أسبوع حاسم يواجه المتداولين بأكبر سوق للسندات في العالم

الانتخابات الأمريكية
الانتخابات الأمريكية بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

دخل أكبر سوق للسندات في العالم في أسبوع حاسم تمتد آثاره إلى ما بعد المعركة المثيرة على كرسي حاكم البيت الأبيض.

وفيما ينتظر العالم انتخابات الغد 3 نوفمبر؛ إلا أنه لن يكون بإمكان المستثمرين معرفة هوية الفائز في هذه الليلة أو من سيسيطر على الكونغرس.

ولكن لدى المستثمرين أمورا أكثر بكثير ليقلقوا بشأنها بدءاً من الصباح التالي مباشرة للانتخابات؛ عندما تكشف وزارة الخزانة الأمريكية عن خططها لإصدار السندات الفصلية، وسط مخاطر تأرجح حاد للعائد بالنظر إلى انقسام المتداولين في وول ستريت بشأن إذا ما كانت مبيعات الديون ستسجل مستوى قياسياً جديداً أم ستظل عند المستويات الحالي.

كما أن القرار المنتظر للاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة يوم الخميس المقبل هو أقل ما يشغل المستثمرين، في ظل استبعاد أي تغيير في السياسة، قبل أن يختتم تقرير الوظائف الشهرية الأسبوع.

نتيجة الانتخابات ورهانات المستثمرين في السندات

وتعد هذه المجموعة من البيانات حاسمة لسوق سندات الخزانة، الذي يسير على طريق تحقيق أفضل أداء له منذ 2011، وعززت صناديق التحوط وغيرها من المضاربين - الذين يستخدمون الديون لتعزيز العائدات - رهاناتها على الخسائر في العقود الآجلة للسندات، وهو ما يرفع احتمالات التقلبات.

وقد تجبرهم نتيجة الانتخابات على تغيير هذه الرهانات، وبالتالي سيغذون موجة ارتفاع في سوق سندات الخزانة في حال دفعت نتيجة الانتخابات المستثمرين لخفض توقعاتهم بحدة لحزم الإغاثة من الفيروس التي من شأنها تعزيز آفاق النمو.

وقال زخاري جريفيثس، استراتيجي أسعار الفائدة لدى "ويلز فارجو Wells Fargo": "يتحول هذا الأسبوع ليصبح الأكثر تأثيرا على الأسواق منذ سنوات بالنظر إلى مدى الانقسام حول نتيجة الانتخابات، وسط الوباء العالمي وإصدار الحكومة بالفعل لكميات هائلة من الديون.. وهناك الكثير من الأشياء التي تأتي مع بعضها البعض في نفس الوقت".

ليلة الانتخابات.. العائد على سندات الخزانة عند أعلى مستوى في 4 أشهر

تمنح استطلاعات الرأي المرشح الديموقراطي "جو بايدن" الصدارة على الرئيس دونالد ترامب، ولكن احتمالية إعادة سيطرة الديموقراطيين على مجلس الشيوخ أقل بكثير، وتقف احتمالية سيطرة الحزب على البيت الأبيض والكونجرس عند 58%، بالمقارنة بـ62% مطلع أكتوبر، وفقا لـ"بريدكتت PredictIt".

وأدت رهانات المستثمرين على أن الفوز الكاسح للحزب الديموقراطي سيمهد الطريق للمزيد من الإنفاق المالي وزيادة مبيعات الديون، ما رفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، والتي تمثل مقياسا عالميا للاقتراض، إلى 0.87% في نهاية أكتوبر، وهو أعلى مستوى منذ أربعة أشهر.

واستمرار الارتفاع في العائدات طويلة الأجل سوف يعطي دفعة أخرى للسوق الذي يشهد واحدة من أقوى سنواته في العقد الماضي، واكتسبت سندات الخزانة الأمريكية حوالي 8% في 2020، وفقا لبيانات مؤشر "بلومبرغ باركليز Bloomberg Barclays".

وقل ماثيو هورنباتش، المدير العالمي للاستراتيجية الكلية في "مورجان ستانلي Morgan Stanley": "تشير استطلاعات الرأي إلى أن فرص بايدن في الفوز بالرئاسة أعلى، ولكن في نفس الوقت هي أقل حسما فيما يتعلق بما سيحدث في مجلس الشيوخ.. ونرى أن النتيجة الموحدة (فوز أي الحزبين بالبيت الابيض ومجلس الشيوخ) سوف تضع أقصى ضغوط صعودية على العائدات الأمريكية".

ويتوقع بنك "مورجان ستانلي أن تُنهي سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عام 2020 بعائد 0.95%.

جدل حول أحجام إصدارات الديون

سوف يوجه متداولو السندات انتباههم إلى إعلان إعادة التمويل من قبل وزارة الخزانة الأمريكية يوم الأربعاء في الساعة 8:30 صباحا بتوقيت نيويورك.

وتلك فرصة جديدة لأن تقفز العائدات طويلة الأجل إذا كانت شركات مثل "تي دي سيكيوريتيز TD Securities"، و"سيتي غروب، و"ناتويست ماركيتس NatWest Markets"، محقة في توقعها مزادات أكبر.

أما "دويتشيه بنك"، و"أمهيريست بيربونت سيكيوريتيز Amherst Pierpont Securities LLC" فيأتوا من بين أصحاب التوقعات المتطرفة بزيادات أكبر في الإصدارات بكميات مشابهة لأغسطس – أي إصدار آخر بقيمة 6 مليارات دولار من أذون أجل 10 سنوات، و5 مليارات دولار لسندات أجل 20 عاما، و4 مليارات دولار للديون ذات الأجل 30 عاما.

ومع ذلك، قد يستوي منحنى العائد إذا صدقت توقعات جهات أخرى مثل "باركليز" ، و"جيفريز Jefferies"، و"سوسيتيه جنرال بعدم حدوث أي تغيرات في حجم الإصدارات، وتقوم وجهة نظرهم على الأغلب على عدم اليقين بشأن الإنفاق الإضافي المرتبط بالإغاثة من الوباء في وقت تجلس فيه وزارة الخزانة على كومة من النقدية قريبة من أعلى المستويات على الإطلاق.

اجتماع الفيدرالي.. قليل من التوتر

يعد اجتماع الفيدرالي يوم الخميس الحدث الأقل إثارة للتوتر في هذا الأسبوع الحافل بالأحداث الهامة، نظرا لأن أغلب الاقتصاديين يتوقعون عدم حدوث تغير في السياسة.

ومع ذلك، قد يناقش رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في المؤتمر الصحفي بعد ظهر ذلك اليوم الخطوات التي قد يتخذها البنك المركزي لدعم الاقتصاد مع استمرار الوباء، ويركز المتداولون بشدة على خطط الفيدرالي لبرنامجه لشراء السندات.

وقال توني رودريجز، مدير استراتيجية الدخل الثابت في "نوفين أسيت ماندجمينت Nuveen Asset Management"، التي تشرف على أصول بقيمة 1.1 تريليون دولار: "إن الكلمة الجامعة التي تصف الأسبوع الجاري هي عدم اليقين .. وأي مفاجأة من لجنة السوق المفتوح FOMC ، فسوف تتعلق بالمزيد من التعليقات أو التحركات الداعمة.. ورغم ذلك فهي على الأرجح سوف تنتظر حتى ديسمبر قبل اتخاذ أي خطوات".

ويضغط المسئولون في البنك المركزي على المشرعين لتقديم المزيد من الإنفاق التحفيزي في ظل ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس، وفي ظل عدم قدوم مثل هذه الإغاثة، قلص الفيدرالي يوم الجمعة الماضية الحد الأدنى لقروض برنامج الإقراض للاقتصاد الحقيقي Main Street Lending Program.

وبختام الأسبوع، من المتوقع أن يجلب يوم الجمعة دليلا جديدا على تباطؤ التعافي في سوق الوظائف، وتُجمع التوقعات على إضافة حوالي 600 ألف وظيفة غير زراعية في أكتوبر بتراجع من 661 ألف وظيفة في سبتمبر.

الأحداث الاقتصادية المنتظرة

2 نوفمبر: شركة "ماركيت Markit" تصدر مؤشر مديري المشتريات PMI لقطاع التصنيع الأمريكي، ومعهد إدارة التوريد "ISM" يصدر كذلك مؤشر التصنيع ، كما تُنشر أرقام الإنفاق على الإنشاءات.

3 نوفمبر: تصدر أرقام طلبيات المصانع وطلبيات البضائع المعمرة/ الرأسمالية، وأرقام مبيعات السيارات التي تصدرها مؤسسة "Wards".

4 نوفمبر: عدد طلبات الرهن العقاري الصادرة عن رابطة مصرفيي الرهون العقارية "MBA"، والتقرير الوطني لنسبة التغير في العمالة، وأرقام الميزان التجاري، ومؤشرات مديري المشتريات لقطاع الخدمات الأمريكي من قبل "Markit"، و"SMI".

5 نوفمبر: تخفيضات الوظائف التي ترصدها شركة "تشالينجر Challenger"، وطلبات البطالة الأسبوعية، والإنتاجية غير الزراعية، ومؤشر راحة المستهلكين لبلومبرغ Bloomberg consumer comfort".

6 نوفمبر: أرقام الوظائف غير الزراعية، ومخازن الجملة، والقروض الاستهلاكية.

ويرتكز تقويم الفيدرالي على قرار السياسة في 5 نوفمبر

مزادات السندات المرتقبة:

2 نوفمبر: إصدار أذون لأجل 13 و26 أسبوع.

3 نوفمبر: إصدار أذون إدارة النقدية لأجل 119 و42 يوم، وأذون الـ52 أسبوع.

5 نوفمبر: أذون أجل 4 و8 أسابيع.