التعافي يطرق أبواب مصافي التكرير الأمريكية بعد عام قاسٍ

تعافي مصافي التكرير الأمريكية بدافع الطلب على البنزين
تعافي مصافي التكرير الأمريكية بدافع الطلب على البنزين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحاول مصافي التكرير الأمريكية مع انتهاء الربع الأول من العام الجديد ألّا تنظر إلى الخلف بعد مرور 13 شهرا من انخفاض الطلب على النفط نتيجة تداعيات الجائحة. وتصادف الأمر مع شتاء قارس تسبب في توقف المصانع وتلف المعدات لأسابيع، ما أدى إلى تآكل الأرباح.

ونتيجة لتراكم تلك العوامل السلبية تميل تلك المصافي التي خفضت معدلات التشغيل بالتزامن مع انخفاض الطلب إلى تفسير أي مؤشرات على التحسن كدليل على أن المستقبل سيكون أكثر إشراقاً، ولكن ذلك الاحتمال ليس مؤكدا.

وتعمل المصافي في الوقت الحالي بطاقة تشغيلية تبلغ 84% والتي تنتج ما يزيد عن 15 مليون برميل يومياً كمستوى قياسي يسجل للمرة الأولى منذ أكثر من عام، بينما تصل الطاقة الإنتاجية لمصافي تكرير النفط في الغرب الأوسط 88.7% حيث يقوم المزيد من المصافي بإعادة تشغيل وحدات تكرير البنزين التي توقفت عن العمل العام الماضي.

وأعادت مصفاة "بورغر" التابعة لشركة "فيليبس 66" في تكساس مؤخراً جهاز تكسير تحفيزي للسوائل إلى العمل بعد أن تم إغلاقه منتصف ديسمبر الماضي، وكذلك جهاز المعالجة التحفيزية والذي كان معطلاً منذ أغسطس.

نظرة على أرباح المصافي:

- من المتوقع أن تعلن شركة "فاليرو إنرجي" Valero Energy Corp عن تسجيل خسارة صافية تبلغ 835 مليون دولار في الربع الأول نتيجة تضخم تكاليف الطاقة والغاز الطبيعي خلال العاصفة الشتوية حسبما ذكرت الشركة في بيان يوم الخميس.

- توقعت شركة "فيليبس 66" تسجيل خسائر تصل إلى 865 مليون دولار والتي أرجعتها أيضاً إلى تأثير العاصفة.

- بحسب متوسط ​​تقديرات المحللين التي جمعتها "بلومبرغ"، من المتوقع أن تسجل شركة "ماراثون بتروليوم" خسائر ربع سنوية.

طلب متزايد

ويبعث نمو الطلب على البنزين الآمال في تعافٍ قوي للمصافي في المدى القريب، ويرجع ذلك إلى توقع زيادة الطلب قبل ستة أسابيع من موسم قيادة السيارات خلال فصل الصيف، بالإضافة إلى تلقى المزيد من التطعيم ضد "كوفيد 19"، ما يجعل السفر أقل خطورة.

وسجل متوسط ​​الطلب على البنزين خلال أربعة أسابيع أعلى مستوياته منذ سبتمبر. كما شهد الأسبوع الماضي استيراد أكبر شحنة بنزين منذ مايو 2019.

وتحقق المصافي التي تقوم بمزج الإيثانول الخاص بها مع البنزين لتلبية المتطلبات الفيدرالية للوقود الحيوي هوامش ربح قوية أكبر من غيرها. وبحسب بيانات شركة "نويفو بارتنرز" Nuevo Partners، تبلغ تكلفة الوفاء باشتراطات الوقود الحيوي الخاصة بهم حوالي 16 سنتا لكل جالون بنزين أو حوالي 6.70 دولار للبرميل ارتفاعاً من أقل من 7 سنتات أوائل أكتوبر.

ويجب على شركات التكرير الأخذ في الاعتبار، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار، حاجتها إلى إجراء صيانة للعديد من المعدات بعد تأخير الصيانة لمدة عام بهدف توفير التكاليف وتشغيلها بمعدلات منخفضة نتيجة عمليات التجمد التي أدت إلى إضعاف وحدات المعالجة المتعددة.

سباق الأرباح

وكانت "توتال بورت آرثر" Total Port Arthur، وهي واحدة من 18 مصفاة في تكساس قد أغلقت بسبب الطقس البارد في فبراير، والذي أدى إلى إغلاق وحدة التكسير التحفيزي الوحيدة الخاصة بها لعدة أسابيع لإجراء إصلاحات، ما أجبرها على التوقف عن العمل بإحدى وحدات تكرير النفط الخام.

كذلك أغلقت مصفاة "باتون روغ" في لوس أنغلوس التابعة لشركة "إكسون موبيل" إحدى وحدات التكسير التحفيزي يوم الخميس وسط توقعات باستغراق إصلاح الوحدة نحو أسبوعين.

وأخرجت بعض المصافي نفسها من سباق مطاردة الأرباح في الوقت الحالي، حيث أغلقت مصفاة "تشيري بوينت" Cherry Point في واشنطن التابعة لشركة "بريتش بتروليوم" BP، والتي تعد أكبر مورد لوقود الطائرات لمطارات سياتل وبورتلاند وفانكوفر وحداتها نهاية شهر مارس لمدة شهرين لإجراء إصلاحات متعددة.