ترقب لـ"تصفية حسابات كبرى" في وول ستريت المصدر: بلومبرغ

جنون أسهم "الميم" في طريقه للزوال.. و"وول ستريت" تترقب تصفية الحسابات

المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

مثلت حشود المتداولين الأفراد على منصة "ريديت" في الربع الأول من 2021 أكثر الفترات جموحا في سوق الأسهم في التاريخ الحديث، وبلا شك سيكون هذا الأمر محور حديث الكتب في السنوات المقبلة.

وبعد تجمع هؤلاء المضاربين الصغار معا، ورفعهم لأسعار الأسهم المجهولة بمئات وآلاف النسب المئوية، وحرقهم خلال هذه العملية لعدد من صناديق التحوط المراهنين على هبوطها، يبدو أن هذه التحركات تفقد زخمها.

ولم يتغير مؤشر يتتبع 37 من أسهم الميم الأكثر شعبية - التي تشمل 37 من أصل 50 سهما حظرت "روبن هود ماركتس" على العملاء تداولها خلال ذروة نوبة الجنون - خلال الشهرين الماضيين بعد ارتفاعه بنسبة 150% تقريبا في يناير.

ويقول المخضرمون في وول ستريت، إن هذا الأداء الثابت ما هو إلا بداية حركة هبوطية لن ترحم متداولي هذه الأسهم.

ولا يتعلق فتور الأداء بالأسس الهزيلة للشركات، على الأقل على المدى القصير، حيث أظهر المتداولون اليوميون المتحمسون قدرة مدهشة على تجاهل هذه الحقائق، لكنه يتعلق أكثر بتبدد الوباء ببطء وبداية إعادة فتح الاقتصاد، وبالتالي سيترك أغلبهم المنازل ويبدؤون العودة للمكاتب ويخرجون للمطاعم والرحلات القريبة والبعيدة وينسون هوسهم بحسابات "روبن هود". بمعنى آخر، ميلهم الجماعي لعالم أسهم الميم سيضعف.

وقال مات مالي، كبير استراتيجي الأسواق لدى "ميلر تاباك بلس " (Miller Tabak + Co): "سينشغل الأشخاص بأشياء أخرى وعند مرحلة ما سيكون هناك "تصفية حساب كبرى".. وليس لدي شك في ذلك".

تطلعات الانفتاح

وبالطبع، أساءت وول ستريت - بشكل عام - تفسير تحركات حشد "ريديت" لأسابيع في الوقت السابق لذلك الربع، ومن المحتمل أن يكون تحليلهم خاطئ الآن أيضا، ولكن تشير البيانات الأولية إلى أنهم محقون.

وتوحي أحدث التقارير أن الأمريكيين الذين حصلوا على التطعيم يخططون لإجازات منتظرة منذ وقت طويل مع وصول عمليات البحث عن "غوغل فلايتس"، إلى أعلى قمة خلال الأسبوع الجاري، وفقا لمتتبع اتجاهات "غوغل"، وعلى النقيض، هبط البحث عن مصطلحات مثل "تداول الأسهم"، و"الاستثمار"، حسبما تظهر اتجاهات "غوغل".

وقال إدوارد مويا، كبير محللي الأسواق في "أوندا" (Oanda): "أصبح تأثير شيكات التحفيز على تداولات التجزئة أضعف، ويتطلع العديد من الأمريكيين لحضور الأحداث الرياضية، والسفر عبر الدولة، والذهاب في عطلات، وزيارة الأقارب والأصدقاء، وتجديد خزانة ملابسهم قبل الخروج للمطاعم والحانات والعودة إلى المكتب".

قوة غيم ستوب

وأصبحت شركة ألعاب الفيديو "غيم ستوب" تجسيدا لصب المتداولين الأفراد جام غضبهم على نخبة صناديق التحوط، ومع ذلك، فإن قفزة السهم بنسبة 2460% بجانب غيره من أسهم الشركات المفضلة على منتدى "وول ستريت بيتس" (WallStreetBets) الخاصة بمنصة "ريديت"، قد سببت ألما بقدر ما سببت من البهجة.

وأثار ارتفاع السهم بأكثر من 900% العام الجاري قلق محللي وول ستريت الذين يراقبونه، ويعني متوسط السعر المستهدف خلال 12 شهر أن السهم سيخسر أكثر من ثلاثة أرباع قيمته من المستويات الحالية، وتعد "جيفريز" هي الشركة الوحيدة التي تستهدف سعرا يقترب من سعر إغلاق يوم الخميس الماضي عند 191.45 دولار، ولكن يصاحب هذا التوقع تحذيرات من أن الأسهم "خاضعة لتقلبات بخلاف الأسس".

خطوة للانتقام

وتم تجاهل كل أشكال تداول "غيم ستوب" التي تقوم على الأسس منذ أن أسرت مستخدمي "ريديت"، ووول ستريت في النصف الثاني من يناير. ويستعد المتفائلون بالترويج لرهاناتهم على المنتديات باعتبارها خطوة للانتقام من الباعة على المكشوف من خلال شرائهم في شركة أعاد المستثمر النشط ريان كوهين إحيائها.

وبالنظر إلى مكانة "إيه إم سي إنترتينمنت هولدينغز" كدور سينما ذهب إليها الكثير من الأمريكيين في وقت من الأوقات، فلا عجب أن مستخدمي ريديت تدافعوا لمساعدة الشركة، وظهر تريند "#SaveAMC" على تويتر، وبدا المستثمرون الهواة أكثر من سعداء لمحاربة المتشككين بوول ستريت رغم إغلاق أغلب دور السينما بسبب وباء فيروس كورونا.

حماس المتعصبين

وجاءت أحدث موجة صعود للسلسلة نتيجة خطط لإعادة فتح دور السينما، ومع ذلك، لا تزال "وول ستريت" حذرة، ولا يصنفها أحد من التسعة محللين الذين يتتبعون سهمها كفرصة شراء، ويعني متوسط السعر المستهدف أن السهم سيخسر 36% من قيمته في العام المقبل.

وتسربت حماسة المتداولين الأفراد إلى مجموعة أوسع من الأوراق المالية بدءا من تلك المفضلة لبعض المتعصبين مثل "بتكوين"، و"تسلا "، وصندوق المؤشرات "آرك انوفيشن" (ARK Innovation) وصولا إلى الشركات الأصغر مثل بائعة الملابس بالتجزئة "اكسبرس " (Express Inc).

وتعد شركة التكنولوجيا الصينية "ذا ناين " (The9 Limited) من بين الأفضل أداء خلال العام الجاري وقفزت بنسبة 860%.

وجاء الصعود الأحدث للشركة نتيجة ركوبها موجة "بتكوين" مثل نظيراتها "فيوتشر فين تك غروب " (Future FinTech Group Inc)، و"أولت غلوبا هولدينغز " (Ault Global Holdings Inc)..

وأصبحت شركة "زوميديكا كورب" (Zomedica Corp)، وهي شركة صغيرة للعناية بالحيوانات، من بين الأسهم المفضلة للمتعصبين من المستثمرين الأفراد الذين يطاردون الأسهم منخفضة السعر، وبدأت الشركة الواقعة في آن آربر في ولاية ميشيغان العام الجاري بتقييم يعادل ربع تقييمها الحالي، ولكن ارتفعت إلى ما يصل إلى 2.91 دولار.

وتسارعت أحجام تداول الشركة العام الجاري بمتوسط 174 مليون سهم يتداول في الجلسة الواحدة أي أكثر من أربعة أضعاف المتوسط على مدار 2020، وما ساعد على انتشارها هو إشارة لها من قبل كارول باسكين، نجمة برنامج "تايغر كينغ"، على وسائل التواصل الاجتماعي في منتصف يناير.