لأول مرة في تاريخها.. مبيعات "هواوي" الفصلية تنخفض بسبب العقوبات الأمريكية

تراجع مبيعات هواوي في الربع الأخير من 2020 لأول مرة بعد العقوبات الأمريكية
تراجع مبيعات هواوي في الربع الأخير من 2020 لأول مرة بعد العقوبات الأمريكية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تقلَّصت الإيرادات الفصلية المسجَّلة لشركة "هواوي تكنولوجيز"، للمرة الأولى على الإطلاق، مما يعكس التأثير المدمِّر للعقوبات الأمريكية، التي أجبرت أكبر شركة تكنولوجية صينية على الخروج من الهواتف الذكية إلى مجالات التقنية الأخرى.

وتؤكِّد النتائج المخيبة للآمال على عمق الضرر الذي ألحقته واشنطن بشركة تنافست ذات مرة مع شركتي "آبل"، و"سامسونغ" على قيادة سوق الهواتف الذكية العالمي.

وذكرت "هواوي"، أنَّ إيراداتها تراجعت بنسبة 11% لتصل إلى 220.1 مليار يوان (33.5 مليار دولار) في الربع الأخير من عام 2020، مما يمثِّل انخفاضاً من نسبة نمو قدرها 3.7% في الربع الثالث، و23% في الربع الثاني، وفقاً لحسابات بلومبرغ.

وارتفعت مبيعات وأرباح العام بأكمله بنسبة 3.8%، و3.2% على التوالي، تماشياً مع "النمو الهامشي" المتوقَّع سابقاً، بحسب البيانات المالية المدقَّقة من قبل"كيه بي إم جي".

وعزت "هواوي" الارتفاع القياسي في طلبات المحطات الأساسية لشبكة الجيل الخامس، والمبيعات القوية للهاتف المحمول في النصف الأول، إلى التعويض الذي حدث في الشهور الستة الأخيرة.

عقوبات "ترمب"

وتخرج "هواوي" من أصعب عامٍ لها على الإطلاق، بعدما خنقت عقوبات إدارة ترمب أعمالها التجارية الرائدة في مجال الهواتف الذكية سابقاً، وأعاقت تقدّمها في صناعة الرقائق، وشبكات الجيل الخامس.

وأظهر البيت الأبيض في عهد بايدن علامات قليلة على خمود الأمر، مما دفع مؤسس الشركة الملياردير رين تشنغفي، إلى توجيه "هواوي" نحو مجالات نمو جديدة، مثل: الزراعة الذكية، والرعاية الصحية، والسيارات الكهربائية.

وتأمل "هواوي" أن تؤمِّن لها مكاناً مع عمالقة التكنولوجيا الذين يتنافسون على تحديد المجالات سريعة التطور في قطاعات المركبات، والمنازل، وأماكن العمل المتصلة.

وقال الرئيس بالتناوب كين هو، أحد المديرين التنفيذيين الثلاثة الذين يتناوبون على شغل المنصب الأعلى: "كنَّا أقوياء في مواجهة الشدائد خلال العام الماضي. لقد انتهزنا هذه الفرصة أيضاً لتعزيز عملياتنا بشكل أكبر، مما أدى إلى أداء يتماشى إلى حدٍّ كبير مع التوقُّعات".

خوض سباق تصنيع السيارات

وتخضع "هواوي" لتكهنات مستمرة حول رغبتها للانضمام إلى عمالقة التكنولوجيا من"آبل" إلى "بايدو إنك"، و"تشاومي"، في استكشاف تكنولوجيا السيارات أو تصميم وتجميع سيارات بأكملها.

وفي حين نفت "هواوي" خططاً لإطلاق سيارة تحمل اسم علامتها التجارية، فقد عملت مع العديد من المصنِّعين لاختبار تقنيات القيادة الذاتية، والتفاعل بين السائق والسيارة.

وتوجد المعلومات حولها وحول مزاياها الترفيهية بالفعل في سيارات "السيدان" من "مرسيدس-بنز".

كما تعاونت الشركة مع لاعبين محليين، مثل: شركة "بايك بلو بارك نيو إنيرجي تكنولوجي"(BAIC BluePark New Energy Technology Co) على تطوير أنظمة السيارات الذكية.

وفي إطار شراكتها مع مصنِّع السيارات الكهربائية الصيني، سيتمُّ الكشف عن النموذج الأول لسيارة "آرفوكس آند إس إتش بي تي" (Arcfox αS HBT)، في معرض شنغهاي للسيارات بشهر أبريل.

الاستفادة من براءات الاختراع

وفي استعراض لريادتها العالمية في شبكات الجيل التالي، تخطط "هواوي" للبدء في فرض رسوم "معقولة" على عمالقة الهواتف المحمولة، مثل "آبل" لقاء الوصول إلى مجموعة براءات اختراع الجيل الخامس اللاسلكية، مما قد يصبح مصدر دخل مربح.

وستتفاوض "هواوي"، أكبر مالك لمحفظة براءات اختراع الجيل الخامس في العالم، بشأن الأسعار والتراخيص المحتملة مع الشركة المصنِّعة لـ"آيفون"، وشركة "سامسونغ"، فيما وعدت بفرض أسعار أقل من منافسيها من أمثال "كوالكوم"، و"إريكسون"، و"نوكيا".

وقال المسؤولون التنفيذيون، إنَّ "هواوي"، يجب أن تجمع ما بين 1.2 إلى 1.3 مليار دولار في رسوم براءات الاختراع والتراخيص بين عامي 2019 و 2021، دون تحديد المبالغ الناتجة عن الجيل الخامس.

كما وضعت حدَّاً أقصى على حقوق الملكية عند 2.5 دولار لكل هاتف، مقابل 7.5 دولار تطلبها "آبل" من "كوالكوم" عن كل جهاز "آيفون"، وفقاً لقول "آبل".

في قلب المعركة بين بكين وواشنطن

ووجدت "هواوي" نفسها في قلب التوترات الأمريكية-الصينية في عام 2019 عندما وصفها البيت الأبيض بأنَّها تهديد للأمن القومي، ليفرض عليها بعد ذلك سلسلة من القيود التجارية التي أدَّت إلى تقليص نموها.

كما أدى ذلك إلى إجبارها على بيع ذراع أجهزة "أونر" للفئة الاقتصادية الأدنى في العام الماضي، مما أعاق أعمالها في قطاع الهواتف الذكية، التي تجاوزت شركة "آبل" لفترة وجيزة.

وأحرزت الولايات المتحدة بعهد ترمب تقدُّماً في الضغط على الحلفاء للابتعاد عن معدات "هواوي" الخاصة بشبكات الجيل الخامس للهواتف المحمولة.

وفي سياق منفصل، تسعى الولايات المتحدة إلى تَسلُّم، مينغ وانزو، كبيرة المسؤولين التنفيذين بـ"هواوي" والابنة الكبرى لمؤسس الشركة، من كندا، بسبب مزاعم بانتهاك العقوبات.

وأثارت القضية توترات بين بكين وأوتاوا بعد إلقاء الشرطة الصينية القبض على مواطنين كنديين في الصين بتهمة التجسس، إبان فترة وجيزة من اعتقال كبيرة المسؤولين الماليين في ديسمبر من عام 2018.

وتستمر جلسات الاستماع في هذه القضية التي قد يستغرق حلها عقداً كاملاً، إذ يتهم المسؤولون الأمريكيون فيها مينغ بتضليل البنوك من أجل الانخراط في معاملات لـ"هواوي" انتهكت العقوبات الأمريكية.

وتقول "هواوي"، إنَّ مينغ بريئة، ودعت الولايات المتحدة وكندا مراراً وتكراراً إلى السماح لها بالعودة إلى المنزل.