بافيت يرصد 8.3 مليار دولار لقطاع الكهرباء

تقدمت شركة "بيركشاير هاثاواى" المملوكة للملياردير الشهير وارن بافيت، باقتراح خطة لبناء عديد من محطات الغاز الطبيعي الجديدة بتكلفة 8.3 مليار دولار لمساعدة تكساس على تجنب تكرار انقطاع التيار الكهربائي مجدداً مثلما حدث في فبراير.

وحسب العرض الذي اطلعت عليه "بلومبرغ"، تلتمس المجموعة العملاقة من المشرعين بالولاية الموافقة على خطة تأسيس شركة جديدة لإنشاء محطات للغاز ومحطات طوارئ لتخزينه، من شأنها إضافة نحو 10 غيغاوات لسعة الشبكة، وهو ما يمكّن مشغل شبكة كهرباء تكساس من التحكم في المحطات والاستفادة منها لمنع حدوث انقطاع للتيار الكهربائي كالذي حدث من قبل تاركاً أكثر من 4 ملايين منزل وشركة غارقين في الظلام.

وقال كريس براون، المدير التنفيذي لمجموعة "بيركشاير"، في مقابلة: "نريد بالفعل التأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى، لذلك نسعي حقاً لتحقيق شراكة مع الدولة. الاقتراح بسيط، إذ يجب أن يكون لدى سكان الولاية مصدر موثوق للطاقة الاحتياطية".

و إذا نجحت الشركة في الضغط لإقرار خطتها، فستضيف تكساس قدراً هائلاً من السعة الجديدة التي تعمل بالغاز، في وقت يحاول فيه الرئيس جو بايدن تحويل البلاد بعيداً عن الوقود الأحفوري، وفي ولاية تستثمر بكثافة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وبموجب الاقتراح، سيدفع عملاء شبكة تكساس للطاقة رسوماً لتغطية تكاليف المحطات. وفي مقابل تنفيذ الاستثمار، تقترح "بيركشاير" حصولها على عائد قدره 9.3%، الأمر الذي قد يتطلب موافقة هيئات التنظيم التابعة للدولة.

فرص ضئيلة

وأكد ديد فيلان، المتحدث باسم رئيس مجلس النواب في تكساس، أن المكتب تلقى تفاصيل العرض والتقى شركة "بيركشاير" بشأن الخطة.

وقال آندي ديفريز، محلل المرافق في شركة "كريديت سايتس" لأبحاث الائتمان: "نرى فرصة ضئيلة أو معدومة لموافقة ولاية تكساس على اقتراح بافيت. لو كانوا سينفقون هذا المبلغ من المال -وهو مبلغ كبير- لفعلوا ذلك مع شركات تكساس".

وكانت صحيفة "دالاس مورنينغ نيوز" أول من تَحدَّث عن خطة "بيركشاير" في وقت سابق.

وحدث الانقطاع التاريخي للكهرباء في ولاية تكساس خلال عاصفة شتوية قوية و نادرة أدت إلى ارتفاع كبير في الطلب على الكهرباء، إذ توُفّي ما لا يقل عن 110 أشخاص في البرد، وبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية 129 مليار دولار.

ووفقاً لما جاء في العرض التوضيحي، ستطلق "بيركشاير"على شركتها المقترحة اسم "ذا تكساس ريليابليتي" (The Texas Reliability Corp)، ويمكن وضع خطتها موضع التنفيذ بحلول شتاء عام 2023. وحسب الشركة، سيكلف الاقتراح أقلّ من تهيئة محطات الطاقة في الولاية لاستقبال فصل الشتاء، أو إنشاء ما يسمى بسوق السعة، حيث يُدفَع أجر لمحطات توليد الطاقة لتوفير الإمدادات في السنوات المقبلة.

ضمانات للعملاء

وقالت الشركة إن السعة الإضافية التي تطمح "بيركشاير" إلى إنشائها ستضمن عدم انقطاع الكهرباء عن أي عميل لأكثر من ثلاث ساعات، كما ستقدّم "ذا تكساس ريليابليتي" ضمانة للأداء بقيمة 4 مليارات دولار يدفعها الطرف المقابل والمصنف استثمارياً.

وقال جوش برايس، المحلل في "هايت سيكيوريتيز"، إنه "متشكك" في أن الفكرة ستحظى بقبول المشرعين.

وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني: "السؤال الرئيسي سيكون: هل صانعو السياسة على استعداد للتخلي عن المبادئ القائمة على السوق، إذا كان النهج غير التنافسي سيكون أكثر فاعلية من حيث التكلفة؟".