مصير طائرة "بوينغ 737 ماكس" يتحدد الأسبوع المقبل

إدارة الطيران الفيدرالية قد تعلن قرارها حول إعادة الطائرة إلى الأجواء بحلول 18 نوفمبر الجاري

طائرة بوينغ 737 ماكس
طائرة بوينغ 737 ماكس المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تترقب شركة "بوينغ" قراراً من السلطات الاتحادية يحسم أمر إعادة طائرتها 737 ماكس إلى الأجواء خلال الأسبوع المقبل، بعد مراجعة الإصلاحات التي أدخلتها الشركة على الطائرة الرابضة منذ العام الماضي.

ومن المقرر أن تعلن إدارة الطيران الفيدرالية قرارها بهذا الخصوص بحلول 18 نوفمبر الجاري، وفق ماذكره أشخاص مطَّلعون على العملية، طلبوا عدم ذكر أسمائهم نظراً لخصوصية المداولات؛ في حين قال أحدهم: "إنَّ "بوينغ" بدأت في إطلاع المشرّعين على الخطط التي لا تزال عرضة للتغيير".

وقال (ستيف ديكسون)، مدير إدارة الطيران الفيدرالية، في بيان أرسل بالبريد، إنَّ الإدارة تتوقَّع استكمال مراجعتها للتغييرات التي أدخلت على الطائرة "في الأيام المقبلة دون تحديد موعد ".

أطول فترة عطالة في تاريخ أمريكة

وتمَّ حظر طائرة "بوينغ" (ماكس 737) الأكثر مبيعاً من التحليق منذ مارس 2019، بعدما أسفر حادثان عن مقتل 346 شخصاً.

وسيمثِّل قرار الجهات التنظيمية بإنهاء أطول فترة عطالة لطائرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية علامة فارقة في جهود "بوينغ" لإحياء جوهر أعمالها في قطاع الطائرات التجارية. ومع تراجع الطلب على الطائرات الجديدة بسبب جائحة كورونا، فإنَّ الشركة الأمريكية المنتجة للطائرات تواجه تعافياً شاقاً، في حين تسعى إلى جني الأموال عبر تسليم المئات من طراز "ماكس" التي تمَّ بناؤها خلال حظر الطيران الذي سيصل إلى 20 شهراً يوم الجمعة.

وقال (ريتشارد أبو العافية)، محلل الطيران في مجموعة "تيل" (TEAL)، في مقابلة قبل أنباء عن قرار محتمل سيصدر من إدارة الطيران الفيدرالية الأسبوع المقبل: "إذا صرفنا النظر عن بعض الطلب المحدود على الاستبدال (استبدال الطائرات)، فلن يحتاج أي شخص إلى أيِّ طائرات للنمو ،وسيظل السوق ضعيفاً للغاية سنوات

عدَّة ".

وارتفع سهم "بوينغ" 2.2 بالمئة إلى 183.30 دولاراً بعد إغلاق التعاملات العادية في نيويورك. وانخفض السهم بنسبة 45 بالمئة حتى الآن هذا العام، ويعدُّ هذا أكبر انخفاض لشركة مدرجة على مؤشر " داو جونز " الصناعي المكوَّن من 30 عضواً.

النقاشات الأخيرة

كان التوقيت المحتمل لموافقة وكالة الطيران الفيدرالي على عودة طائرة "ماكس" إلى التحليق مفاجأة نوعاً ما. في الأسابيع الماضية، أشارت الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا إلى أنَّهم يقتربون من التصريح للطائرة بالتحليق مجدَّداً بعد قيامها بسلسلة من اختبارات الطيران. وقالت الجهات التنظيمية الأوروبية، إنَّها راضية عن التغييرات التي اقترحتها بوينغ على الطائرة. وأوردت وكالة "رويترز" في وقت سابق أنَّ القرار قد يعلن في موعد قريب قد لا يتجاوز 18 نوفمبر.

لن تبدأ الطائرة تنفيذ رحلات تجارية فوراً بعد موافقة وكالة الطيران الفيدرالية على عودة الطائرة إلى الخدمة. فعلى سبيل المثال تخطِّط "أمريكان إيرلاينز غروب" لبدء الرحلات على طائرة "ماكس" اعتباراً من 29 ديسمبر على الخط الجوي المزدحم بين ميامي ونيويورك.

وفي بيان إدارة الطيران الأمريكية قال ديكسون، إنَّ الإدارة تستكمل نقاشاتها النهائية مع السلطات في دول أخرى، ولن تصرِّح بعودة الطائرة إلى الخدمة ما لم تكن واثقة أنَّها آمنة.

عندما تتصرَّف وكالة الطيران الفيدرالية، فإنَّها تهدف إلى إصدار حزمة متكاملة ستسمح بعودة الرحلات التجارية على متن الطائرة، على حدِّ قول شخص مطَّلع. وتقوم بمراجعة الإصلاحات الملموسة على النظام الذي يُزعم أنَّه فشل في الحادثتين حتى تسبب في فقد الطيارين للسيطرة. كما أنَّ هذا يتطلَّب أيضاً تحديثاً على حاسوب التحكم بالرحلات على الطائرة، ونظام الكابلات لتحسين السلامة.

ومن ناحية أخرى، ستعتمد الإدارة تدريباً جديداً للطيارين ليضاف كمستوى سلامة إضافي، وستحدد متطلبات الصيانة اللازمة لعودة هذه الطائرات التي كساها الغبار إلى الخدمة.

كما يتوقَّع أن تقوم مجموعة من الخبراء الحكوميين المستقلين والمعروفين باسم المجلس الاستشاري الفني الذين قاموا بمراجعة عمل إدارة الطيران الفيدرالية على الطائرة بإصدار تقرير نهائي.