رسوم تغيير رحلات الطيران التي ألغاها "كورونا" قد تختفي للأبد

مسافرون يعبرون أمام طائرة تابعة لشركة "أمريكان إيرلاينز" في مطار تلسا الدولي بولاية أوكلاهوما
مسافرون يعبرون أمام طائرة تابعة لشركة "أمريكان إيرلاينز" في مطار تلسا الدولي بولاية أوكلاهوما المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

رسوم تغيير رحلات الطيران أصبحت ذكرى قديمة من فترة ما قبل الوباء، ويجب أن تظلَّ كذلك.

فقد ولَّدت تلك الرسوم لشركات الطيران الأمريكية في عام 2019 إيرادات بقيمة 2.8 مليار دولار من العملاء الذين يغيِّرون حجز الرحلة، وفقاً لوزارة النقل الأمريكية، وتطبق الرسوم عادة حتى إذا كان التغيير لسبب شخصي أو عائلي طارىء، ولكن عندما فرض فيروس كورونا على شركات الطيران أكبر حالة طارئة واجهها القطاع على الإطلاق، أجبرهم على مراجعة هذه الرسوم المرهقة.

وتحرَّكت شركة "يونايتد إيرلاينز" أولاً، وأعلنت في أغسطس أنَّها ستتخلى بشكل دائم عن رسوم التغيير البالغة 200 دولار على أغلب التذاكر المحلية، وبعد ذلك بيوم واحد، حذت "دلتا إير لاينز "، و"أمريكان إيرلاينز غروب" حذوها (لم تفرض "ساوث ويست إيرلانيز " رسوماً على تغيير الرحلات أبداً).

ومع استمرار تفشي الوباء، صعَّدت "أمريكان" موقفها في نوفمبر، وتخلَّت أيضاً عن رسوم تغيير بعض الرحلات الدولية التي كانت تصل في السابق إلى 750 دولاراً، وتبعتها "دلتا"، و"يونايتد" كذلك خلال وقت قصير.

وبدا الأمر وكأنَّهم تذكَّروا أنَّ أعمالهم تقع ضمن قطاع خدمة العملاء.

ماذ يعني الإلغاء بشكل دائم؟

وقال سكوت كيربي، المدير التنفيذي لـ"يونايتد" أوائل الشهر الجاري في مؤتمر نظَّمه "جي بي مورغان تشايس آند كو": "كان الطريق الوحيد الذي يضمن نجاحنا على المدى البعيد مع العملاء هو إلغاء هذه الرسوم.. ولذلك ألغيناها بشكل دائم"، ولكن هنا يكمن السؤال؛ ماذا تعني حقاً "بشكل دائم".

هناك الكثير من الأموال على المحكِّ هنا، وتحتاج شركات الطيران المسافرين أكثر من حاجة المسافرين لشركات الطيران في الوقت الحالي، ولكن هذه الآلية ستنقلب مع الوقت، كما أنَّ عزم شركات الطيران على التخلي عن هذه الرسوم الإضافية قد يضعف، ومع ذلك، فإنَّ هذا يعدُّ واحداً من التغيُّرات الناتجة عن الوباء التي ينبغي أن تبقى، وعلى الأرجح ستظل.

وأحد أسباب ذلك أنَّ العديد من ركاب شركات الطيران الأمريكية هم من دافعي الضرائب الأمريكيين الذين قدَّموا أكثر من 50 مليار دولار كمساعدات للإبقاء على العاملين في القطاع خلال الأزمة، وبالتالي من مصلحة شركات الطيران أن تتخذ خطوات تجعلها أكثر صداقة للعميل على الأقل حتى لا يثير الدعم الحكومي مطالبات بإصلاحات أكبر، وقد يخلق صفع المسافرين مجدداً برسوم سوء نية لا داعي لها، وقد تتدهور المعنويات أيضاً، وعانى الموظفون في شركات الطيران الذين ما فرضوا أي رسوم تغيير رحلات بما يكفي خلال الوباء من المخاطرة بحياتهم للذهاب إلى العمل، وإجبار المسافرين على الالتزام بارتداء الأقنعة الطبية، والاعتماد على السخاء المتقلِّب للكونغرس في أمنهم الوظيفي.

وبالفعل، وكما أوضح كيربي من "يونايتد"، فإنَّ التحوُّل عن رسوم التغيير يتعلَّق بثقافة الشركة بقدر تعلقه بالعملاء نفسه، وقال: "لقد شهدنا على مدار 3 سنوات حالة أن يأتي لك عميل، ويقول "مرحباً، توفيت جدتي، وأحتاج لتغيير رحلتي"، وكنا نقول "حسناً، شكراً لك سيدي يمكنك تغيير رحلتك، ولكن يتعيَّن عليك دفع 200 دولار". وقال: "لقد أجبرنا موظفينا على الدفاع عمَّا لا يمكن الدفاع عنه، وهو ما خلق بيئة منهكة".

وتعدُّ رسوم تغيير الرحلات كذلك بمثابة أعمال سيئة، وأياً كانت الغرامات التي تفرضها شركات الطيران، فهي تخاطر بفقدان الحصة السوقية، و كانت شركات الطيران مراراً أكثر تساهلاً مع تغيير الرحلات من قبل المسافرين الدائمين مرتفعي القيمة لأغراض العمل، ولكن يهدد العام الذي أجبر الجميع على إجراء اجتماعات افتراضية بالقضاء بشكل دائم على جزء على الأقل من هذا السوق.

الطيران منخفض التكلفة

ويعدُّ السفر لأغراض الترفيه هو الأهم في الوقت الحالي، وتجمع شركتا طيران منخفض التكلفة، تخدم أسواق الشمس والثلج - "فرونتير غروب هولدينغز إنك"، و"صن كانتري إيرلاينز هولدينغز إنك" - رؤوس أموال جديدة عبر الطروحات الأولية للجمهور.

ويقول ويليام سويلبر، مستشار طيران ومدير في "هواويان هولدينغز إنك" في مقابلة: "ستلتهم شركات الطيران منخفض التكلفة بشدَّة السوق المحلي، كما أنَّهم لن يفرضوا رسوماً على تغيير الرحلات.. ومن الصعب رؤية هؤلاء الذين ألغوا رسوم التغيير يعودون إليها مرة أخرى".

وهذا لا يعني أنَّ شركات الطيران لن تقوم بأيِّ شيء تجاه تغيير الرحلات في اللحظة الأخيرة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ شركة "دلتا"، و"يونايتد"، و"أمريكان" جميعها استثنت أرخص التذاكر "الاقتصادية" من سياساتها المرنة الجديدة.

وقد تخضع الرحلات القادمة من وجهات دولية أيضاً لغرامات، لذا يتعيَّن عليك قراءة مطبوعة الغرامات، فعلى سبيل المثال، تتخلى "يونايتد" عن رسوم التغيير على الرحلات المقلعة من الولايات المتحدة، بينما تلغيها "دلتا" على الرحلات من أمريكا الشمالية، أما "أمريكان" فتقدِّم هذه الميزة على الرحلات المقلعة من أمريكا الشمالية والجنوبية على حدٍّ سواء.

ومع ذلك، لا يزال يتعيَّن على المسافرين دفع فارق الأسعار، وعادة ما تنتهي النقاط بعد عام، وقد تقوم شركات الطيران بخفض وسائل الراحة للركاب الآخرين للتعويض عن الرسوم المفقودة، فلا تزال شركات الطيران في النهاية شركات طيران، ولكن يبدو أنَّ رسوم تغيير الرحلات كما عرفناها قد انتهت.