اشترى بيضة من سوق المستعمل فوجد داخلها أغلى ساعة في العالم.. ما القصة؟

المصدر
المصدر Hodinkee
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قصة مذهلة، وقعت أحداثها بفضل الإنترنت، حين تصفح رجل موقع "غوغل" باستخدام كلمات البحث "فاشرون وكونستانتين" (Vacheron & Constantin) و"بيضة" (egg)، ليجد بيضة ذهبية مرصعة بالجواهر ، وفي داخلها ساعة "فاشرون".

ويعود الأمر إلى أوائل الألفية الجديدة، حين اشترى الرجل البيضة من سوق أدوات مستعملة في الغرب الأوسط من الولايات المتحدة، مقابل 13.3 ألف دولار، وقد كانت في الحقيقة هدية قدّمها "بيتر كارل فابرجيه" (Peter Carl Fabergé) إلى القيصر ألكسندر الثالث (Tsar Alexander III ) في عام 1887 بمناسبة عيد ميلاده. ويبعث بملايين الدولارات حالياً، وأصبحت أغلى ساعة على وجه الأرض.

واحدة من بين 54 بيضة صنعت خصيصاً لحكام روسيا القيصرية

بدأت قصة هذه الساعة، حين عثر ذلك الشخص مجهول الهوية على مقال نشر في صحيفة "التليجراف" البريطانية عام 2011 بعنوان "هل هذه البيضة التي تبلغ قيمتها 20 مليون جنيه إسترليني موجودة على "الرف" لديك في المنزل؟"؛ فقد كانت هذه البيضة هي الثالثة بين 54 بيضة من صنع "فابرجيه" لصالح العائلة الحاكمة في روسيا القيصرية، ومن ثَمَّ فقدت عام 1922.

وتشير السجلات إلى أن هذه البيضة ،نُقلت عام 1922 من المتحف الروسي المعروف باسم "مستودع الكرملين" (Kremlin Armoury)، وكانت محفوظة مع جميع البيضات المصادرة عام 1917 عقب الإطاحة بالقيصر، وأرسلت إلى المفوض الخاص بمجلس مفوضي الشعب، "إيفان غافريلوفيتش تشيناريوف" (Ivan Gavrilovich Chinariov)، وبعيداً عن السجلات المكتوب ؛ فقد ظهرت البيضة بعد ذلك في صور ضمن معرض ، أقيم عام 1902 في مدينة سانت بطرسبرغ.

وعندما عثر خبير تحف "فابرجيه"، "فنسنت وآنا بالمادي" (Vincent and Anna Palmade) على كتالوج من مزاد أقيم عام 1964 في صالة "بارك بيرنت" (Parke Bernet)، وهي صالة مزادات استحوذت عليها دار "سوثبي" (Sotheby's) للمزادات فيما بعد، تعرفا حينها على صورة بيضة بيعت بسعر 2450 دولاراً، وأكّدا أنها بيضة "فابرجيه" المفقودة.

ومن هذا إلى ذاك، تظل قصة خروج البيضة من الاتحاد السوفيتي ووصولها إلى الولايات المتحدة الأمريكية غير معروفة، ولكن يمكن تخيل مدى الإثارة المرتبطة بها.

عميل مجهول اشترى البيضة ودفع أكثر من 30 مليون دولار

يُذكَر أن مالك البيضة السابق كان قد خطط لإذابتها؛ وعندما لم يحالفه الحظ في العثور على مشترٍ ، قرَّر العدول عن الفكرة ،والاحتفاظ بها إلى أن تغير كل شيء بفضل بحثه على "غوغل"؛ إذ سارع إلى الاتصال بشركة "وارتسكي" (Wartski)، وهي شركة عائلية مملوكة لعدد من تجار التحف والأنتيكات ذوي الخبرة في مصنوعات فابرجيه، وقد ورد ذكرها في مقال صحيفة التليجراف، فاشترتها منه "وارتسكي" نيابةً عن عميل لم يذكر اسمه.

وتجاوز السعر التقديري المعلن عنه للبيضة 30 مليون دولار عام 2011، ولن تكون مفاجأة لنا، إن علمنا أن السعر النهائي المدفوع أعلى بكثير، وذلك من أجل إقناع البائع بعدم طرحها في المزاد.

وبالرغم من أن عدم معرفة السعر النهائي واسم المشتري أمر مخيبٌ للآمال، لكنه ليس مُستغرَبًا، إذ يبدو أن البائع الذي لم يُعلن عن اسمه ،يخشى أن يُفتضَح أمر اكتشافه وبيعه للبيضة، لأنه اشترى مؤخرًا منزلًا أكبر بقليل وسيارة جديدة، لكنه لم يقم بما يلفت الأنظار بخلاف ذلك.

وعلى الأرجح، تعدُّ هذه الساعة أغلى ساعة تم بيعها على الإطلاق حالياً، وقد تفوقت على بيضة "روتشيلد" (Rothschild) الشهيرة التي بيعت في صالة "كريستي للمزادات" (Christie’s) عام 2007 بأكثر من 18 مليون دولار.

ليس هذا فحسب، بل إن ساعة "هنري غرايفز سوبركومبليكايشين" ( Henry Graves Supercomplication) تعد أغلى ساعة بدون مكونات إضافية مُباعة على الإطلاق، وهي من صنع شركة الساعات السويسرية "باتيك فيليب" (Patek Philippe)، التي بيعت بمبلغ 11 مليون دولار عام 1999.

وتجدر الإشارة إلى أن ساعة "فاشرون" تتميز بتاريخها العريق كونها ساعة البلاط الملكي، فإحدى علب ساعات "فاشرون" التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي نُقشت عليها عبارة (Proud Possession of Royalty Since 1755) "مقتنى ملكي بكل فخر منذ 1755"، وسجل بعض أسماء مقتنيها من الأسر المالكة في البطانة الداخلية للعلبة ،مثل اسم القيصر نيكولاس الثاني (Tsar Nicholas II)، لكنها لم تذكر اسم القيصر ألكسندر الثالث (Tsar Alexander III).