الهواتف الصينية تحصل على فرصة جديدة للنمو في أمريكا على حساب "إل جي"

انسحاب إل جي من تجارة الهواتف الذكية يعطي فرصة جديدة لشركات الهواتف المحمولة الصينية للنمو في السوق الأمريكي
انسحاب إل جي من تجارة الهواتف الذكية يعطي فرصة جديدة لشركات الهواتف المحمولة الصينية للنمو في السوق الأمريكي المصدر: بلومبرغ
Tim Culpan
Tim Culpan

Tim Culpan is a Bloomberg Opinion columnist covering technology. He previously covered technology for Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ربما كانت "إل جي إلكترونيكس" الكورية الجنوبية رائدة، لكنَّ انسحابها من تجارة الهاتف المحمول، يكشف أنَّ تصدُّر المشهد نادراً ما يكون ميزة.

وبدلاً من ذلك، سيفتح انسحاب الشركة الكورية من سوق الهواتف المحمولة الطريق أمام الشركات التجارية الصينية للاستحواذ على حصة أكبر من السوق الأمريكية حتى مع انخراط الدولتين في حرب باردة بسبب شركات التكنولوجيا.

وشهد أداء "إل جي" تراجعاً تدريجياً بطيئاً، وهي الشركة التي صنَّعت عدسات فائقة الدقة، وشاشات منحنية.

وبحلول نهاية 2020، انخفضت حصة "إل جي" العالمية إلى حدٍّ كبير، لتنضمَّ ببساطة إلى شريحة أخرى من الشركات، لكنَّها كانت تتمتَّع بقوة في سوقين رئيسيين، لا سيَّما في الولايات المتحدة والبرازيل، إذ احتلت المركز الثالث في كلٍّ منهما.

ولا تزال شركة "آبل" تتصدَّر السوق الأمريكية، تليها "سامسونغ". وفي البرازيل، تتصدَّر "سامسونغ"، و"لينوفو" بدرجة متقدِّمة عن "آبل".

وتكشف الحالة الراهنة للسوقين عن أسباب انسحاب "إل جي" من سوق الهواتف الذكية، والشركات المستفيدة من قرار الشركة الكورية الجنوبية.

المنافسة السعرية ليست في صالح "آبل"

وكتب المحللان في "بلومبرغ إنتليجنس" أناند سرينافاسان، ومارينا جرجس: "من المرجَّح أن يَحُول الفرق الكبير في الأسعار بين الهواتف الذكية التي تصنعها "آبل"، وسامسونغ"، و"إل جي" دون انتقال الكثير من حصة الأخيرة من السوق إلى شركة آبل".

وتحتل شركة "آبل" المرتبة الأولى، و"سامسونغ" المرتبة الثانية، وتسيطران على حوالي 70% من السوق الأمريكية بحسب مبيعات الوحدات بينهما. وفي المرتبة الثالثة، تبيع "إل جي" الهواتف بأسعار تقارب 26% من سعر "الآيفون"، و67% من متوسط أسعار سامسونغ المختلطة.

وهذه الأجهزة ليست متماثلة، ولكن هناك سوق بين المستهلكين الذين لديهم حساسية إزاء الأسعار، وقد قامت "إل جي" بتوفير هواتف رخيصة السعر.

كما وفَّرت "إل جي" الهواتف بأسعار رخيصة في البرازيل، إذ أدَّى ارتفاع أسعار منتجات "آبل" إلى أن تحتل المرتبة الخامسة، فيما يتعلَّق بعدد الوحدات المباعة.

ولكن حالياً هناك مجموعة متزايدة من العروض الرخيصة من جانب شركات، مثل: "لينوفو"، " تي سي إل"، "وان بلاس"، "شاومي"، "أوبو"، و"فيفو".

ومع المنافسة السعرية والمميزات الحاصلة عليها في بلادها، تميل الشركات الصينية بشكل طبيعي نحو البقاء، كونها الأصلح والأنسب، وفق النظرية الداروينية أكثر من "إل جي"، التي لم تستطع حتى الاعتماد على موطنها الأصلي كوريا الجنوبية، لتظلَّ موجودة في السوق.

السوق الأمريكي

وكانت الولايات المتحدة بمثابة لقمة سائغة، لكنَّ تقلُّص السوق، والمنافسة الشديدة يعنيان أنَّ الأمر لن يستمر على حاله.

وبعد أن أشعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب نيران الحرب الباردة التكنولوجية التي كانت تختمر بالفعل مع الصين، أصبح من المقبول أن تكون الفرصة محدودة أمام الشركات الصينية للنمو في السوق الأمريكية.

وقد يكون هذا صحيحاً بالنسبة لشركة "هواوي"، و"زد تي إي كورب" (ZTE Corp) اللتين وجدتا نفسيهما مدرجتين على قوائم سوداء مختلفة.

لكن "لينوفو" التي اشترت "موتورولا"، قبل سبع سنوات، و"تي سي إل" التي تمتلك علامة "ألكاتيل"، عملت إلى حدٍّ كبير تحت مراقبة صقور واشنطن.

ويعني هذا أنَّه مع خروج "إل جي"، فإنَّ حصة 9.5% من السوق الأمريكية جاهزة للاقتتناص. وهناك فرصة حقيقية للغاية بأن تتمكَّن الشركات الصينية من الاستفادة من حصتها الإجمالية البالغة 12%.

وسواء كانت الحرب باردة أو لا، فإنَّ الولايات المتحدة لا تزال بحاجة إلى السلع الرخيصة، والصين جاهزة لتوفيرها.