الأردن يعتقل أفراداً من العائلة المالكة وشخصيات بارزة لأسباب أمنية

العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اعتقلت السلطات الأردنية، أحد أفراد العائلة الملكية، كما وضعت الأمير حمزة، ولي العهد السابق قيد الإقامة الجبرية، وطلبت منه وقف ما أسمته جميع الأنشطة التي قد تهدد استقرار البلاد، في سلسلة من الحوادث النادرة في المملكة.

وتم اعتقال حسن بن زيد، أحد أفراد العائلة المالكة، لأسباب أمنية مع الوزير السابق باسم عوض الله وآخرين، بحسب وكالة الأنباء الحكومية (بترا)، فيما ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه تم اعتقال ما يصل إلى 20 شخصاً.

وطالب الجيش الأردني ولي العهد السابق الأمير حمزة بن حسين بوقف "التحركات والأنشطة التي قد تستخدم لاستهداف أمن الأردن واستقراره" في إطار تحقيق مستمر، بحسب ما نقلته "بترا".

وشوهدت قوات الأمن والمدرعات متوقفة خارج القصور الملكية وتقوم بدوريات في حي دابوق بالعاصمة، فيما ذكرت "واشنطن بوست" في وقت سابق أن الأمير حمزة وهو الابن الأكبر للملك الراحل حسين من زوجته الرابعة الملكة نور، وُضع رهن الإقامة الجبرية في قصره في عمان.

ونقل التقرير عن مسؤول كبير في المخابرات بالشرق الأوسط اطلع على الأحداث قوله إن هذه الخطوة جاءت وسط تحقيق مستمر في مؤامرة مزعومة للإطاحة بأخيه الأكبر غير الشقيق الملك عبد الله الثاني.

وقال الأمير حمزة، في مقطع فيديو مدته ست دقائق قدمه محاميه لـ"بي بي سي"، إنه "ليس جزءًا من أي مؤامرة" ضد الحكومة الأردنية، مضيفا أنه قيد الإقامة الجبرية، وأن حراسه الشخصيين أبعدوا.

وقال حمزة في الفيديو: "لقد تلقيت زيارة من رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأردنية صباح اليوم أبلغني فيها أنه لا يُسمح لي بالخروج والتواصل مع الناس أو مقابلتهم، لأنه في الاجتماعات التي كنت حاضرا فيها، أو على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالزيارات التي قمت بها، كانت هناك انتقادات للحكومة أو الملك. وأضاف أنه جرى قطع الإنترنت وخطوط الهاتف الخاصة به.

وقالت الصحيفة إنه كان وليا للعهد لمدة أربع سنوات قبل أن يجري نقل المنصب عام 2004 إلى حسين الابن الأكبر للملك الحالي. وقالت الصحيفة إن حمزة كانت له أدوار مختلفة في النظام الملكي، بما في ذلك الجيش، حيث كان عميدا.

تحركات تستهدف أمن الأردن

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأردني اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، السبت، إن الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، "طُلب منه التوقف عن تحركات توظف لاستهداف أمن الأردن"، نافياً في الوقت نفسه أن يكون قد جرى اعتقال الأمير ضمن آخرين ألقت السلطات القبض عليهم اليوم.

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن الحنيطي أكد في بيان "عدم صحة ما نشر من ادعاءات حول اعتقال الأمير حمزة، لكنه بيّن أنه طٌلب منه التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنية، واعتقل نتيجة لها الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرون".

لا أحد فوق القانون

وأضاف رئيس هيئة الأركان أن "التحقيقات مستمرة وسيتم الكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح"، مؤكداً أن كل الإجراءات التي اتخذت "تمت في إطار القانون وبعد تحقيقات حثيثة استدعتها" وأنه "لا أحد فوق القانون، وأن أمن الأردن واستقراره يتقدم على أي اعتبار".

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية في وقت سابق عن مصدر أمني قوله إن قوات الأمن اعتقلت الشريف حسن بن زيد، وباسم إبراهيم عوض الله، وآخرين، لـ"أسباب أمنية"، واصفاً الاعتقال بأنه جاء بعد "متابعة أمنية حثيثة".

ولفت المصدر، إلى أن التحقيق في الموضوع "جارٍ"، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.

دعم من الحلفاء

أعربت السعودية والإمارات ومصر والولايات المتحدة ودول ومنظمات عدة، السبت، عن تضامنها ودعمها للملكة الأردنية الهاشمية، مشددة على وقوفها إلى جانب الملك عبد الله الثاني، بعدما أعلنت عمّان تنفيذ اعتقالات لمواجهة "تحركات توظف لاستهداف الأمن" في الأردن.

وأكدت السعودية تأييدها الكامل لقرارات العاهل الأردني وإجراءاته للحفاظ على الأمن والاستقرار ومواجهة أي محاولة للتأثير عليهما.

ويعد الأردن حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ويتلقى مساعدة سنوية من واشنطن، وقدمت الولايات المتحدة مؤخرًا للأردن 700 مليون دولار في أغسطس.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس في بيان "نحن نتابع التقارير عن كثب ونتواصل مع المسؤولين الأردنيين". "الملك عبد الله شريك رئيسي للولايات المتحدة، وهو يحظى بدعمنا الكامل".

من هو حمزة بن الحسين؟

ولد الأمير حمزة بن الحسين عام 1980، وتولى ولاية عهد المملكة الأردنية الهاشمية منذ 7 فبراير 1999 وحتى 28 نوفمبر 2004، حين أعفاه الملك من المنصب ليكون "أكثر حرية وقدرة على الحركة والعمل والقيام بأية مهمات أو مسؤوليات" قد تحول دونها الطبيعة "الشرفية" لمنصب ولي العهد، بحسب رسالة وجهها الملك إلى الأمير حمزة آنذاك.

وينوب الأمير حمزة عن الملك في بعض المناسبات والمهام الرسمية داخل الأردن وخارجه، كما كان ضابطاً في الجيش الأردني برتبة عميد، وشغل في السابق منصب مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة لشؤون الصناعات الدفاعية.

وخلال السنوات الأخيرة، أصدر الأمير تعليقات تخص الشؤون العامة في الأردن عبر حساب على موقع تويتر يحظى بمتابعة أكثر من نصف مليون شخص.

باسم عوض الله

ويعد باسم عوض الله، رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق، من أبرز الشخصيات التي شملتها قرارات الاعتقال، حيث ولد عام 1964، وعمل مديراً للدائرة الاقتصادية في الديوان الملكي الهاشمي بين عامي 1999-2001، وتولى منصب وزير التخطيط من 2001 إلى 2005، ووزير المالية من 2005 إلى 2006، ثم شغل منصب رئيس الديوان الملكي من 2007 إلى 2008، كما شغل منصب المبعوث الخاص للعاهل الأردني إلى السعودية.