أسهم شركة إماراتية تقفز لـ147 مليار درهم.. والسبب مجهول

مستثمر يراقب تحركات أسعار الأسهم في سوق دبي المالي
مستثمر يراقب تحركات أسعار الأسهم في سوق دبي المالي تصوير: كريستوفر بايك/ بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يعدُّ الأداء الأخير لمجموعة الشركة العالمية القابضة الإماراتية، حلماً لأي مستثمر وفقاً لمعظم المعايير، فأسهم المجموعة التي تتخذ من أبوظبي مقرَّاً لها قفزت بأكثر من 70 % منذ 22 مارس في سلسلة مكاسب متواصلة استمرت 12 يوماً، مما دفع قيمة الشركة إلى ما يفوق 40 مليار دولار للمرة الأولى ، وهو أعلى حتى من أكبر بنك في الإمارات العربية المتحدة (بنك أبو ظبي الأول)، (الدولار يعادل 3.67 درهماً).

ومع ذلك، فإنَّ المضاربة على أسهم الشركة العالمية القابضة، التي تتمتَّع بدعم الأسرة الحاكمة في أبو ظبي، ولديها استثمارات تمتدُّ من شركة " سبيس إكس " المملوكة لـ"إيلون ماسك" إلى شركة صيد الأسماك المحلية، يحتاج إلى شجاعة.

وتتركَّز ملكية جميع أسهم المجموعة، باستثناء جزء بسيط بين الإماراتيين ، ولا يوجد محلل واحد يغطي الشركة (موظف بالشركة يقدِّم تحليلاً لأداء الأسهم للمستثمرين) ويرغب عدد قليل من المراقبين في تخمين ما وراء ارتفاع سعر السهم.

لعبة الأسهم ليست لأصحاب القلوب الضعيفة

وأكَّد فيغاي فاليشا، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "سينشري فاينانشال " (Century Financial)، وهي شركة استشارية، مقرُّها دبي، أنَّ الشركة العالمية القابضة ليست كأي شركة أخرى، مشيراً إلى أنَّ الأسهم ليست لأصحاب القلوب الضعيفة، لأنَّ أيَّ خطأ في إدارة الاستثمار يمكن أن يكون مكلفاً، مما يجعل السهم مناسباً للمستثمرين في النمو الذين يدركون طبيعة التعامل مع المخاطر.

ويتجلى هذا النمو في تعطش الشركة العالمية القابضة لعمليات الاستحواذ، فقد عزَّزت المجموعة تحت إشراف الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي أصبح رئيساً لمجلس الإدارة منذ حوالي عام، استثماراتها داخل وخارج دولة الإمارات الغنية بالنفط.

وكان لدى المجموعة، 3.8 مليار دولار من الأصول حتى نهاية العام الماضي، أي حوالي أربعة أضعاف مما كانت عليه في عام 2019، فيما ارتفعت الأرباح بنسبة 159 % إلى 3 مليارات درهم (821 مليون دولار) في 2020.

ويتقلَّد الشيخ طحنون، مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وشقيق ولي عهد أبوظبي، منصب رئيس مجلس إدارة المجموعة الملكية ( رويال غروب ) أيضاً، وهي مجموعة إماراتية كبرى، وأكبر مساهم في الشركة العالمية القابضة.

لا شيء من أيّ] مما سبق الإشارة إليه آنفاً يعبِّر عن أسباب مكاسب الأسهم، بالرغم من ذلك، كما أنَّ الشركة نفسها لا تقدِّم الكثير على سبيل التوضيح أيضاً.

استراتيجية الاستحواذ

وقال سيد بصر شعيب، الرئيس التنفيذي والمدير العام لمجموعة الشركة العالمية القابضة، ومقرُّها في أبوظبي، في مقابلة هاتفية يوم الأربعاء : "لا أستطيع أن أقول الكثير"، مضيفاً أنَّ الشركة ملتزمة باستراتيجية الاستحواذ الخاصة بها. وتابع قائلاً:

" لدينا صفقتان أو ثلاث أو ربما أربع صفقات على أساس شهري "، وهناك المزيد من الصفقات قيد التفاوض في الوقت الحالي.

واستثمرت الشركة العالمية القابضة في 36 شركة جديدة العام الماضي، وبذلك وصل عدد الكيانات التشغيلية القانونية ضمن محفظتها إلى 97 كياناً. وكانت الشركة تقدِّم عروضاً توضيحية من خلال محاضرات للمستثمرين في مقرِّها الرئيسي في

أبو ظبي، وكما كانت هناك محادثات مع عدد قليل من شركات الوساطة التي ربما تبدأ في تغطية الشركة العالمية القابضة في أقرب وقت من هذا الربع من العام، بحسب ما ذكره " شعيب" .

من المؤكَّد أنَّ تحريك الأسهم لا يتطلَّب الكثير، فقد بلغ متوسط ​​الأحجام اليومية للتداول هذا العام ما يعادل حوالي 0.2 % من الأسهم المدرجة للشركة في البورصة.

وارتفع سهم الشركة العالمية القابضة بنحو 2% ليصل إلى 86.15 درهماً يوم الأربعاء، محققاً إجمالي نمو لهذا العام 105%.

وأكَّد فاليتشا، أنَّ العديد من خطط الشركة العالمية القابضة جريئة، وأحياناً محيِّرة للمستثمر، لكن هذه الشركة لديها إدارة جريئة للغاية، وحتى الآن يحقِّقون ما هو مطلوب منهم".