حلول التداول الذكية رهان الملياردير البريطاني "هاوارد" للحاق بـ "بلاك روك"

الملياردير البريطاني آلن هاورد مؤسس شركة بريفان هاورد
الملياردير البريطاني آلن هاورد مؤسس شركة بريفان هاورد المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تجني شركة "بريفان هوارد" أموالاً لصالح مؤسسها المشارك، الملياردير "آلان هوارد"، وشركاء آخرين، من خلال وسائل تتعدى رسوم صناديق التحوط فقط.

لقد أقنعت شركة الاستثمار، المعروفة بإدارة استراتيجيات التداول الكلي، أمثال "سوفت بنك غروب"، وصندوق التحوط "بينسو آدفايزرز" (Penso Advisors)، و15 شركة أخرى، باستخدام بنيتها التحتية التشغيلية عالية التقنية، والتي كانت سابقاً العمود الفقري للتداول في أصول تفوق أكثر من 40 مليار دولار لدى "بريفان هوارد".

وتتشابه منصة "بريفان هوارد"، التي تم إطلاقها في عام 2018، مع برنامج "علاء الدين" الرائد، الذي طورته شركة "بلاك روك".

وفي مقابلة، قال جيف ميهميت، الرئيس التنفيذي للشركة، إن الوحدة المعروفة باسم "كورمونت إل إل بي"(Coremont LLP)، نمت لتخدم أصولاً تزيد قيمتها على 50 مليار دولار لدى مديري الأموال البديلة الذين يتداولون بشكل أساسي في أي شيء بدءاً من الأسهم والسندات إلى العملات المشفّرة.

وقال: "يمكن تطوير ما تم بناؤه، ولذلك اعتقدنا أن هناك فرصة بالتأكيد لتوسيع المنصة، لكي تشمل المجتمع الاستثماري الأوسع"، مضيفاً أنه يتوقع مضاعفة الأصول والعملاء في غضون ثلاث سنوات.

"كورمونت"

ومن تقديم استراتيجيات استثمار مخصصة وأبحاث قيّمة، إلى السماح للعملاء الخارجيين باستخدام الأدوات التي تقود التداول، تعمل صناديق التحوط على تخفيف الضغط على الإيرادات، خصوصاً عندما يطالب المستثمرون بالحصول على صفقة أفضل في أية صناعة معروفة بفرض رسوم عالية.

وبالنسبة إلى "بريفان هاورد"، تعتبر الإيرادات الإضافية، وهي عبارة عن بضع نقاط أساسية على كل 100 دولار تمر عبر "كورمونت"، مصدراً حيوياً للرسوم، خصوصاً بعد متابعتها لهروب غالبية أصول صندوق التحوط لديها منذ ذروته في عام 2013.

ولقد بدأ للتو انتعاش الأصول لدى الشركة من مستوى منخفض بلغ حوالي 6 مليارات دولار قبل عامين، في ظل تسجيل الشركة لأفضل مكاسبها على الإطلاق خلال العام الماضي.

وعندما قام "ميهميت" بإضفاء طابع رسمي على الفكرة في عام 2017 من خلال تخارج المنصة وإقناع هاورد بتحويل الخدمة إلى شيء منفصل، وجد أن عملية بيعها لم تكن صعبة.

كانت "بريفان هوارد" في ذلك الوقت تحت ضغط العوائد المتواضعة منذ سنوات، فبعد فرار العملاء، اضطرت "هوارد" إلى خفض الرسوم وطرد العشرات من الموظفين. ومنذ مراجعة قرارها بشأن التركيز على صندوقها الرئيسي، بدأت الشركة في منح متداوليها الكبار أموالهم الخاصة لتشغيلها.

وقال "ميهميت": "لقد حددت أن منصتنا، التي تحركها تحليلاتنا الخاصة، كانت جوهرة تاجنا، ولم نستغرق الكثير من الوقت على الإطلاق لإقناع آلان بشأن مزايا المضي قدماً في هذا الأمر".

نجاح "علاء الدين"

ولقد أظهر برنامج "علاء الدين" من "بلاك روك" كيف يمكن للأعمال التجارية أن تكون مربحة.

ويخدم البرنامج تريليونات الدولارات التابعة للمؤسسات، لكي تدير محافظها وتفهم ماهية التعرض للمخاطر.

كما تم تطوير البرنامج كأداة لمساعدة "بلاك روك" في قياس المخاطر المالية الخاصة بها، وتبيعه الشركة الآن إلى مديري الأصول المنافسة والمؤسسات الأخرى.

وأصبح برنامج "علاء الدين" منتجاً ثميناً لدى أكبر مدير للأصول في العالم. ففي عام 2020، كسبت "بلاك روك" أكثر من مليار دولار من عائدات خدمات التكنولوجيا، وهي فئة تشمل مبيعات برنامج "علاء الدين".

وأصبحت "كوف كابيتال" (Cove Capital) أول عميل لدى "كورمونت"، عندما بدأ لويس باسغير في تأسيس شركة صندوق التحوط الكلي. وانضم باسغير في نهاية الأمر إلى "بريفان هاورد" خلال العام الماضي.

كما كانت "لاندسير آسيت مانيجمينت" عميلاً أيضاً، وهي الشركة التي تدير الأموال قصيرة المدى للأسهم المنبثقة مؤخراً عن صندوق التحوط "سي كيو إس"، فيما استخدمت مجموعة "سوفت بنك" المنصة لاستثماراتها في الأسهم ومشتقات الأسهم.

ويقوم آخرون بالتسجيل أيضاً. فلقد أضافت "كورمونت" ثمانية عملاء جددا خلال فترة الإغلاق الناتجة عن وباء كورونا، مما رفع العدد الإجمالي إلى 17 عميلاً، فيما تضاعف عدد الموظفين إلى أكثر من 200 شخص.

وتجري الشركة محادثات متقدمة مع مديري الأصول التقليديين، وصناديق الثروة السيادية، ومؤسسات البيع الجانبية، من أجل تحويلهم إلى عملاء، وفقاً لقول "ميهميت".

وبلغت إيرادات "كورمونت" للسنة المنتهية في 31 مارس من عام 2020، مبلغاً قدره 27.4 مليون جنيه إسترليني (37.6 مليون دولار)، ارتفاعاً من 23.9 مليون جنيه إسترليني في العام السابق، وفقاً لملف تم تقديمه إلى دار الشركات البريطانية.

التحول من صندوق تحوط لشركة مالية

ويأتي نمو "بريفان هوارد" في الوقت الذي بدأت فيه الشركة تنمية الأصول مرة أخرى، ويقودها حالياً الرئيس التنفيذي آرون لاندي.

وتمكّنت الشركة من إدارة 13.7 مليار دولار في نهاية شهر فبراير، استناداً إلى وثيقة لمستثمر اطلعت عليها بلومبرغ.

ويقود لاندي مشروعاً لتحويل الشركة بعيداً عن كونها صندوق تحوط يقوده المؤسس، إلى شركة متخصصة في عمليات الخدمات المالية الأوسع.

ومن جانبها، تنشغل "كورمونت" ببناء بنيتها التحتية، فيما تُقدّم مجموعة من التقنيات الإدارية تشمل إدارة المخاطر والتحليلات الخاصة بتنفيذ وإجراءات التداولات، فيما تساعد الصناديق في التعامل مع التقارير التنظيمية وعلاقات المستثمرين.

كما تقوم الشركة ببناء عروضها الخاصة بالعملات المشفّرة، بالتعاون مع الشركة التابعة، "إلوود آسيت مانيجمينت"، وتعمل أيضاً مع "إس آي جي تكنولوجيز"، وهي منصة التداول الكمي المنبثقة عن "بريفان هاورد"، من أجل السماح للعملاء بالبحث وإجراء الاختبارات الخلفية، وأتمتة التنفيذ.

ويتزامن نجاح "كورمونت" مع زيادة الضغط على الرسوم والتكاليف المتزايدة لصناعة صناديق التحوط، مما أدى بمديري الأموال إلى تعهيد وظائفهم غير الأساسية إلى شركات خارجية.

وقال "ميهميت": "تميل الصناعة حالياً بسبب ضغوط التكلفة إلى الاستعانة بمصادر خارجية أكثر مما كانت عليه في أي وقت مضى من حياتي المهنية".