تطبيق "كلوب هاوس" يسير نحو خطوته التالية بعد نجاح الأولى

كلوب هاوس يحفز البشر على التعبير عن آرائهم
كلوب هاوس يحفز البشر على التعبير عن آرائهم رسم تعبيري لبيزنس ويك
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ضخّت شركة الاستثمار أندرسن هورويتز قدرًا كبيرًا من رؤوس الأموال بالشكل الذي أسهم في إطلاق شرارة الصعود المفاجئ لتطبيق "كلوب هاوس" على مدار السنة الماضية، وهي شبكة اجتماعية قائمة على الدردشة الصوتية، وأصبحت واحدة من الشبكات الرائدة في سيليكون فالي، بعد أن جذبت إليها عددًا من المشاهير، من بينهم الإعلامية أوبرا وينفري ومطرب الراب دريك ورئيس مجلس إدارة شركة "تسلا" إيلون ماسك ورئيس مجلس إدارة "فيسبوك" مارك زوكربيرج.

وفي تطور لنموذج رأس المال الاستثماري القياسي، أكدت وكالة "بلومبرغ" الإخبارية في تقرير، أن الاستثمار في "كلوب هاوس" يوفر أيضًا مجموعة كبيرة من المواهب المسؤولة عن تقديم المحتوى.

وأوضحت أن "كلوب هاوس" هو تطبيق وسائط اجتماعية صوتي فقط يعتمد الدخول إليه على الدعوة فقط، وينقسم التطبيق إلى مجموعة من "الغرف"، والتي يُتاح للمتحدثين الرئيسيين بكل غرفة مناقشة فكرة ما أمام الجماهير الذين يُمكن إشراكهم في المحادثة أيضًا.

ويستضيف مارك أندرسن وبن هورويتز، مؤسسا الشركة، عرضهما الخاص في أحد غرف "كلوب هاوس"، كما يظهران بانتظام في عدد من الغرف الأخرى ويشجعان العديد من الأشخاص في إنشاء عرضهم الخاص عبر "كلوب هاوس"؛ ليُصبح الأمر بمثابة مؤتمرات وصالونات قائمة على الهاتف الذكي، والتي يعتمد عليها أصحاب رؤوس الأموال لاستعراض أنفسهم باعتبارهم رواد أعمال وخلق حالة من الزخم حول مشاريعهم.

وتُعد أكبر حالة زخم حدثت في التطبيق حتى الآن هو ظهور المؤسس المشارك لشركة تسلا، إيلون ماسك، في يناير الماضي عبر أحد الغرف لنادي "جود تايم شو"، وهو برنامج يستضيفه شريك أندرسن هورويتز، سريرام كريشنان مع زوجته آرثي رامامورثي مديرة منتج لدى شركة "فيسبوك"، وسرعان ما تزايدت أعداد المنضمين لتمتلئ قاعة النادي التي تتسع لـ 5000 شخص في الغرفة.

وأسهمت المحادثة المفاجئة بين الملياردير الكندي والرئيس التنفيذي لشركة روبنهود، فلاد تينيف، على الشبكة الاجتماعية الجديدة القائمة على الصوت في تسليط الضوء عليها عبر مختلف وسائل الإعلام.

وبعد بضعة أيام، ظهر مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك" على إحدى غرف نادي "جود تايم شو" من أجل مناقشة عمل شركته عبر الواقع المعزز، وعلمت بلومبرغ وآخرون حينئذ أن "فيسبوك" و"تويتر" يعملان على إنشاء منصة منافسة لـ"كلوب هاوس"، وهي إشارة قوية أن الشركات في وادي السيليكون ترى أن "ألفا إكسبلوريشن" الشركة الناشئة المُصممة لـ"كلوب هاوس" حققت شيئًا كبيرًا.

وعبر التجارب السابقة، لا تنتقل الأنماط الجديدة من وسائل التواصل الاجتماعي التي حاذت شعبية جيدة بين المستخدمين الأوائل إلى العالم الأوسع نطاقًا بشكل جيد في أغلب الأحيان، ففي مقابل تطبيق "تويتر" الذي اكتسب شعبية جيدة لأول مرة باعتباره التطبيق الضروري في مؤتمر "ساوث باي ساوث ويست" للإعلام، كان هناك "هايلايت"، وهي خدمة شبكات اجتماعية قائمة على الموقع والتي كانت أفضل تطبيق يُستخدم في مؤتمر "ساوث باي ساوث ويست" للإعلام في عام 2012، ولكن الجميع لم يتذكر استخدامها مرة أخرى بعد أن عادوا إلى منازلهم.

رسالة تحذيرية

وترى "بلومبرغ" أن هذه القصة تحمل رسالة تحذيرية ذات أهمية خاصة بالنسبة لـ"كلوب هاوس"، نظرًا لأن المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي بها، بول دافيسون، قد أنشأ سابقًا "هايلايت".

تُشير سارة لاسي، مؤسسة الموقع الإخباري الناشئ "باندو دايلي"، الذي استثمر فيه مارك أندرسن شخصيًا، إلى أن "الأشياء التي تثير حماستنا في وادي السيليكون ليست هي الأشياء التي تثير اهتمام الأطفال، لهذا السبب خصيصًا لم ينتبه الكثيرون لصعود تطبيق "تيك توك" عالميا".

ورفض دافيسون التعليق على هذا المقال، كما رفض ممثل عن شركة الاستثمار أندرسن هورويتز التعليق كذلك.

وتستخدم أندرسن هورويتز أشخاص من خارج صناعة الإعلام في "كلوب هاوس" مثل الممثل جاريد ليتو، والفنان الصيني آي ويوي، والشخصية التلفزيونية غايل كينغ من أجل زيادة عدد متابعيها، فقد سجلت حتى الأسبوع المُنتهي في 20 فبراير الماضي 6.8 مليون مستخدم نشط، وفقًا لشركة بيانات السوق "آب آني"، فيما تُظهر بيانات كلوب هاوس الخاصة عددًا أكبر بشكل ملحوظ من المستخدمين.

وتسعى شركة أندرسن هورويتز لتوسيع نطاق "كلوب هاوس" من خلال تدشينها حملة تمويل بقيمة 100 مليون دولار في شهر يناير الماضي، فيما نشرت في فبراير قائمة وظائف لمنتج يُركز على إنشاء محتواه للتطبيق، إلا أنها قيل بعد ذلك أنها تُخطط لإنشاء منصة إعلامية خاص بها توفر نظرة إيجابية على القضايا التقنية.

"الأفكار التي تُطرح هنا عبر كلوب هاوس هي مختلفة للغاية، بل أن المحادثات التي تُناقش هنا والتي غالبًا ما تكون مدروسة، هي أشياء لا أراها عبر الشبكات الاجتماعية الأخرى، على الأقل بالنسبة لي".

يطرح هوروريتز هذه الكلمات في الوقت الذي يُحذر فيه التقرير من أن يتسبب اعتماد "كلوب هاوس" على مستثمر قوي يُسهم في توفير المال والمحتوى للتطبيق في الإضرار به، خاصة في ظل امتلاكه طموحات تنافسية مع وسائل الإعلام الأخرى، إلا أن هورويتز وضع إطارًا لاستثمار الشركة في الشركات الإعلامية الناشئة، والتي تضم خدمة التدوين في"ميديم كورب"، وشركة الرسائل الإخبارية "سابستاك"، باعتبارهما خدمات تكميلية للتطبيق.

نقطة إيجابية

وأوضح التقرير أنه بالرغم من الزخم الذي اكتسبه التطبيق في لقاءات مستثمريه المشاهير، إلا أن هناك نسبة كبيرة من المستخدمين لا تتابعهم، ففي الوقت الذي تُسجل فيه بيانات سيليكون فالي عملية الدخول لمتابعة ماسك وزوكربيرج، يتوجه معظم المستخدمين إلى غرف مناقشة أكثر رتابة مثل نادي "اعتني بعقلك"، أو "عش أفضل حياة لك في فترة ما بعد الانفصال".

"هذه نقطة إيجابية للتطبيق"، تقول الشريكة الإدارية في سوبر نود فينتشرز ومؤسسة ميديا بيسترو، لوريل توبي، رُغم أنها ليست مستثمرة بالشركة مالكة التطبيق، ولكنها تحث جهات اتصالها الخاصة على الانضمام إلى كلوب هاوس.

وتوضح توبي إن التطبيق لا يزال يبدو وكأنه تطبيق متخصص للمطلعين على التكنولوجيا، وفي حال انتقاله في هذه الحالة إلى الجمهور على نطاق أوسع نطاقًا، فقد يراه البعض على أنه وسيلة ترفيهية خاصة بشركة الاستثمار أندرسن هورويتز.