نعم.. بيل غيتس كان محقاً بشأن جنون طفرة شركات الشيك على بياض!

بيل غيتس
بيل غيتس المصدر: بلومبرغ
Chris Bryant
Chris Bryant

Chris Bryant is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies. He previously worked for the Financial Times.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ما هو الوقت المناسب للانضمام إلى سوق الأسهم؟، سؤال تصعب الإجابة عليه في هذه الأيام التي تقوم فيها الشركات التي يتمُّ طرحها للاكتتاب العام من قبل شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، بجمع مليارات الدولارات، بناءً على بضعة من النماذج الأولية وخطط العمل.

لا تفكر بالأرباح، فالعديد من الشركات التي تستهدفها شركات الاستحواذ للأغراض الخاصة في عمليات الاندماج لم تحقق عوائد حتى الآن، لا سيَّما في صناعة السيارات الكهربائية.

وتساعد أموال شركات الشيكات على بياض، التي تجمع السيولة في طرح عام أولي قبل العثور على شركة خاصة واعدة للاندماج معها، في تمويل المصانع ذات رأس المال الكبير وتطوير التكنولوجيا.

مخاطر الطرح المبكر

لكنَّ بيل غيتس، مؤسس شركة "مايكروسوفت"، يشعر بالقلق من أنَّنا قد انقلبنا من بيئة كانت الشركات تنتظر فيها وقتاً طويلاً لتتحوَّل إلى شركة عامة إلى بيئة تقوم بذلك في وقت مبكر جداً.

إنَّه محق، وأصبحت العواقب أكثر وضوحاً من أيِّ وقت مضى. بدأت الشركات التي تمَّ طرحها للاكتتاب العام عبر شركات الاستحواذ للأغراض الخاصة في التخلُّص من التوقُّعات المالية التي تمَّ إجراؤها قبل بضعة أشهر فقط وقت الاندماج، بحسب ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، و"إف تي ألفافيل".

وهو شيء حذَّرت منه أيضاً. ينبع ذلك جزئياً من ثغرة تنظيمية تسمح لشركات الاستحواذ للأغراض الخاصة بنشر توقُّعات مالية متفائلة للغاية، وهو أمرٌ ليس بهذه السهولة في الاكتتاب العام الأولي التقليدي.

طرح "كانو"

أما بالنسبة لبعضهم، فقد كان طرح الشركات من خلال شركات الاستحواذات، عملية فوضوية ولا ترحم. لنأخذ "كانو"(Canoo) على سبيل المثال، فبعد انضمامها إلى سوق الأسهم قبل بضعة أسابيع فقط، استبدلت شركة السيارات الكهربائية الناشئة بالفعل بعض أفراد إدارتها العليا، وتخلَّت عن أجزاء رئيسية من استراتيجيتها، مع الاعتراف بأنَّ ضوابطها المالية لم تكن قوية بما فيه الكفاية. ويشعر محللو "وول ستريت" بالغضب، وقام بعض المستثمرين الأوائل باتخاذ إجراءات قانونية. وتعدُّ "كانو" مثالاً عن مخاطر الإدراج المبكر.

وتأسَّست "كانو"، في نهاية 2017، ولم تحقق إيرادات كبيرة بعد، وتمَّ طرحها في ديسمبر الماضي من خلال شركة (Hennessy Capital Acquisition Corp. IV) وهي واحدة من خمس شركات "شيكات على بياض" أنشأها المستثمر دان هينيسي (الشركة السادسة قيد الإعداد). ولم تستجب "كانو"، و"هينيسي" (Hennessy) لطلب التعليق على هذه المقالة.

وبلغت قيمة صفقة "كانو" 2.5 مليار دولار بما في ذلك 600 مليون دولار من السيولة التي تمَّ جمعها. وقد أتى حوالي نصف هذه الأموال من خلال ما يسمى بتمويل "بي آي بي إي" (PIPE) المتزامن الذي تعتمد عليه شركة "بلاك روك".

وخلال مكالمة أرباح لأوَّل مرة الأسبوع الماضي - وصفها أحد المدوِّنين الماليين بأنَّها أسوأ ما سمعه من شركة عامة - ألقى رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة "كانو"، توني أكويلا، سلسلة من المفاجآت الاستراتيجية والمالية.

وتهدف خطة العمل الأصلية لشركة "كانو"، والموضَّحة في مجموعة من العروض المعلوماتية للمستثمرين ونشرة الاكتتاب، التي تمَّت الموافقة عليها، قبل تعيين أكويلا رئيساً لها، إلى تقديم خدمات هندسة العقود لشركات صناعة السيارات والتكنولوجيا الأخرى.

وكان من المتوقَّع أن يولِّد هذا النشاط 120 مليون دولار من الإيرادات لهذا العام، مما سيدفع الشركة إلى الأمام حتى تبدأ في تصنيع سياراتها الأولى في عام 2022.

وقال أكويلا في المكالمة، إنَّه تمَّ الآن "إلغاء التأكيد" على الخدمات الهندسية، في حين سيتمُّ تقليص خطة تزويد العملاء بالمركبات عبر الاشتراك، ورفض إعادة التأكيد على التوجيهات المالية السابقة.

مطبات بعد الاكتتاب العام

يبدو أنَّ الشراكة المتبجحة مع شركة "هيونداي موتور" تواجه مطبَّات، وقد غادر كبير المسؤولين الماليين في "كانو" مع رئيس استراتيجية الشركة، الذي سبق أن حثَّ المستثمرين على شراء أسهمها. وقالت"كانو"، إنَّ استقالة المدير المالي بول بالسيوناس: "لم تكن مرتبطة بأيِّ خلاف بشأن الإفصاحات المالية أو المسائل المحاسبية أو غيرها من القضايا التجارية".

ووفقاً لتقريرها السنوي، ما يزال يتعيَّن على الشركة معالجة العديد من نقاط الضعف المادية في ضوابطها الداخلية على التقارير المالية.

وقال رئيس مجلس الإدارة، إنَّ قائمة التعيينات المالية الجديدة، بما في ذلك المدير المالي المؤقت، ستساعد في الانتقال من الأسواق الخاصة إلى الأسواق العامة.

واستفسر المحللون عن سبب عدم حضور، أولريش كرانز، كبير المديرين التنفيذيين للمكالمة؟ وقال أكويلا، إنَّ المدير التنفيذي السابق في شركة "بي إم دبليو" لا يزال حالياً كبير المديرين التنفيذيين" –مما لا يشكِّل تأييداً كبيراً.

وغالباً ما تعلن الشركات الناشئة عن محاور استراتيجية، ولديها معدَّل دوران مرتفع للموظفين، ولكنَّ القيام بكل هذا عندما تصبح شركة عامة للتو يعدُّ أمراً مزعجاً. فقد قام مستثمرو "بي آي بي إي" (PIPE) في "كانو"، وأولئك الذين اشتروا أسهماً في شركة الاستحواذ للأغراض الخاصة بعد الإعلان عن صفقة "كانو" باتخاذ قرارهم بناءً على المعلومات المتاحة في ذلك الوقت.

وقد قارنت نشرة الإصدار نموذج أعمال "كانو" بشركات الاشتراك ذات القيمة العالية مثل "نتفلكس"، و"بيلوتون إنترأكتيف"، و"سبوتيفاي تكنولوجيز"، وهو أمر يبدو في متناول اليد الآن.

أكويلا لم ينتهِ أيضاً، ففي الماضي، كانت"كانو" "أكثر عدائية وغطرسة في تصريحاتها حول الفرص التجارية المحتملة، التي لم تلبِ "معيار تمثيلنا في الأسواق العامة"، على حدِّ قوله.

وأضاف: "يعود هذا إلى وجود فريق شركة عامة يملك خبرة. ويجب أن تكون حريصاً في البيانات التي تدلي بها "، في إشارة إلى بيانات الشركة السابقة حول علاقاتها التعاقدية للتصنيع.

ويجب على مؤسسي الشركات الناشئة التفكير قبل الانتقال إلى عربة شركات الاستحواذ للأغراض الخاصة.

وتعدُّ الزيادة المحتملة في التقييم ويوم الدفع، جذَّابة، ولكن هل هم مستعدون حقاً للتدقيق والصرامة التنظيمية التي تترافق مع كونهم شركة عامة؟

أما بالنسبة للمستثمرين، فمن غير الحكمة أن نتوقَّع من الشركات التي تعاني من نقاط ضعف محاسبية أن تكون قادرة على التنبؤ بدقة بأدائها المالي المستقبلي. في حين أنَّ التنبؤ بالأعمال صعب بشكل خاص في الوقت الحالي بسبب كوفيد 19 ، فمن المحير أن تسمح لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية لشركات استحواذات ذات أغراض خاصة، بنشر مثل هذه المعلومات غير الموثوقة.

يبدو بشكل متزايد كما لو أنَّ الشركات تقول شيئاً ما عندما تريد جمع الأموال وشيئاً آخر، عندما تكون الأموال في البنك.