محكمة عليا تلغي حكماً سابقاً قضى بسرقة "غوغل" لأكواد برمجة من "أوراكل"

أوراكل تخسر قضية أمام غوغل بشأن الملكية الفكرية في مجال البرمجة.
أوراكل تخسر قضية أمام غوغل بشأن الملكية الفكرية في مجال البرمجة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قضت المحكمة العليا الأمريكية بنفي انتهاك شركة "غوغل" التابعة لشركة "ألفابيت" لحقوق الملكية الفكرية عند استخدامها أكواد برمجة خاصة بشركة "أوراكل" في نظام التشغيل "أندرويد"، وهو ما يجنب "غوغل" تعويضات قد تصل لمليارات الدولارات.

ويمثل قرار المحكمة العليا إلغاء للحكم 6-2، والذي كان يمثل انتصاراً لشركة "أوراكل"، في قضية امتدت لعقد من الزمان وقسمت وادي السيليكون وساهمت في إعادة تشكيل قواعد صناعة البرمجيات. حيث كانت "أوراكل" تسعى للحصول على ما يصل إلى 9 مليارات دولار من "غوغل".

وارتفع سهم "ألفابيت" بنسبة 3.4% حتى الساعة 11:12 صباحا في نيويورك في تعاملات يوم الإثنين. وارتفع سهم أوراكل بنسبة 3.1%.

وقالت المحكمة إن استخدامات "غوغل" جاءت في إطار "الاستخدام العادل" الشرعي عند استخدامها لجوانب رئيسية في لغة برمجة جافا من "أوراكل" المتضمنة في نظام التشغيل "أندرويد". وقال القاضي ستيفن براير، الذي قاد قرار المحكمة الأخير، أن "غوغل" استخدمت "فقط ما يسمح للمستخدمين بصقل ما لديهم من مواهب للعمل على البرنامج الجديد والتحولي".

بينما اعترض القاضيان كلارنس توماس وصموئيل أليتو. ولم تشارك القاضية إيمي كوني باريت التي ثار الجدل بشأنها قبل انضمامها إلى المحكمة.

وجادل كل جانب من أطراف القضية بأن موقف الآخر من شأنه أن يقوض الابتكار، حيث قالت أوراكل إنه بدون حماية قوية لحقوق الملكية الفكرية، سيكون لدى الشركات حافز أقل لاستثمار مبالغ كبيرة لازمة لابتكار منتجات رائدة.

وقالت "أوراكل" بعد الحكم: "أصبحت منصات "غوغل" أكبر وقدرتها التسويقية أعلى ووضعت حواجز كثيرة تحول دون دخول منافسين جدد وحدت من القدرة على المنافسة". وأضافت "لقد استولوا على برنامج جافا وأمضوا عقداً من الزمن في التقاضي وهو ما يؤكد أن هذا السلوك هو السبب في قيام السلطات التنظيمية حول العالم والولايات المتحدة بفحص ممارسات الشركة التجارية ".

برمجة الاختصارات

وصفت "غوغل" القرار بأنه "انتصار للعملاء وتبادل المعلومات التشغيلية وعلوم الكمبيوتر".

وقال كينت ووكر كبير المسؤولين القانونيين في "غوغل"، في بيان: "يمنح القرار اليقين القانوني للجيل القادم من المطورين الذين ستفيد منتجاتهم وخدماتهم الجديدة المستهلكين".

وصفت رابطة صناعة الكمبيوتر والاتصالات، التي تضم في عضويتها "غوغل"، الحكم بأنه "انتصار لتبادل المعلومات ومبادئ حقوق الملكية الفكرية ومستقبل الابتكار".

وقال مات شرويرز رئيس الرابطة في بيان: "قرار المحكمة العليا بأن الاستخدام العادل يمتد إلى المبادئ الوظيفية لأكواد برمجة الكمبيوتر يعني أن الشركات يمكنها تقديم منتجات منافسة وقابلة لتبادل المعلومات بشأنها".

كانت مبررات قضية "أوراكل" تتعلق بالتوجيهات المكتوبة مسبقا التي تُعرف باسم وسائط برامج التطبيقات، أو واجهات برمجة التطبيقات APIs، والتي توفر الإرشادات الخاصة بكيفية الاتصال بالإنترنت أو الوصول إلى أنواع معينة من الملفات. باستخدام هذه الاختصارات، لا يتعين على المبرمجين كتابة أكواد البرمجة من البداية لكل وظيفة في برامجهم، أو تغييرها لكل نوع من الأجهزة.

حيث قالت أوراكل إن وسائط برمجة تطبيقات جافا متاحة مجاناً لمن يريد إنشاء تطبيقات تعمل على أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة. لكنها تطلب من الشركات الحصول على ترخيص إذا أرادت استخدام تلك الاختصارات في إحدى المنصات التجارية أو تضمينها في جهاز إلكتروني.

ولم تتناول المحكمة العليا ما إذا كانت أكواد البرمجة مؤهلة لحماية حقوق الملكية الفكرية، وهي نقطة خلاف مبكرة. وبدلاً من ذلك، قال براير، بالنسبة لهذه الاشكالية، فإن المحكمة "ستفترض جدلاً أن الأكواد محمية بحقوق الملكية".

أثار هذا النهج انتقادات من توماس، الذي قال في رأيه المخالف إن رأي الأغلبية "يتعارض تماماً مع جوهر الحماية التي منحها الكونغرس لأكواد الكمبيوتر".

تهديد وجودي

قالت "أوراكل" إن "غوغل" كانت تواجه تهديدا وجودياً لأن محرك البحث الخاص بها - مصدر عائدات إعلاناتها - لم يتم استخدامه على الهواتف الذكية، حتى اشترت "غوغل" نظام تشغيل "اندرويد" للهواتف المحمولة في عام 2005 ونسخت كود برنامج جافا الخاص بأوراكل واستخدمه المطورون، لكنها رفضت الحصول على ترخيص منها، على حد زعم أوراكل.

وقال براير إنه رغم نسخ "غوغل" لنحو 11500 سطر من الأكواد، كتب مهندسو "غوغل" ملايين أخرى.

وكتب براير في حكمه: "قدمت "غوغل"، من خلال أندرويد، مجموعة جديدة من المهام التي تعمل في بيئة حوسبة متميزة ومختلفة، وتم تنفيذ هذه المهام من خلال استخدام كود جديد (كتبته "غوغل") مصمم للعمل في تلك البيئة الجديدة".

ودافعت "غوغل" بأن وسائط البرامج غير مؤهلة بشكل قاطع لحماية حقوق الملكية. وزعمت أيضاً أن محكمة الاستئناف الفيدرالية قيدت دفاع الاستخدام العادل لدرجة تجعل من المستحيل على المطور إعادة استخدام APIs في تطبيق جديد. ويلغي قرار المحكمة العليا قرار المحكمة السابق الذي يقيد الاستخدام حيث أشار حكم المحكمة العليا إلى أن نسخ "غوغل" كان استخداماً عادلا ومشروعاً.

وتلقت "غوغل" دعماً في قضيتها من شركات التكنولوجيا، بما في ذلك موزيلا ومايكروسوفت و"انترناشيونال بزنس ماشينز كورب" International Business Machines Corp، بينما دعمت شركات الإعلام والترفيه، التي تعتمد على معايير حقوق الملكية الفكرية القوية، شركة "أوراكل"، كما فعلت إدارة ترمب عندما تم عرض القضية في أكتوبر.

ورفعت "أوراكل" الدعوى القضائية ضد "غوغل" واتهمتها بانتهاك حقوق الملكية في عام 2010. ومنذ ذلك الحين، بدأ تداول القضية والتي أخذت منحى قانونيا طويلا ما بين صعود وهبوط، نتج عنه حكمين قضائيين والعديد من الطعون.

القضية رقم 956-18 ما بين غوغل ضد أوراكل أمريكا.