فقدان الجليد.. مخاطر بيئة متزايدة وأضرار اقتصادية جسيمة

الأنهار الجليدية تعمل عمل الحواجز التي تمنع تدفق المياه إلى البحار
الأنهار الجليدية تعمل عمل الحواجز التي تمنع تدفق المياه إلى البحار المصدر: صور غيتي
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المتوقَّع أن يؤدي تسارع تغيُّر المناخ إلى ضخِّ كميات ضخمة من المياه في محيطات العالم، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع منسوب سطح البحار وإلحاق أضرار اقتصادية جسيمة بسكان السواحل.

ووفقاً لتقييم الجديد، فإنَّ الجروف الجليدية غير المستقرة في القارة القطبية الجنوبية، باتت تشكِّل مخاطر متزايدة. كما يُظهر التقييم تقلُّص هامش الخطأ المسموح به بالنسبة لاقتصادات العالم للتصدي للتغيُّر المناخي.

وقد خَلُصَ البحث الذي نشرته مجلة "جيوفيزيكال ريسيرش ليتيرز" البحثية مؤخراً، إلى أنَّ 34% من الجروف الجليدية يمكن أن تنهار خلال هذا القرن في ظلِّ المسار الحالي الذي يسير عليه الاحتباس الحراري.

الحفاظ على المسار

قال الباحث كريستوف كيتيل: "هذه الجروف الجليدية تعمل مثل السدود، وتحافظ على الجليد في القارة، وبدونها سوف تتدفَّق كميات هائلة من الجليد مباشرة إلى المحيط، مما سيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر".

ويمكن أن ترتفع مستويات سطح البحر بما لا يقل عن 20 سم، في حال تغيّر وضع جزء بسيط من الجروف الجليدية التي تمَّت دراستها في التقرير في المحافظة على أوضاعها الحالية. وهو سيناريو محتمل الحدوث في حال ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار 4 درجات مئوية مع حلول نهاية القرن.

ويعدُّ الحفاظ على درجات الحرارة ضمن حدود 1.5 درجة مئوية بحسب اتفاقية باريس للمناخ، أمراً من شأنه أن يقلِّل بشكل كبير من حجم الجروف الجليدية المفقودة".

وفي أحدث مثال على انكسار في الجرف الجليدي، الذي كان في شهر فبراير الماضي، حين اقتحمت طبقة جليدية بحجم مدينة لوس أنجلوس بحر ويديل في قارة أنتاركتيكا. وكذلك هناك ما حدث عام 2002 ، عندما تسبَّب الانهيار المفاجئ للجرف الجليدي "لارسن بي" (Larsen B) بإطلاق 3,250 كيلومتراً مربعاً من الجليد في المحيط خلال فترة أسابيع فقط.

صحيح أنَّ فقدان الجروف الجليدية نفسها لا يسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر، لأنَّها تستقر فعلياً فوق الماء؛ إلا أنَّ تدميرها يمهد الطريق أمام ذوبان الأنهر الجليدية، وانسيابها في المحيط.

وتقول إيلا غيلبرت، الباحثة والشريكة المؤلفة: " تعمل الجروف الجليدية عمل الحاجز أمام الأنهار الجليدية، وبالتالي يمكن تشبيه اختفائها بسحب السدادة في حوض الاستحمام، مما يسمح للأنهار الجليدية بالتدفُّق في المحيط، مما يساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر". وأضافت: "من المرجَّح أن تنهار الجروف الجليدية، وتسرع في معدَّل ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي مع ارتفاع حرارة المناخ".

التوجّه الصحيح

وقال الباحثون، إنَّ النتائج التي توصَّلوا إليها تؤكِّد الحاجة إلى الحدِّ من ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية بحلول شهر مارس 2034، وهي درجة يبدو أنَّ اقتصادات العالم حالياً تسير نحوها.

وأضاف الباحثون إلى أنَّ الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ قد قلَّلت من تقدير الأثر الذي سوف يتركه انكسار الجروف الجليدية على ارتفاع مستوى سطح البحر.

وتابعوا: "إنَّ مدى فقدان كتلة الجرف الجليدي، والمصير الخطير للانجرافات الجليدية الفردية، يعتمدان بشكل أساسي على درجة الاحترار التي تحدث".

وأضاف الباحثون كذلك: "وصول الاحترار العالمي إلى معدَّل 4 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، سينتج آثاراً تتمثَّل بزيادة هشاشة المناطق المعرَّضة للخطر وضعفها، بمعدَّل يبلغ أربعة أضعاف تقريباً ".