كيف أنعش اللقاح آمال منتجي النفط بعودة الطلب؟

الرهان على اللقاح وعودة الطيران يغيّر توقعات الطلب على النفط
الرهان على اللقاح وعودة الطيران يغيّر توقعات الطلب على النفط المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المتوقع أن يحفز توزيع لقاح فيروس "كوفيد-19" السفر والنشاط الاقتصادي، وهو ما يبرّر تنبؤات وجود طلب أقوى على النفط.

ورفعت وكالات النفط الرئيسية الثلاث في العالم، وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية ومنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، جميعاً توقعات الطلب الخاصة بها لعام 2021، بناءً على الانتشار السريع للقاحات فيروس كورونا، لا سيما في الولايات المتحدة، وتحسُّن التوقعات الاقتصادية. لكن نظرتهم الأكثر تفاؤلا ستستغرق بعض الوقت حتى تتحقق.

الوكالات الثلاث رفعت توقعاتها للطلب للعام بمقدار يترواح بين 150 ألف برميل يومياً و200 ألف برميل يومياً، على تلك التي نشرتها في شهر مارس الماضي.

مستقبل مشرق

بالنسبة إلى "أوبك"، كانت هذه هي الزيادة الرابعة على التوالي في تقييمها الطلب على النفط هذا العام، الذي زاد بنحو 570 ألف برميل يومياً حالياً على ما كان عليه في شهر ديسمبر الماضي.

وأجرت وكالة الطاقة الدولية مراجعتها الثانية بالزيادة، بعد مراجعة أصغر بكثير الشهر الماضي، على الرغم من أن توقعاتها لا تزال أقلّ بمقدار 220 ألف برميل يومياً مما كانت عليه في نهاية العام الماضي.

وبالنسبة إلى إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كان هذا هو أول تعديل تصاعدي لتوقعات الطلب لعام 2021 منذ شهر أغسطس، إذ لا تزال التوقعات أقلّ بمقدار 510 آلاف برميل يوميا مما كانت عليه في شهر ديسمبر الماضي.

وعلى الرغم من النظرة الأكثر تفاؤلاً إلى متوسط ​​مستويات الطلب السنوي هذا العام، فإن التوقعات للمستقبل القريب ليست مشرقة تماماً إلى حد ما.

وخفضت كل من منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ووكالة معلومات الطاقة توقعاتها للطلب للربع الحالي، مع تبني وكالة الطاقة الدولية فقط نظرة أكثر إيجابية مما كانت عليه قبل نحو شهر.

الرهان على اللقاح

وتعتمد الوكالات الثلاث في زيادة توقعاتها على انتعاش أقوى للطلب في النصف الثاني من العام الجاري، مدفوع بالانتشار السريع للقاح فيروس "كوفيد-19" في الولايات المتحدة وعدد قليل من البلدان الأخرى وتوقعات اقتصادية أكثر إشراقاً.

لكن لا تزال أجزاء كبيرة من العالم بدأ فيها التطعيم للتوّ أو لم يبدأ بعد، ويوفّر ذلك مخزوناً كبيراً من الأشخاص المحتملين حاملي الفيروس للاستمرار، بما يسمح له بالتحور وخلق سلالات جديدة بطرق قد تقلّل فاعلية اللقاحات الحالية. ولا يزال ظهور فيروسات متحورة جديدة مقاومة للقاحات من فيروس كورونا يعرقل التعافي.

وفي الوقت الذي بدأت تزداد فيه حركة السفر على الطرق والرحلات الداخلية في أماكن مثل الولايات المتحدة والصين، فإن الرحلات الدولية طويلة المدى وحتى الرحلات القصيرة تظلّ متراجعة.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان النموّ المأمول للسفر في موسم العطلات سيتحقق خلال أشهر الصيف في نصف الكرة الشمالي خلال الربع الثالث من العام، على الرغم من أن ميزان التوقعات بين الوكالات الثلاث يميل بوضوح في اتجاه أكثر إيجابية.

للوهلة الأولى، تُعَدّ المراجعة بزيادة توقعات "أوبك" مفاجأة، فقبل أسبوعين فقط خفضت المجموعة توقعاتها بشأن نمو الطلب في 2021 قبل اجتماع وزراء تحالف"أوبك+"، في الأول من شهر أبريل الجاري، إذ تقلصت من 5.9 مليون برميل يومياً إلى 5.6 مليون برميل، وكذلك خفض توقعاتها للربع الحالي.

وفي أحدث تقرير أجرى التحالف النفطي تعديلاً على أرقام الطلب مرة أخرى، بنمو سنوي قدرته حالياً عند 5.95 مليون برميل يومياً.

مخاوف التراجع

وتأتي الزيادة في الربع الأول مماثلة لتقدير الطلب لمجموعة الدول المنتجة في الربع الأول من عام 2020، بما يترك النمو السنوي بلا تغيير.

وفي الربع الثاني انخفض نمو الطلب بمقدار 520 ألف برميل يومياً عن توقعات الشهر الماضي، لكنه لا يزال أعلى مما كان عليه من التوقع السابق، في حين أصبحت توقعات المجموعة للنصف الثاني من العام أكثر تفاؤلاً.

ويعكس قرار مجموعة "أوبك+" في بداية شهر أبريل بدء إلغاء تخفيضات الإنتاج اعتباراً من الشهر المقبل تفاؤلاً متزايداً بشأن تعافي الطلب، ولكن، كما تحذر وكالة الطاقة الدولية، سيستغرق الأمر عدة أشهر لتحقيق مناعة القطيع، حتى في البلدان التي تتمتع بحملات تطعيم مكثفة، وإذا زاد الاختلاط الاجتماعي بسرعة كبيرة فقد تؤدي الزيادات المحلية في حالات الإصابة بفيروس "كوفيد-19" إلى الإضرار بالطلب مرة أخرى على أثر ذلك.