أخيراً.. الحكومة تدعم "إير كندا" بـ4.7 مليار دولار

طائرة تابعة لـ"إير كندا" بمطار بيرسون - تورونتو بتاريخ 1 فبراير 2021
طائرة تابعة لـ"إير كندا" بمطار بيرسون - تورونتو بتاريخ 1 فبراير 2021 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

توصلت شركة "إير كندا" (Air Canada) إلى اتفاقية مع الحكومة الكندية تتضمن قروضاً وأسهماً بقيمة حوالي 5.9 مليار دولار كندي (4.7 مليار دولار)، وهي حزمة ستساعد شركة الطيران على تجاوز تداعيات كورونا واستعادة رحلاتها إلى المناطق النائية من البلاد.

وستمتلك الدولة مجدداً حصة في أكبر شركة طيران كندية، بعد أن باعت حصتها فيها خلال ثمانينات القرن الماضي، وذلك من خلال شراء أسهم بقيمة 500 مليون دولار كندي بسعر مُخفّض. وتفاوضت حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو، أيضاً على ضمانات كجزء من اتفاقية تمويل واسعة تؤهل "إير كندا" للحصول على 5 تسهيلات ائتمانية جديدة يبلغ مجموعها 5.38 مليار دولار كندي، وفقاً لبيان الشركة.

شروط مضادة

مقابل هذه الأموال، وافقت "إير كندا" على تقييد عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح، والحفاظ على التوظيف عند مستويات 1 أبريل، والاستمرار بصفقة لشراء 33 طائرة من طراز "إيرباص إس إي إيه 220" (Airbus SE A220)، تم إنتاجها في مصنع بمقاطعة كيبيك الكندية. كما لن يُسمح للمدراء التنفيذيين بكسب أكثر من مليون دولار كندي.

وستستأنف شركة الطيران رحلاتها التي أوقفتها إلى مناطق بعيدة في كندا، مثل غاندر ونيوفاوندلاند ويلونايف في أقصى شمال البلاد.

وسيخفف الإعلان الذي طال انتظاره من التوترات بين صناعة الطيران وحكومة ترودو، التي منعت منذ مارس الماضي معظم المسافرين الأجانب من دخول البلاد، وجعلت القواعد أكثر صرامة مؤخراً.

واشتكت "إير كندا" مراراً من أن بلادها كان العضو الوحيد في مجموعة السبعة الذي لم يضع خطة دعم خاصة بقطاع الطيران، رغم استخدام الشركة لإعانات الأجور الفيدرالية المتاحة لجميع الصناعات المتضررة من كورونا.

وأعلنت وزيرة المالية، كريستيا فريلاند، في مؤتمر صحفي مساء الاثنين: "أردنا القيام بصفقة جيدة، وليس مجرد صفقة. وعادةً ما يستغرق الوصول لمثل هذه الصفقة بعض الوقت".

وتلتزم شركة "إير كندا" أيضاً بسداد المبالغ للعملاء الذين لم يسافروا على الرحلات التي حجزوها بسبب وباء كورونا، وتم تخصيص أحد التسهيلات الائتمانية بقيمة 1.4 مليار دولار كندي لتمويل تلك المبالغ المستردة.

ضمانات قويّة

إلى ذلك، أفصحت "إير كندا" أنها ستصدر 21.6 مليون سهم جديد. ويرى روبرت كوكونيس، العضو المنتدب لشركة استشارات الطيران "إير تراف إنك" AirTrav Inc. ومقرها تورونتو، أن عنصر الأسهم "مفاجئ إلى حد ما"، ولكن الحزمة تمثل "المال المطلوب" الذي تحتاجه الشركة.

مضيفاً: "سيتطلب الأمر تقديم الكثير من المساعدة لشركات الطيران. لقد مررنا بالكثير، وبقينا بمرحلة المراوحة بينما تلقت شركات الطيران حول العالم حزمة مساعدات واحدة أو أكثر".

وكشفت وزيرة المالية كريستينا فريلاند أن المحادثات جارية مع شركات طيران أخرى تشمل"ويست جيت إيرلاينز" (WestJet Airlines Ltd)، التي تسيطر عليها مؤسسة الاستثمار "أونيكس" (Onex Corp) ومقرها تورونتو. كما تحتاج شركة "ترانسات إيه تي" (Transat AT Inc)، المتخصصة بتنظيم الرحلات السياحية، إلى الأموال، وهي لجأت إلى الحكومة بعد انهيار صفقة الاستحواذ عليها من قبل شركة "إير كندا".

لكن فريلاند أكدت أنه "متى تقدم الحكومة الفيدرالية مساعدة إلى شركة ما، يتعين على تلك الشركة المدعومة أن تقدّم ضمانات قويّة، مثلما فعلت شركة "إير كندا"، وهي ضمانات تتعلق باحترام المصلحة العامة، وحماية العمال، والدفاع عن مصالح المسافرين".

حسب الحاجة

وفقاً لشركة "إيشكا" (Ishka Ltd)، الاستشارية المتخصصة في التمويل والاستثمار بالطيران، أنه اعتباراً من 18 مارس، بلغ إجمالي التمويل الحكومي لصناعة الطيران على مستوى العالم، شاملاً القروض وحصص الأسهم مقابل النقد، أكثر من 183 مليار دولار.

وقبل اتفاقية يوم الاثنين، تمثلت المساعدة الأكثر وضوحاً لإنقاذ صناعة الطيران في كندا بقروض طارئة بقيمة 375 مليون دولار كندي، تم تقديمها لشركة "صن وينغ إيرلاينز" (Sunwing Airlines Inc)، و"صن وينغ فاكيشينز" (Sunwing Vacations Inc)، الشركة الصغيرة المتخصصة بتنظيم الإجازات.

ولفتت شركة "إير كندا" أنها ستسحب التسهيلات الائتمانية الجديدة "حسب الحاجة" فقط. مع الإشارة إلى أن الحزمة تشمل 2.48 مليار دولار كندي في شكل قروض غير مضمونة.

وأعلن الرئيس التنفيذي مايكل روسو في بيان رسمي: "يوفر هذا البرنامج سيولة إضافية، إذا لزم الأمر، من أجل إعادة بناء أعمالنا لصالح جميع الشركاء والمستفيدين، والبقاء كمساهم هام في الاقتصاد الكندي أثناء تعافيه وعلى المدى الطويل".