نفق شركة بورينغ في لاس فيغاس المصدر: بلومبرغ

كيف حول "إيلون ماسك" نفقاً في "لاس فيغاس" إلى مدينة ملاهي؟

المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كاد السائق ناتي كالابريس أن يهمل إعلان طلب توظيف على موقع Indeed.com خلال رحلة البحث عن وظيفة نظراً لعدم عرض مزيد من التفاصيل. ولكن تبين له بعد ذلك أن تلك الوظيفة في شركة "بورينغ" Boring Co لحفر الأنفاق والمملوكة لإيلون ماسك.

وبالفعل حصل على الوظيفة، والآن يقود كالابريس البالغ من العمر 27 عاما فريق العمل أسفل مركز مؤتمرات لاس فيغاس ضمن أحد مشروعات حفر الأنفاق التي يشيدها ماسك هناك والمعروفة باسم "الحلقة" أو الدائرة.

وكان من المقرر الكشف عن أول مشروع تجاري كبير لشركة "بورينغ" في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية السنوي في لاس فيغاس شهر يناير، لكن جائحة كورونا منعت ذلك.

وقال مسؤولو السياحة في المدينة يوم الجمعة إن المشروع سوف يتم الإعلان عنه خلال مؤتمر "عالم الخرسانة"، والذي يمثل حدثا كبيرا، ويعد الأول من نوعه والمقرر انعقاده خلال الفترة من 8 - 10 يونيو.

وتعد الرحلة داخل "الحلقة" قصيرة كما في الأنفاق حيث يبلغ طول النفق 1.7 ميل مقسم إلى أربعة أقسام، يبلغ متوسط طول الواحد منها نحو 0.4 ميل فقط. لكن الرحلة القصيرة مليئة بالمرح حيث يوجد ما يكفي من الأضواء الملونة النابضة التي أطلق عليها فريق العمل اسم المسار اللامع أو "طريق قوس قزح".

فكرة المشروع

ويضم النفق أسطولا من سيارات تسلا المعدلة التي تدور - كما يوحي اسم المشروع- بين ثلاث محطات، ينتقل بينها الركاب بسرعة تصل إلى 40 ميلا في الساعة.

وتأتي فكرة مشروع "الدائرة" بالتزامن مع الحاجة لنقل زوار المعارض التي اجتذبت ما قبل الجائحة بشكل روتيني عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يتنقلون في مساحة مترامية الأطراف تضم أربع قاعات عرض مختلفة. وقد أعلنت هيئة الزوار والمؤتمرات في لاس فيغاس أن تكلفة التنقل من خلال النفق ستكون مجانية لرواد المؤتمر.

وسينتظر الركاب الراغبون في دخول الحلقة من المحطة الجنوبية أو الغربية في الخارج لارتياد سيارات "تسلا" التي ستدخلهم النفق من خلال مداخل تصطف على جانبيها صخور رمادية مطلية تشبه مدينة الملاهي. أما ركاب المحطة المركزية فيحتاجون إلى ارتياد مصعد ليهبط بهم 40 قدما عبر سلم متحرك وصولاً إلى قاعة كبيرة مليئة بسيارات تسلا التي تقتاد الزوار إلى داخل المعرض أو خارجه.

وتتسع كل سيارة لثلاثة أشخاص في ظل القيود المفروضة حالياً بسبب جائحة كورونا، فيما قد تستوعب ما يصل إلى خمسة أشخاص بعد ذلك.

ويقول كالابريس، إن كافة السائقين كان عليهم اجتياز الاختبارات التي تشمل اختبار القيادة حيث كانت المفاجأة في عدم نجاح عدد كبير من المتقدمين في اجتياز الجزء الذي يتطلب منهم الرجوع بأمان من مكان ما. كذلك تم اختبار السائقين بشأن عدد من سيناريوهات الطوارئ مثل التهديدات بالقنابل وحاملي الأسلحة وانهيار الأنفاق.

تكلفة الإنشاء

حصل مشروع حلقة فيغاس على الموافقة في مايو 2019 وبلغت تكلفة تشييده 52.5 مليون دولار دفعتها هيئة لاس فيغاس للمؤتمرات والزوار وتم تمويل معظم التكلفة من أموال الضرائب التي تدفعها الفنادق.

وأعربت بورينغ عن رغبتها في بناء حلقة من أقرب محطة مترو إلى ستاد دودغر في لوس أنغلوس. وهو المشروع المحتمل الذي لا يزال قيد المراجعة البيئية. والمشروع الوحيد للشركة القائم حالياً وهو نفق اختبار في هوثورن بكاليفورنيا تم الانتهاء منه في عام 2018.

ويمكن لمشروع حلقة مركز مؤتمرات لاس فيغاس أن يستفيد في المستقبل من تشييد شبكة أوسع لربط أجزاء أكثر من المدينة بما في ذلك منطقة المؤتمرات وربما حتى المطار. وبحسب المتحدث باسم مقاطعة كلارك بنيفادا، لاتزال تلك الخطط في مرحلة الحصول على التصاريح والموافقة على استخدام الأراضي حيث تحتاج إلى اقتطاع جزء كبير من الطريق.

وأعرب كالابريس عن حبه للوظيفة حتى الآن والتي يحصل منها على دخل 17 دولارا في الساعة، بالإضافة إلى بعض المزايا حيث قال إنه يقوم الآن بعمل أفضل من الناحية المالية مقارنة بعمله قبل ذلك سائق سيارة أجرة في لاس فيغاس.

ولكن يبدو أن كالابريس سوف يحتاج للبحث عن عمل جديد، حيث صرح ستيف هيل الرئيس التنفيذي لهيئة الزوار والمؤتمرات في لاس فيغاس يوم الجمعة قائلا إنه بمجرد حصول السيارات على الموافقة لنقل الركاب بدون سائق وشعور الركاب بالراحة تجاه الفكرة سيبدأ تسيير السيارات ذاتية القيادة. مضيفا في تصريح للصحفيين: "سنعمل من أجل العمل بالقيادة الذاتية".