خاصية سرية غير مفعّلة في "HomePod mini" من "أبل".. تعرف عليها

"هوم بود ميني" من شركة "أبل"
"هوم بود ميني" من شركة "أبل" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تم إطلاق مكبر الصوت من نوع "هوم بود ميني" (HomePod mini) من شركة "أبل" في شهر نوفمبر الماضي بميزات جديدة مثل نظام الاتصال الداخلي بالمنزل، إلا أن خاصية واحدة في هذا الجهاز ظلت "سرية"، وهي وجود مستشعر يقيس درجة الحرارة والرطوبة.

لم يكشف عملاق التكنولوجيا في مدينة كوبرتينو في ولاية كاليفورنيا عن هذا المُكّون مطلقاً في جهازه الذي يفتقر حالياً إلى ميزات يمكن أن يستخدمها المستهلك.

وبناءً على ما قالته مصادر مطلعة، كانت الشركة قد ناقشت داخلياً استخدام المستشعر لتحديد درجة حرارة الغرفة ورطوبتها حتى تتمكن مُنظِمات الحرارة المتصلة بالإنترنت من ضبط أجزاء مختلفة من المنزل بناءً على الظروف الحالية.

ويمكن لمعدات جهاز "هوم بود ميني" تشغيل أغراض أخرى تلقائياً مثل تشغيل مروحة أو إيقاف تشغيلها، حسب درجة الحرارة.

وفي حال قامت شركة "أبل" في النهاية بتفعيل المستشعر، فإنها ستعزز استراتيجية المنزل الذكي التي تفتقر أحياناً إلى التركيز وتتخلف فيها عن المنافسين.

فمكبرات الصوت "إيكو" من شركة "أوزون" تحتوي على مستشعرات درجة الحرارة، بينما تبيع علامة "غوغل نيست" التجارية مستشعرات يمكن وضعها حول المنازل تستطيع الاتصال بمُنظِمات الحرارة الخاصة بها لضبط درجة حرارة كل غرفة.

"هوم كيت"

تأتي الإمكانيات الجديدة على شكل نعمة بالنسبة لنظام برمجيات شركة "أبل" "هوم كيت" (HomeKit) الذي يتحكم في مُنظمات الحرارة والأضواء والأقفال والمقابس والأجهزة الأخرى في المنزل.

ويعمل نظام "هوم كيت" باستخدام أدوات أقل من البرامج المماثلة لشركتي "أمازون" و"غوغل". ولا تصنع شركة "أبل" أجهزتها المنزلية الذكية بخلاف "هوم بود" وتلفزيون "أبل". ومع ذلك، هناك نحو 40 منظِم حرارة معروض على الموقع الإلكتروني لشركة "أبل" يتوافق مع نظام "هوم كيت".

وقد تم وضع المستشعر، والذي يبلغ حجمه 1.5 ملم × 1.5 ملم، في الحافة السفلية من علبة "هوم بود ميني" البلاستيكية المغلفة بالقماش بالقرب من سلك الكهرباء.

وتم تأكيد موقع المكون هذا من قبل شركة "آيفيكسيت"، والتي فككت أحد مكبري الصوت بعد استفسار من "بلومبرغ نيوز".

وبناء على ما أفادته شركة "تيك إنسايتس"، وهي شركة تحلل العناصر والمركبات داخل الإلكترونيات، فقد تم تصنيع المستشعر بواسطة شركة "تكساس انسترامينتس" (Texas Instruments Inc) ويطلق عليه اسم مستشعر الرطوبة ودرجة الحرارة "اتش دي سي 2010" (HDC2010) الرقمي.

ويقع هذا المركب بعيدا نسبياً عن المكونات الداخلية الرئيسية للجهاز، مما يعني أنه مصمم لقياس حرارة البيئة الخارجية بدلاً من درجة حرارة الأجهزة الإلكترونية الأخرى للسماعة. وتشتمل العديد من الأجهزة المحمولة على مستشعرات يمكنها تشغيل الجهاز لإبطاء الأداء أو تعطيل الميزات لإيقاف ارتفاع درجة حرارة المكونات.

تقنيات خامدة سابقة

وعلى الرغم من ندرة حدوثها، إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها شركة "أبل" بتضمين قطعة تقنية خامدة في أجهزتها.

وكان جهاز "آي بود توتش" (iPod touch) لعام 2008 مزوداً بشريحة "بلوتوث"، إلا أنه تم دعم اتصال "البلوتوث" في العام التالي من خلال برنامج.

وعادةً ما تصدر شركة "أبل" تحديثات برامج "هوم بود" الرئيسية سنوياً في فصل الخريف، إلا أنه من غير الواضح بعد ما إن كانت الشركة ستقوم بتفعيل مستشعر درجة الحرارة أم لا ومتى ستفعل ذلك إن كانت قد قررت تفعيله.

إلا أن وجود مستشعر الحرارة في وحدات "هوم بود" الصغيرة التي تم بيعها بالفعل يشير إلى أن الأمر مجرد مسألة وقت. يذكر أن متحدثة باسم شركة "أبل" امتنعت عن التعليق على الموضوع.

سوق المنازل الذكية

ولم يكن لدى شركة "أبل" أي عروض جادة في سوق المنازل الذكية حتى عام 2018 مع طرحها لجهاز "هوم بود" الأصلي، والذي تم إيقافه مؤخراً بعد تسجيل مبيعات منخفضة.

ويشعر بعض صانعي القرار في الشركة بالقلق من أن الوقت قد فات على شركة "أبل" للدخول بقوة في هذا القطاع، خاصة وأنها تركز على فئات جديدة أخرى مثل سماعات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والسيارات الكهربائية ذاتية القيادة. ولكن يعتقد آخرون أن الشركة يمكن أن تأخذ وقتها وسيظل اهتمام العملاء موجوداً.

ويلقي بعض المطلعين باللوم على عدم إحراز تقدم في الشركة حتى الآن على خدمة "سيري" (Siri)، وهي خدمة التعرف على الصوت من شركة "آبل" والتي على الرغم من تحسنها، لا تزال تتخلف عن مساعد "غوغل" و"أليكسا" من شركة "أمازون".

وأفاد مصدر مطلع طلب عدم ذكر اسمه، أنه مهما كان السبب، لم تظهر حتى الآن أي استراتيجية موحدة. ويأتي هذا بعد أن سعت شركة "أبل" إلى تجديد جهودها في دخول عالم المنازل الذكية بفريق جديد بدأت في تشكيله في عام 2019.

وتواصل شركة "أبل" استغلال هذه الفرصة من خلال إجراء تحديثات على الأجهزة الفردية. فقبل إيقاف جهاز "هوم بود" الأكبر حجماً، كانت الشركة تعمل على إصدار محدّث في عام 2022. كما أنها تعمل على تطوير مكبرات صوت جديدة مزودة بشاشات وكاميرات، ولكن إطلاقها ليس وشيكاً.

وتعمل شركة "أبل" أيضاً على تحديث لجهاز فك التشفير من تلفزيون "أبل". ولكن حتى يحين الوقت ويتحقق كل هذا، من المحتمل أن تحاول شركة "أبل" تفعيل معظم الوظائف في جهاز "هوم بود ميني".