أبوظبي تتطلع إلى زراعة الصحراء لتعزيز الإمداد الغذائي

مكتب أبوظبي للاستثمار سينفق حوالي 41 مليون دولار لتطوير تكنولوجيا إنتاج الطعام في الظروف القاحلة

الدول الغنية بالنفط مثل الإمارات العربية المتحدة تستورد ما يصل إلى 90% من حاجاتها الغذائية
الدول الغنية بالنفط مثل الإمارات العربية المتحدة تستورد ما يصل إلى 90% من حاجاتها الغذائية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تكثف إمارة أبوظبي استثمارها في مشاريع زراعة الصحراء، مع تحفيز أزمة كوفيد 19 المزيد من الجهود لحماية الإمداد الغذائي. وسينفق مكتب أبوظبي للاستثمار حوالي 41 مليون دولار مع شركات أخرى لتطوير تكنولوجية إنتاج الطعام في الظروف القاحلة.

وستتضمن هذه الشراكات مشاريع مشاتل بلاستيكية (دفيئة)، تركز على زراعة الفواكه والخضروات باستخدام ماء أقل. كما سيعمل المكتب مع شركة تستخدم محطة الفضاء الدولية لإجراء أبحاث على إنتاج الطعام في الفضاء والظروف المناخية البالغة القسوة على الأرض.

من البذرة إلى الطبق

أجبر الوباء العديد من الدول على إعادة التفكير في كيفية إطعام شعوبها. إذ تستورد الدول الغنية بالنفط والفقيرة مائياً مثل الإمارات العربية المتحدة حوالي 90 بالمئة من طعامها، وكانت تعمل على تعزيز المنتجات المحلية والاستثمار في الزراعة في الخارج منذ ضربت أزمة الغذاء قبل بضعة عقود. وتسببت أزمة فيروس كورونا الآن في تسريع هذه الخطط.

وقال "طارق بن هندي" المدير العام لمكتب أبوظبي للاستثمار في مقابلة: "كانت الحاجة إلى تحسين الاكتفاء الذاتي أمراً وضعه عام 2020 تحت الأضواء. ولا يتعلق الأمر بزراعة المحاصيل فحسب، بل إننا ننظر إلى الأمر من منظور النظام البيئي للتكنولوجيا الزراعية من البذرة إلى الطبق".

وقد أعلنت الإمارات العربية المتحدة في هذا العام عن مشروع زراعة الرز في الصحراء، واستوردت 4500 بقرة حلوب من الأورغواي.

وستمنح أبوظبي حوافز مالية وغير مالية للمبادرات من أجل توسيع عمليات الشركات في الإمارات. وستأتي شركة "فريش تو هوم" الخاصة بخبراتها في تربية الأسماك، في حين ستستثمر "بيور هارفيست سمارت فارمز"، التي تشغّل مشاتل بلاستيكية بالفعل في الإمارات في الذكاء الاصطناعي، والنمو المستقل للمزروعات، وعلم الروبوتات في مزارع جديدة في العين، وهي مدينة ضمن واحة بالقرب من الحدود مع عُمان.

وتعمل شركة "انو راكس إل إل سي" على إنشاء مركز أبحاث فضاء تجاري في أبوظبي لتطوير تكنولوجية زراعة الصحراء واستكشاف الفضاء على المدى البعيد.

إنفاق إضافي

يعتمد الإنفاق على استثمار بقيمة 100 مليون دولار في وقت سابق من هذا العام لتشجيع شركات التكنولوجيا الزراعية على بناء منشآت أبحاث في أبوظبي وتطويرها، التي ستستقطب شركات الزراعة العمودية مثل "أيروفارمز".

وقال "ابن هندي": "لدينا دفعة كبيرة لإحضار هؤلاء اللاعبين في مجال التكنولوجية لأن هذا سيساعدنا في مجال استخدام الماء والمحاصيل وكيفية إدارتها. ولن نبتعد أبداً عن اعتمادنا على المستوردات الدولية من النعام، لكن يجب أن نصبح أكثر اكتفاء ذاتياً مع بعض مكونات الطعام الأساسية التي لدينا".