"كريدي سويس" يدرس استبدال كبيرة مسؤولي المخاطر بعد سلسلة إخفاقات

كبيرة مسؤولي المخاطر في "كريديت سويس" لارا وارنر
كبيرة مسؤولي المخاطر في "كريديت سويس" لارا وارنر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يدرس القادة في بنك "كريدي سويس" تعيين بديل لكبيرة مسؤولي المخاطر لارا وارنر بعد سلسلة من الإخفاقات أدَّت إلى خسائر من المحتمل أن تصل إلى مليارات الدولارات، وفقاً لأشخاص مطَّلعين على الأمر.

و من المتوقَّع أن يقدِّم البنك للمستثمرين تحديثات بشأن تأثير انكشافه بسبب انهيار "أركيغوس كابيتال مانجمنت" (Archegos Capital Management)، والتداعيات المحتملة على وارنر، وكبار المسؤولين التنفيذيين الآخرين هذا الأسبوع، وفقاً لما قاله أشخاص مطَّلعون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم. وقالوا إنَّه من المتوقَّع بقاء توماس غوتشتاين كبير المديرين التنفيذيين في منصبه.

و قال اثنان من المسؤولين، إنَّ المدير التنفيذي الآخر الذي يخضع للتدقيق هو بريان تشين، كبير المديرين التنفيذيين لبنك الاستثمار. وقالا أيضاً، إنَّ المجموعة السويسرية تخطط لمراجعة أعمالها في مجال الوساطة المالية الرئيسية، التي تتمُّ ضمن إطار أعمال بنكها الاستثماري. ورفض متحدِّث باسم "كريدي سويس" التعليق.

ثغرات متكررة

وتولى غوتشتاين منصبه في فبراير 2020 في أعقاب فضيحة تجسس أطاحت بسلفه، وتعهد ببداية نظيفة لعام 2021 بعد أن شابت القضايا الموروثة عامه الأول. وبدلاً من ذلك، غرقت الشركة في ثغرات إشراف متكررة، منها الضربات الرئيسية الناتجة عن انهيار شركة "غرينسل كابيتال" (Greensill Capital)، والاضطرابات في "أركيغوس". و تركت هذه الضربات المحللين يتساءلون عما إذا كان بنك "كريدي سويس" يعاني من مشكلة منهجية في إدارة المخاطر، وإن كان المستثمرون سيواجهون ربعاً آخر من الخسائر.

و كان أداء سهم بنك "كريدي سويس" الأسوأ بين البنوك الرئيسية في العالم حتى الآن هذا العام؛ فقد طغى انكشاف البنك على "غرينسل"، و"أركيغوس"، على البداية القوية لأعماله المصرفية الاستثمارية.

وأصبح القرض المضمون بقيمة 140 مليون دولار لشركة التمويل التجاري "غرينسل" الآن في وضع التخلف عن السداد، و برغم استرداد المسؤولين مؤخراً لِـ 50 مليون دولار، تمَّ تفكيك مجموعة من الصناديق بقيمة 10 مليار دولار كانت تحت رعاية وحدة إدارة الأصول في "غرينسل".

و قبل أن يتمَّ احتساب عواقب الضربة الأخيرة، كان على المديرين التنفيذيين أن يحوِّلوا انتباههم إلى الضربة الوشيكة الآتية من انهيار "أركيغوس" العائدة لبيل هوانغ. و يمكن أن تصل الخسارة من معاملات هوانغ غير الشفافة المستندة للرافعة المالية إلى المليارات، وفقاً لأشخاص مطَّلعين على الأمر.

و بشكل جماعي، قد يصل إجمالي تضرر البنوك من صفقات "أركيغوس" إلى 10 مليار دولار، بحسب تقديرات محللي "جيه بي مورغان".

تدقيق إضافي

و جلبت الأزمتان اللتان وقعتا في الشهر الماضي مزيداً من التدقيق على وارنر، بعد سلسلة طويلة من الأخطاء الأخرى في البنك الاستثماري وخارجه، بدءاً من التعرُّض للاحتيال في صفقة "لوكين كوفي" التي تسبَّبت في انخفاض قيمته 450 مليون دولار عبر الحصة في "يورك كابيتال مانجمت" (York Capital Management)، وقد أدَّى الضرر المستمر لسمعة جهة الإقراض هذه إلى زيادة التدقيق على الإدارة.

و يتعرَّض برنامج إعادة شراء أسهم البنك بقيمة 1.5 مليار فرنك سويسري (1.6 مليار دولار) لخطر الإيقاف المؤقت للمرة الثانية - بعد أن تمَّ إيقافه لأوَّل مرة في بداية الوباء العام الماضي - وقد تؤدي هذه الخسائر إلى ضغط على توزيع أرباح البنك.

و خفَّضت "ستاندرد آند بورز غلوبال ريتينغ" (S&P Global Ratings) من تصنيفها للبنك من مستقر إلى سلبي، وعزت ذلك إلى المخاوف المتعلِّقة بإدارة المخاطر.

وزادت الهيئة التنظيمية السويسرية "فينما" (FINMA) من المتطلَّبات على "كريدي سويس" بموجب متطلَّبات الوقاية للركيزة رقم 2، بعد أن حذَّر البنك من أنه قد يتكبَّد خسارة نتيجة تصفية صناديق تمويل سلسلة التوريد "غرينسل".

و في أول تعديل إداري له العام الماضي، قام غوتشتاين بترقية وارنر لتتولى رئاسة المخاطر والامتثال، وهذه الترقية ربما جعلتها أعلى سيدة تنفيذية في البنك، ودعمت دور كبير مسؤولي المخاطر الذي منحته لها تيجان ثيام في عام 2019، مع تفويض لحلِّ المشكلات القديمة. وكانت وارنر انضمَّت إلى "كريدي سويس" كمحلِّلة أسهم في عام 2002، وشغلت عدَّة مناصب بحثية عليا حتى أصبحت المدير المالي، ورئيس العمليات في وحدة الخدمات المصرفية الاستثمارية في عام 2010.

و إلى جانب وارنر، كان تشين رابحاً كبيراً في التغيير الذي قام به غوتشتاين الصيف الماضي، عندما فاز رئيس التداول أيضاً بالسيطرة على البنك الاستثماري بعد اندماج الوحدتين.