منظر داخلي لسيارة مرسيدس بنز الفئة "اس" المصدر: غيتي ايميجز

"مرسيدس" تدخل حقبة جديدة بسيارة سيدان كهربائية.. فهل تنجح؟

المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لطالما وُصِفت "مرسيدس-بنز" من فئة "إس" بأنها ذروة الفخامة والأداء في عصر محركات الاحتراق. والآن، تنوي الشركة أن تفعل الشيء نفسه مع نظيرتها التي تعمل بالكهرباء بشكل كامل.

يكشف المصنّع الألماني النقاب عن سيارة سيدان "إي كيو إس" يوم الخميس، وهي سيارة تتميز بنطاق قيادة رائد في السوق ومقصورة داخلية فاخرة، نادراً ما توجد في السيارات التي تعمل بالبطاريات. ومن المفترض أن يشكل ذلك بداية حقبة جديدة للعلامة التجارية الرئيسية لشركة "دايملر إيه جي" التي أمضت عقوداً في تصميم طرازات احتراق عالية الطاقة يقودها قادة الصناعة ورؤساء الدول.

من الجدير بالذكر أن المحاولات التي قامت بها "بي إم دبليو" عبر طراز الفئة السابعة وطراز "أودي" من فئة "إيه 8 " لكسب المزيد من العملاء الأثرياء، أسفرت فقط عن نتائج متواضعة على مر السنين. لكن نموذج طراز "إس" من شركة "تسلا" الذي تفوق على طراز الفئة "إس" من مرسيدس في الأسواق بما في ذلك الولايات المتحدة أثبت أن التحول الكهربائي لن يجنب عالم السيارات المستويات الرفيعة.

في هذا السياق، يقول رومان ماتيسيك، وهو مستشار في شركة "آرثر دي ليتل" (Arthur D. Little)، إن "مرسيدس" تدعي أن الفئة "إس" هي أفضل سيارة في العالم، وبالتالي يجب أن تكون "إي كيو إس" أفضل سيارة كهربائية في العالم، ومن المرجح أن يتم فحصها بدقة، مع أخذ هذا التوقع في عين الاعتبار، فإن معايير "مرسيدس إي كيو إس" عالية جداً من جميع النواحي".

نظرة أولية على "إي كيو إس" (EQS) أول سيارة صالون كهربائية فاخرة بالكامل من مرسيدس

تعرضت شركة "دايملر" -التي تتخذ من شتوتغارت مقراً لها- لانتقادات لأنها استغرقت وقتاً طويلاً حتى تبنت السيارات الكهربائية. وهي الآن تتعرض لضغوط لإثبات قدرتها على الاحتفاظ ببراعتها الهندسية في العصر الكهربائي، حيث تعد الخبرة في تكنولوجيا البطاريات والبرمجيات أمراً أساسياً.

من جهتها تعمل "تسلا" على تطوير طراز "إس" أحدث بأداء جديد. ويخطط المنافسون الجدد مثل "لوسد موتورز" لاقتحام القطاع المربح الذي لا يزال يهيمن عليه إلى حد كبير كل من "مرسيدس"، و"بي إم دبليو"، و"أودي"، و"لكزس" من شركة "تويوتا موتور".

ستكون "إي كيو إس"، التي تتميز بلوحة رقمية اختيارية تمتد عبر دفة القيادة بأكملها، أول سيارة "مرسيدس" مبنية على منصة مخصصة للسيارات التي تعمل بالبطاريات. وتلغي التنازلات الهندسية التي حققت أول سيارة كهربائية للعلامة التجارية، وهي سيارة الدفع الرباعي "إي كيو سي"، التي أثارت انتقادات من عشاق "تسلا" والموالين لـ"مرسيدس" على حد سواء.

التعليقات الأولية من المحللين الذين قادوا نموذجاً أولياً مموهاً لـ"اي كيو اس" كانت إيجابية

*ستيفن ريتمان المحلل في "سوسيتيه جنرال": "نجحت مرسيدس في تقطير جوهر علامتها التجارية في نظام أساسي جديد تماماً، وتضع "إي كيو إس" معايير جديدة في الراحة، والاستخدام، والتكنولوجيا، وجودة الأجهزة، ونؤمن باستحسان سيارات السيدان في مجال السيارات الكهربائية".

*أرمدت يلينغهورست، المحلل في"سانفورد سي بيرنشتاين" (Sanford C. Bernstein): "هذا هو المكان الذي تلتقي فيه الفخامة بليموزين السيارات الكهربائية. لدى هذه السيارة أداء مذهل للغاية وتصميم داخلي مذهل".

*تيم روكوسا، المحلل في "دويتشه بنك": من المرجح أن "تحدد "إي كيو إس" المعيار" من حيث الميزات الفنية، والتصميم، والجودة. يمكن للمركبة "تحسين صورة العلامة التجارية بأكملها".


وفي حين أن الثناء يجب أن يكون بمثابة نعمة لمرسيدس، يبقى أن نرى مدى بيع سيارات "إي كيو إس". والأهم من ذلك ما إذا كان بإمكانها كسب المزيد من عملاء "تسلا" أكثر من أن تدفعهم بعيداً عن الفئة "إس" المربحة للغاية.

من جهتهم، يرى محللو "يو بي إس غروب" بقيادة باتريك هاميل في مذكرة، أن حجم مبيعات "إي كيو إس" ستعتمد بشكل كبير على نقطة السعر مقابل المنافسة". ويتوقعون أن يكلف النموذج الكهربائي أكثر من فئة "إس" المشابهة لها. ويقولون: "في حين إنه من غير المحتمل أن تتحدى السيارة أداء سيارة "تسلا" من فئة "إس"، لكن من المحتمل أنها ستوفر تجربة رفاهية أفضل".