ثروات أباطرة النفط والغاز تقفز من جديد

مضخة نفط في أحد حقول الإنتاج. ميدلاند. تكساس. الولايات المتحدة
مضخة نفط في أحد حقول الإنتاج. ميدلاند. تكساس. الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

توقع هارولد هام، في أكتوبر الماضي، أن يتسبب فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية "بخنق وتضييق صناعة النفط والغاز". بل سيقوم بقتلها.

ولكن خلال الأشهر الستة الماضية ارتفعت أسهم شركة "كونتيننتال ريسورسز"، بأكثر من الضعف وهو ما قفز معها بثروة "هام" الشخصية منذ بداية العام بنحو 3.3 مليار دولار لتصل إلى 8.4 مليار دولار، بحسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات.

وبالفعل فاز بايدن في نوفمبر بالانتخابات، وبدأ الترويج لسياسات تحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ولكن أسعار النفط ارتفعت في الأشهر الأخيرة نتيجة خفض الإمدادات وزاد الطلب على الغاز الطبيعي لتوليد مصادر طاقة متجددة بالتزامن مع تعافي الاقتصادات من أزمة كوفيد 19. الأمر الذي جعل "هام" البالغ من العمر 75 عاماً والذي دعم دونالد ترمب في الانتخابات أحد أكبر الرابحين بين مليارديرات الطاقة.

كذلك زادت ثروة أباطرة الطاقة في الولايات المتحدة وروسيا والهند. حيث قفز صافي ثرواتهم المجمعة بنحو 51 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري أو ما يقرب من 10% لتسجل بذلك أسرع وتيرة زيادة لكافة مجموعات المليارديرات في مؤشر بلومبرغ.

رؤية إيجابية

أضاف ليونيد ميخلسون البالغ من العمر 65 عاماً، الشريك المؤسس لأكبر شركة غير حكومية لإنتاج الغاز الطبيعي في روسيا 3.8 مليار دولار منذ بداية 2021، مقترباً من اعتلاء قائمة أغنى شخص في البلاد.

كذلك حقق غوتام أداني، من الهند 23.3 مليار دولار هذا العام مسجلاً أكبر زيادة في الثروة لشخص خلال تلك الفترة على مستوى العالم.

زادت التوقعات الإيجابية لشركات الطاقة مثل "كونتيننتال ريسورسز" التي عانت العام الماضي، حيث توقعت شركة إنتاج النفط الصخري المملوكة لـ "هام" العودة لتسجيل ربحية خلال العام الجاري.

وأعرب أعضاء "أوبك+" في اجتماعهم الذي انعقد يوم الخميس، عن ثقتهم في تعافي الاقتصاد واتفقوا على زيادة إنتاج النفط تدريجياً خلال الأشهر المقبلة.

وتوقع جي بي مورغان في فبراير دورة جديدة للسلع الأساسية وشاركته بعض البنوك مثل غولدمان ساكس نفس التوقعات.

وقد ارتفعت أسعار النفط 66% في الأشهر الستة الماضية، ويتوقع بعض المضاربين استمرار الارتفاع وأن تتجاوز الأسعار مرة أخرى 100 دولار للبرميل بحلول نهاية العام المقبل.

قال رايان دوسيك مدير في مجموعة أوبيرتيون الاستشارية لمخاطر السلع الأساسية (Opportune)، ومقرها هيوستن: "ارتفاع أسعار النفط أنعكس مباشرة على زيادة أرباح الشركات وزيادة عوائد مساهميها".

ورغم ذلك يتهدد الخطر منتجي النفط على المدى الطويل بسبب التركيز المتزايد على تدابير حماية البيئة. حيث يهدف بايدن إلى خلو شبكة الكهرباء الأمريكية من الكربون بحلول العام 2035، كما يسعى كل من الصين والاتحاد الأوروبي إلى الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2060 و2050 على التوالي.

طموحات خضراء

ونتيجة لتلك التهديدات تعمل العديد من الشركات على تعزيز طموحاتها الخضراء. حيث يخطط "أداني" الذي أمضى عقدين من الزمن في بناء إمبراطورية تتمحور حول صناعة الفحم لزيادة قدرة شركته في مجال الطاقة المتجددة ثمانية أضعاف تقريباً بحلول العام 2025، ويدعمه في ذلك العديد من شركات الطاقة الكبرى والتي من بينها "توتال" عملاق الطاقة الفرنسي.

كذلك تسعى شركة "نوفاتيك" المملوكة لميخلسون، والتي يعمل مصنعها "يامال" للغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي الروسي بقدرة تفوق طاقته، إلى تنظيف إنتاجها، بالتزامن مع استهدافها زيادة إنتاجها بأكثر من ثلاثة أضعاف بحلول نهاية العقد.

ورغم المكاسب التي سجلتها شركات الطاقة مؤخراً، تظل التكنولوجيا على رأس المصادر الرئيسية للثروة على مستوى العالم، حيث أضاف أغنى رواد الأعمال في التكنولوجيا 87.6 مليار دولار إلى ثرواتهم منذ بداية العام.

وقد جاء كل من لاري بيدج، وسيرغي برين الشريكان المؤسسان لشركة ألفابت (Alphabet Inc) المالكة لغوغل، وكذلك سو هوا الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة الفيديو الصينية "كوايشو تكنولوجي" (Kuaishou Technology) بين أكبر الرابحين بعد "أداني".