في رالي أسهم السيارات.. "فيراري" تنهزم أمام منافسيها

سيارة فيراري الإيطالية الفاخرة
سيارة فيراري الإيطالية الفاخرة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد تقدُّمها في السباق على منافسيها لسنوات، تراجعت "فيراري" للصفوف الخلفية في أسواق الأسهم، بعد أن هبطت أسهم صانعة السيارات الفائقة الإيطالية، الأفضل أداءً في مؤشر "ستوكس 600" للسيارات وقطع الغيار خلال السنوات الثلاث الماضية، بنسبة 5.6% منذ بداية 2021، وعانت من أسوأ ربع منذ نهاية 2018، وهو ما يتناقض مع المكاسب القوية للمنافسين مثل "فولكس واغن"، التي تمتلك العلامات الفارهة "بورش"، و"بوغاتي"، و"لامبورجيني".

و في حين تمتَّعت أرباح المنافسين، خاصة "فولكس واغن"، بدفعة من الضجة حول المركبات الكهربائية، فإنَّ الشركة المعروفة بشعار الحصان الجامح عانت من نكسات بما في ذلك توقُّعات أرباح مخيبة للآمال.

وبدون استراتيجية مركبات كهربائية واضحة، تضرَّرت "فيراري" أيضاً من عدم قدرتها على إيجاد مدير تنفيذي جديد، ومن التحوُّل الأوسع عما يعرف بأسماء النمو، لا سيَّما أنَّها شركة يعدُّها بعض المستثمرين لعبة فاخرة.

سهم باهظ السعر

وقال أرندت إلينغورست، المحلل لدى "سانفورد سي بيرنستاين"، مشيراً إلى عدم اليقين بشأن موقف المدير التنفيذي، ونقص الرؤية بشأن المركبات الكهربائية:"أصبح السهم باهظاً للغاية، في الوقت الذي يتبدد فيه زخم الأرباح".

وفي الإعلان عن نتائج الأعمال في فبراير، أعطت "فيراري" توقُّعات أرباح متحفِّظة للعام الجاري، نتيجة تعاملها مع الاضطرابات الناتجة عن الوباء إلى جانب البحث غير المتوقَّع عن قائد جديد، وتقاعد، لويس كاميليري، على نحو مفاجىء من منصبه كمدير تنفيذي في ديسمبر، مما يترك الشركة تواجه ثاني أزمة قيادة في سنوات عديدة، ويُعقِّد التحول نحو وسائل النقل الكهربائية.

وقال رئيس مجلس الإدارة، جون إلكان، في 1 أبريل، إنَّ فيراري "تحقق تقدُّماً جيداً في عملية البحث لتحديد القائد المناسب".

وسيواجه من يتولى القيادة إرثاً صعباً، إذ لا تزال استراتيجية "فيراري" للمركبات الكهربائية بالكامل بمثابة مشروع غير واضح، وضعيف الفرص.

وعبَّر "كاميليري" عن شكوكه حول الخطَّة خلال مكالمته الأخيرة مع المحللين في نوفمبر، قائلاً، إنَّه لا يتوقَّع تحوُّل صانعة السيارات إلى المركبات الكهربائية 100%، مضيفاً "بالتأكيد لن تصل إلى 50% حتى خلال حياتي".

وقال رئيس مجلس الإدارة في فبراير، إنَّه يتصوَّر أن تصنع فيراري سيارة كهربائية بالكامل مع حلول نهاية العقد الجاري.

ويتعيَّن على المدير التنفيذي الجديد أن يجمع بين الحاجة للتماشي مع وتيرة تنظيمات خفض الانبعاثات، وإرضاء عملائه المحبين والمتعطِّشين لقوة المحرِّكات الحرارية التقليدية.

ورفض متحدِّث باسم "فيراري" التعليق على هذا التقرير.

سهم دفاعي

ويترك المضاعف السعري الشاهق لسهم "فيراري" مقارنة بصنَّاع السيارات الآخرين الكثير من المساحة للتراجع. ويرى توم نارايان، المحلل في "آر بي سي كابيتال"، أنَّ "فيراري" ليست سهم شركة سيارات بقدر ما هي "سهم سلعة فارهة".

وظهرت هذه المكانة بين المستثمرين عندما صعد السهم بنسبة 28% في 2020، وهو أداء مشابه لـ"هيرميس انترناشونال" صانعة حقائب "بيركن"، وشركة "لويس فيتون" الرائدة، في حين تراجعت أغلب أسهم شركات السيارات جرَّاء الوباء.

وقال أنطونيو أميندولا، مدير محفظة في "أكوميا إس جي آر": "يرجع الأداء المتفوِّق العام الماضي إلى حقيقة أنَّ السهم ينظر إليه على أنَّه سهم دفاعي وشيء يمكن امتلاكه عندما ينهار كل شيء آخر.. وفي النهاية، من يتحمَّلون شراء "فيراري" يستطيعون شراءها في كلِّ الأحوال".

آليات متغيرة

وتغيرت آليات سوق الأسهم العام الجاري مع تحول المستثمرين بشكلٍ متزايد نحو الأسهم الدورية، وابتعادهم عن تلك الدفاعية، نتيجة تعزيز طرح الأمصال للتفاؤل بشأن التعافي الاقتصادي العالمي.

وقال أميندولا: "في ظلِّ هذا التحول، من الطبيعي أن نرى بعض الانخفاض في الأرباح.. وتعدُّ أسس (فيراري) قوية، وهو ما يمثِّل فرصة لشراء السهم، إذا استمر التراجع في الأداء".

وترى سوسي تيبالدي، المحللة في "يو بي إس غروب" أنَّ المخاوف بشأن نهج الشركة تجاه المركبات الكهربائية قد لا تكون مبررة بالكامل.

وقالت تيبالدي، التي تصنف "فيراري" كفرصة شراء، في مذكرة بتاريخ 30 مارس:

"لا نعتقد أنَّ الشركة تخضع للضغوط والإلحاح نفسه الذي تخضع له نظيراتها غير الفارهة، ويعود ذلك لحقيقة أنَّ "فيراري" نفسها، ليست وسيلة نقل، وإنما رمز عن مكانة، ونادراً ما تكون سيارة الاستخدام الرئيسية عند الأسر".