الطلب على "تسلا" في الصين.. انتصار ربعيّ يفوق التوقعات للشركة

سيارة "تسلا" خارج إحدى قاعات العرض التابعة للشركة في مدينة بكين الصينية
سيارة "تسلا" خارج إحدى قاعات العرض التابعة للشركة في مدينة بكين الصينية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تشير عمليات التسليم المذهلة التي حقّقتها سيارات شركة "تسلا" الكهربائية في الربع الأول من العام الحالي، إلى أن رهان رئيسها إيلون ماسك على النمو في الصين وأوروبا بدأ يؤتي ثماره أخيراً.

وتمثل هذه النتائج بداية قوية لعام يعتمد فيه ماسك، الرئيس التنفيذي للشركة، على العمليات العالمية للمساعدة على زيادة الإنتاج والمبيعات. وكانت الشركة، ومقرها مدينة بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا، قد سلمت 184 ألفاً و800 سيارة في جميع أنحاء العالم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، متجاوزة بذلك متوسط التقديرات البالغ 169 ألفاً و850 سيارة الوارد في استطلاع أجرته بلومبرغ لمحللين، ومتفوقةً على نتائج الربع الرابع من العام الماضي بنحو 4 آلاف سيارة.

وكتب دان آيفز، من شركة "ويدبوش" (Wedbush) في مذكرة بحثية مؤخراً، أن الربع الأول من العام الحالي كان سباقاً هائلاً حقّق أهدافه. وقد رقّى آيفز شركة "تسلا" مؤخراً من فئة محايد، ورفع سعره المستهدف للسهم إلى ألف دولار ، لمدة 12 شهراً من 950 دولاراً. وأضاف أن أسهم شركة "تسلا" قد تصل إلى ألف وثلاثمئة دولار في سيناريو تصاعدي طويل الأمد.

وتابع آيفز في مذكرة في شهر أبريل: "كانت أرقام التسليم في الربع الأول التي أُصدِرَت مؤخراً، بمثابة نقلة نوعية، تُظهِر أن الطلب المكبوت عالمياً على طراز (واي 3) وصل إلى مرحلة أعلى من النمو، وهو جزء من موجة المد الأخضر العالمية الحالية. ونحن نعتقد أن شركة (تسلا) يمكن أن تتجاوز الآن 850 ألف عملية تسليم لهذا العام مع 900 ألف كهدف طويل الأمد، على الرغم من نقص الشرائح الإلكترونية ووجود عديد من مشكلات سلسلة التوريد العالقة في قطاع السيارات".

اختراق الصين

ويسعى ماسك إلى اختراق الصين، التي تُعَدّ بالفعل أكبر سوق للسيارات في العالم، بما في ذلك السيارات الكهربائية، لكسب موطئ قدم وسط منافسة من الشركات الناشئة المحلية للسيارات الكهربائية، وكذلك من شركة "فولكس واجن". ومن المتوقع أن ترتفع مبيعات السيارات في البلاد هذا العام للمرة الأولى منذ عام 2017. وكان لي كيه تشيانغ، رئيس مجلس الدولة، صرح في شهر مارس أمام الكونغرس الشعبي الوطني، بأن الحكومة ستساعد على زيادة عدد محطات شحن المركبات الكهربائية ومرافق تبديل البطاريات.

وقال المحللون في شركة "جيفريز"، في مذكرة بحثية، إن شركة "تسلا" تختلف عن معظم شركات صناعة السيارات الأخرى، التي تشهد تراجعاً يعود جزئياً إلى القيود التي فرضها نقص الشرائح الإلكترونية. وورد في المذكرة: "يجب أن تستجيب الأسهم بشكل جيد لبيانات تسليم الربع الأول من العام".

ولكن بعد فترة رائعة في عام 2020 شهدت شركة "تسلا" ارتفاعاً في سعر سهمها بأكثر من 700%، وانخفضت أسهم الشركة بنسبة 6% تقريباً هذا العام حتى تاريخ 1 أبريل. ويُذكر أن السوق في الولايات المتحدة كانت في عطلة يوم الجمعة.

وأضاف آيفز: "صحيح أن قطاع السيارات الكهربائية وأسهم شركة (تسلا) يتعرضان لضغط كبير هذا العام وحتى اليوم، إلا أننا نعتقد أن الأمور سوف تتغير نحو الأفضل في (وول ستريت)، ولا يمكن تجاهل أرقام التسليم الصادرة من الصين".

استقبال كبير

حدّثَت شركة "تسلا" مؤخراً طراز سيارتها من نوع "إس سيدان" ومركبتها من نوع "إكس"، وهي سيارة رياضية متعددة الاستخدامات. ولم تُصنَّع أي سيارة من طراز "إس" أو "إكس" خلال الربع الأول، ولم يُسلَّم سوى ألفَي سيارة من هذين النوعين بالمجموع.

وقالت شركة "تسلا" في بيان: "لقد شجّعنا الاستقبال الكبير الذي حظِيَت به السيارة من طراز "واي" في الصين، ونحن نتقدم بسرعة لتحقيق طاقة إنتاجية كاملة". وأضافت الشركة أن الطرازين "إس" و"إكس" الجديدين حظيا أيضاً بـ"ترحيب استثنائي"، مضيفة أنهما في المراحل الأولى من زيادة الإنتاج. وقد رفعت شركة "كوين آند كو"توقعاتها للطراز "واي" لهذا العام على خلفية الأرقام الكبيرة.

وكتب المحللون بقيادة جيفري أوزبورن في تقرير صدر في يوم 4 أبريل: "كان تقبُّل طراز (واي) في الصين أمراً غير واضح لنا دائماً، إذ لم يكن من شركة (تسلا) أي إفصاح مطلقاً عن مستويات الإيداع والفائدة. ولكن نظراً إلى الاتجاه التصاعدي الذي شهدناه في الربع الأول من عام 2021، فضلاً عن التوجهات الإيجابية في عملية الإصدار، فإننا نرفع توقعاتنا بخصوص طراز (واي) لعام 2021 ونتوقع أن تفعل (وول ستريت) ذلك أيضاً".

أشباه الموصّلات

وأضاف أوزبورن أن الإنتاج الذي بلغ 180 ألفاً و338 سيارة في الربع كان مرضياً، "مما يشير إلى أن النقص المستمر في أشباه الموصلات الذي يعاني منه مصنّعو المعدات الأصلية للسيارات الأخرى لا يؤثر في شركة "تسلا" بشكل كبير، على الرغم من فرض الإغلاق مرتين في فريمونت في شهر فبراير".

وتصنّع شركة "تسلا" حالياً الطرازين "إس" و"إكس" في مصنعها في مدينة فريمونت بكاليفورنيا فقط، في حين تصنّع الطرازين الأصغر "تسلا 3" و"واي" في مصنعها بشنغهاي، كما تخطط لبناء مصنعين آخَرين هذا العام، أحدهما في ولاية تكساس والآخر بالقرب من مدينة برلين. وعلى الرغم من أن الشركة لا تفصل مبيعاتها حسب المنطقة الجغرافية، فإن الولايات المتحدة والصين هما أكبر أسواقها، كما أن جميع المبيعات تقريباً كانت لسيارات من "الطراز 3" و"واي".

وقال جيفريز في المذكرة، إنه مع إغلاق الإنتاج في مصنع فريمونت مؤقتاً في شهر فبراير بسبب مشكلات توريد قطع الغيار، فإن مصنع شركة "تسلا" ذا الهامش الأعلى في شنغهاي يمثل حصة أكبر خلال الربع، مما سيدعم الربحية.

وحذّر المدير المالي زاكاري كيركورن في شهر يناير، من أن الإنتاج سيكون منخفضاً بسبب الانتقال إلى المنتجات التي جُدّدَت، في حين كان من المتوقع أيضاً أن يؤثر نقص أشباه الموصلات العالمي والتأخير في المواني، في نتائج الربع.

وقالت شركة "تسلا" إنه يجب اعتبار عدد عمليات التسليم الخاصة بها متحفظة بعض الشيء، وقد تختلف الأرقام النهائية بنسبة تصل إلى 0.5 % أو أكثر.

ويُنظر إلى أرقام التسليم خلال الربع السنوي من ناحية أوسع على أنها مقياس للطلب على كل من سيارات شركة "تسلا" واهتمام المستهلكين بالمركبات الكهربائية في جميع أنحاء العالم، إذ يطرح صانعو السيارات سياراتهم الكهربائية في الأسواق العالمية.