بنوك استثمار: الغموض يكتنف مصير الليرة التركية

مواطنان أمام لوحة عليها سعر صرف الليرة التركية مقابل العملات الرئيسية في محل صرافة بمدينة اسطنبول التركية
مواطنان أمام لوحة عليها سعر صرف الليرة التركية مقابل العملات الرئيسية في محل صرافة بمدينة اسطنبول التركية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أصبحت التنبؤات بمستقبل الأسواق الناشئة مهمة صعبة، وبالنسبة لتركيا، شبه مستحيلة.

وتراجع الخبراء الاستراتيجيون في البنوك عن توقعاتهم بصعود العملة التركية، بعد أن أقال الرئيس رجب طيب أردوغان محافظ البنك المركزي، مما جعلهم يجهلون مستقبل الليرة.

ويستخدم بعض الخبراء الأزمات الماضية دليلا، بينما يراقب البعض الآخر بحثا عن أدلة على أن البنك المركزي التركي يدعم العملة ويدرس سوق المقايضات.

وتكمن الصعوبة في أنه رغم تعهد المحافظ الجديد للمركزي التركي شهاب قاوجي أوغلو بتحقيق استقرار الأسعار، يقول المحللون إنه من المرجح أن يتبع رغبات أردوغان ويبدأ في خفض أسعار الفائدة في مرحلة ما، رغم صعود التضخم.

وكانت الليرة، العملة الأكثر تراجعا في الأسواق الناشئة يوم الجمعة.

إجماع على تراجع العملة التركية

وتعني تقلبات السياسة وخطر حدوث مزيد من الاضطرابات أن التوقعات بشأن مستقبل العملة التركية بمثابة تخمين.

وإذا كان هناك أمر واحد يتفق عليه المحللون، فهو أن الليرة من المحتمل أن تتجه نحو الانخفاض.

وتتوقع بنوك "سوستيه جنرال" و"كومرتس بنك إيه جي" و"رابوبنك" انخفاض العملة التركية بنحو 20%.

وحدد "كومرتس بنك إيه جي" توقعاته بشأن العملة التركية نهاية 2021 عند 10 ليرات لكل دولار.

وقال أولريش لوختمان، رئيس إستراتيجية العملة في فرانكفورت، إنها مجرد طريقة لوصف احتمالية "ضعف الليرة المتصاعد.. نجد أنه من المستحيل تحديد نقطة فاصلة دقيقة".

وأقال أردوغان محافظ البنك المركزي ناجي إقبال المؤيد لسياسات السوق الحرة صباح السبت الماضي، وهي خطوة صادمة تسببت في انخفاض الليرة بنسبة تصل إلى 15%.

وأعرب المحافظ الجديد في وقت سابق عن دعمه لموقف الرئيس غير التقليدي بأن أسعار الفائدة المرتفعة تؤدي إلى صعود التضخم.

لكن الإجراءات التي يتخذها أوغلو في النهاية غير مؤكدة.

وأفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية يوم الأربعاء الماضي، أن المحافظ الجديد للمركزي التركي تعهد بالاستمرار في السياسة النقدية والحفاظ على الإطار التشغيلي الحالي، كاشفة عن عقد اجتماع بين السلطة النقدية والبنوك التجارية.

وتراجعت العملة التركية بنسبة 1% مقابل الدولار إلى 8.0253 بحلول الساعة 3:33 مساء (بالتوقيت المحلي) في اسطنبول، لتصل نسبة التراجع على مدار الأسبوع لأكثر من 10%، وهو أكبر انخفاض لها منذ ذروة انهيارها في أغسطس 2018.

وتتصور فينيكس كالين، مديرة استراتيجية الأسواق الناشئة في "سوسيتيه جنرال" بلندن، سيناريو تستمر فيه الليرة بالانخفاض خلال الأشهر المقبلة، مما يجبر صانعي السياسات في نهاية المطاف على التدخل بتطبيق "إجراءات سياسية صارمة" بعد انخفاض يتراوح بين 20% و40%. وتتوقع أن العملة التركية ستنخفض بنحو 18% إلى 9.7 ليرة أمام الدولار بحلول يونيو 2021.

دعم الليرة من الاحتياطيات الأجنبية

ويتوقع هنريك جولبرج انخفاض العملة التركية إلى 9.25 ليرة أمام الدولار في غضون الأشهر الستة المقبلة، وعندها سيرفع البنك المركزي أسعار الفائدة.

وجولبرج هو خبير الاقتصاد في "كوكس بارتنرز" (Coex Partners Ltd) بلندن عمل على دراسة تاريخ الليرة بالرجوع حتى 2011.

وخلال نوبة ضعف الليرة الأخيرة في 2020، أنفقت تركيا أكثر من 100 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية لدعم العملة، وفقا لتقرير صادر عن بنك الاستثمار العالمي "غولدمان ساكس". ولهذا السبب يراقب بير هامرلوند، كبير استراتيجيي الأسواق الناشئة في "إس إي بي" (SEB AB) في ستوكهولم، مؤشرات التدخل من جانب المركزي التركي لرسم مسار الليرة.

وببحث هامرلوند في سوق المقايضات والفرق بين الأصول والخصوم الأجنبية للبنك المركزي. يرى أن العملة التركية ستصل إلى 8.50 ليرة أمام الدولار في غضون شهر، قبل أن تنخفض بوتيرة مماثلة، بسبب التضخم، مما يعني مستويات من 9.10 إلى 9.20 ليرة أمام الدولار في غضون 12 شهرا.

وقالت كالين من سوسيتيه جنرال "كمحللين، نواجه درجة عالية بشكل غير عادي من عدم اليقين فيما يتعلق بشكل السياسة المستقبلية"، مضيفة أن المحافظ الجديد "غير معروف نسبيا".