صناع السيارات: المركبات الكهربائية في طريقها لتحقيق أرباح أفضل من التقليدية

سيارة فولكس واجن الكهربائية
سيارة فولكس واجن الكهربائية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

رغم تحذيرات الرؤساء التنفيذيون لقطاع السيارات لسنوات من أن صناعة السيارات الكهربائية ستدمر الأرباح، إلا أنهم يقولون الآن إن الهوامش قد لا تكون سيئة للغاية بالنسبة لهم.

وأدلى التنفيذيون من شركة "فورد موتورز" وصولاً إلى "فولكس واجن" بتصريحات متفائلة خلال الأسابيع الأخيرة بشأن "غزواتهم" الكهربائية، وتوقعوا أن تكون السيارات التي تعمل بالبطارية مربحة مثل طرازات محركات الاحتراق في منتصف العقد تقريباً.

وحتى وقت قريب، كان يعرب صانعو السيارات علناً في بعض الأحيان عن أسفهم حول التكلفة الهائلة لتطوير مجموعات نقل الحركة الكهربائية وإعادة تجهيز المصانع. وقاموا ببناء سيارات كهربائية ذات تصميم فاتر، وكانت محدودة النطاق ومكلفة في صنعها، حيث ذهب الرئيس التنفيذي السابق لشركة "فيات كرايسلر أوتوموبيل" إلى حد مطالبة العملاء بعدم شراء نموذج ضيع أموال الشركة.

والآن، بعد أن بدأ المصنعون في إنتاج نماذج مصممة خصيصاً لتكون كهربائية وتستفيد من انخفاض أسعار البطاريات، تبدو الحسابات أفضل بكثير.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "فولكس واجن"، هربرت ديس، خلال مكالمة أرباح في 16 مارس: "هناك إشارات إلى أن أعمال السيارات الكهربائية يمكن أن تكون على الأقل جيدة بنفس درجة أعمال السيارات التقليدية"

تحول العملاق

ويعد المصنع الألماني مثال رئيسي على مدى التغيرات التي طرأت. وفي عام 2015 اعترفت "فولكس واجن" بتزوير ملايين محركات الديزل كي تخفي هذه المحركات مدى الانبعاثات، لكنها الآن أكبر صانع للمركبات الكهربائية في أوروبا بعد تطوير نظام موحد المعايير لدعم عشرات الطرازات الكهربائية الجديدة.

ويراهن ديس على أن مشاركة النظام والتحكم بشكل أكبر في البطاريات سيساعد في تعزيز الربحية، حيث تخطط "فوكس واجن" لامتلاك ستة مصانع للخلايا في جميع أنحاء أوروبا. وتخطط الشركة أيضاً لاستخدام نطاقها الضخم - فهي تمتلك عشرات العلامات التجارية، بما في ذلك "بورشه" و"أودي" - لتجميع الموارد وخفض التكاليف.

وتتوقع العلامة التجارية الرئيسية لمجموعة "فولكس واجن" أن تصل هوامش المركبات الكهربائية إلى نقطة تحول في حوالي عام 2025. ووفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي للعلامة التجارية رالف براندشتايتر، ستشبه عوائد "آي دي4" من فئة "إس يو في"، التي بدأت للتو ببيعها "إلى حد ما" نموذج الاحتراق المماثل.

ووفقاً لأرندت إلينجهورست، المحلل في "سانفورد سي بيرنشتاين"، ستستغرق الشركات ذات الميزانية المحدودة لدى المجموعة وقتاً أطول لكسب المال، ويقدر أن أسعار البطاريات يجب أن تنخفض إلى 60 دولاراً للكيلوواط / ساعة من المستويات الحالية التي تبلغ 140 دولاراً تقريباً للكيلوواط / ساعة بالنسبة لأمثال "سكودا" و"سيات" كي يصنعوا مركبات كهربائية بشكل مربح.

فرصة نمو

وبالنسبة إلى ماري بارا، الرئيسة التنفيذية لشركة "جنرال موتورز"، فإن المركبات الكهربائية ستجد طريقها لتوسيع الحصة السوقية لصانع السيارات في الولايات المتحدة، حيث حلقت أسعار أسهم "جنرال موتورز" في شهر يناير عندما قالت الشركة إنها تريد التخلص التدريجي من سيارات البنزين والديزل بحلول عام 2035.

وقالت بارا خلال مكالمة أرباح لـ"جنرال موتورز" في 10 فبراير: "إذا نظرت في الولايات المتحدة على الساحل، فإننا لم نحصل على ما يمكنني وصفه بحصتنا العادلة من السوق".

وأضافت أنه ستتطابق هوامش المركبات الكهربائية مع ما هي عليه اليوم للسيارات ذات محركات الاحتراق بحلول "منتصف العقد أو في وقت لاحق منه".

تعزيز الكفاءة

وستقدم "بي إم دبليو" منصة تركز على الكهرباء بحلول منتصف العقد وتتوقع أن تحقق عوائد تتساوى مع طرازات محركات الاحتراق.

وعلق المدير المالي نيكولاس بيتر يوم الأربعاء الماضي بقوله إن حقيقة أن "بي إم دبليو" ملتزمة بهامشها المستهدف على المدى الطويل تظهر أن الشركة المصنعة واثقة من ربحية المركبات الكهربائية.

وأضاف متحدثاً للصحفيين أن انخفاض التعقيد في المركبات الكهربائية يعني إنفاقاً أقل على أجزاء نظام الدفع، في الوقت الذي أجبر التحول الكهربائي صانعي السيارات على زيادة كفاءاتهم.

تسعير قوي

وارتفعت أسهم "فورد" أيضاً هذا العام، حيث أعلنت عن خطط لاستثمار 29 مليار دولار في السيارات الكهربائية وذاتية القيادة بحلول عام 2025. وفاجأ المسؤولون التنفيذيون الأوروبيون مؤخراً محللي "جي بي مورغان" عند تعبيرهم عن ثقتهم في الوصول إلى هدف هامش تشغيل يبلغ 6% حتى مع إعادة تجهيز المصانع وإجراء التحولات لكي تقدم بحلول نهاية العقد سيارات ركاب كهربائية بالكامل فقط.

وقدم فريق إدارة "فورد" في أوروبا "نبرة متفائلة وواثقة فيما يتعلق بالتأثير المالي للكهرباء"، واقترح أن تكون الأسعار والهوامش المقترحة لسيارة "فورد موستنج ماك- إي" الجديدة قوية، حسبما كتب رايان برينكمان من "جي بي مورغان" في تقرير في 23 مارس.

وفي حين أن الإعانات ساعدت المشترين على تحمل تكاليف عمليات الشراء في الأسواق بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، فإن مبيعات المركبات الكهربائية قوية أيضاً في المملكة المتحدة، رغم عدم وجود مساعدات سخية هناك.

ويشرح يورغن بايبر، المحلل في "بانكهاوس ميتزلر" قائلاً: "اعتاد المستهلكون منذ البداية على أسعار السيارات الكهربائية المرتفعة". في إشارة لأسعار السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات. وأضاف بقوله: "قد يستمر هذا الوضع المتميز لفترة طويلة".