيط البنك الدولي حتى يتمكن من تقديم بديل أفضل لمبادرة الحزام والطريق"، والتحسين ثم الانضمام إلى الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ، التي أتت بعد اتفاقية التجارة التي أسقطها الرئيس ترمب منذ بداية وصوله إلى البيت الأبيض.